عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 02-19-2011, 06:41 PM
 
**** الجزء الثاني ****




وصل ذاك الشّاب الذي اصدمت به ليريا الي بيته أيضا ... ثم حاول الدخول بحذر املاً ألا يراه أحد من أفراد أسرته... إلا أن صوت أخته ليزا أوقفته وهي تناديه باستهزاء : يوهوو انظروا من جاء أخي العزيز ليون هنا حمدا على سلامتك
هيا أخبرني كيف كانت رحلتك هذه المرة ههههه
فالتفت نحوها ليون قائلا باستياء : ماذا تريدين الان ... لا تقولي أنك اشتقتي لي
ابتسمت ليزا ثم ردت متصنّعه البراءة : ههههه أجل أصبت لقد اشتقت لك حقا ولكن ليس أنا فقط بل والدك أيضا ...هع هع
تغيرت ملامح وجه ليون ثم صاح قائلا : ماذاااا قلت للتو هل تقصدين أنه علم بسفري ...?! هل أنت من أخبره بذلك هيا اعترفي في الحال
قاطعته ليزا بغضب : ماذا دهاك لما تصرخ في وجهي هكذا ... أنا لم أخبره بشيئ ولا أدري كيف علم ... على كل حال أنصحك أن تقابله الان والا سيزداد غضبه عليك ....
أنهت ليزا قولها وعادت مسرعة الى غرفتها وهي تحدث نفسها قائلة : ذلك
الأحمق لن يتعلم أبدا ... هه يستحق ما سيلقاه الان
أما ليون فتنهد بأسى ومشى بخطا متثاقلة الى غرفة مكتب والده وهو يتمتم قائلا
يا الهي لا ينقصني الان بعد كل هذا اليوم الطويل والمتعِب سوى محاضرة ممّلة وسرعان ما وصل لمكتب والده فطرق الباب ودخل ليجد أبيه جالس خلف طاولته
كالعادة وأمامه أكوام من الملفات والأوراق
تنحنح ليون وقال : أبي هذا أنا ... أخبرتني ليزا أنك تريدني هل هناك أمرمهم
رفع والده رأسه حيث كان منهمكا في مراجعه بعض التقارير عن عمل شركته
ثم اعتدل في جلسته ليسند ظهره على الكرسي قائلا : يا أهلا بابني العزيز ليون
....أم هل أسميك بابن بطوطة أظن أن هذا اللقب يليق بك أكثر كونك دائم الترحال
ليون : أبي أرجوك أنا
قاطعه والده بلهجة أكثر حدة : أنت ماذاااا .... ماهي حجتك هذه المرة ها
حتى أنك سافرت دون أن تستشيرني أو تأخذ إذني حتى
ليون : لا لقد أخبرت أمي بذلك
والده باستهزاء : حقا أخبرتها بعد ماذا ... بعد أن أقلعت الطائرة ... هه يالا للسخافة متى ستتعلم ها... الى متى ستظل هكذا عديم المسؤولية لا يهتم سوى بأمور سطحية وسخيفة كم مرة أخبرتك أن تاتي معي لتساعدني في ادارة الشركة ...ألا يجب أن تتعلم كيفية ادارة العمل... لمن تعبت وتعذبت لأجمع هذه الثروة اللتي تتنعم بها الان ... هل تظن أن الأمر سهل
قاطعه ليون : أعتذر أنا اسف حقا ... أعدك أني سأنفذ كل ما تتطلبه مني من الان فصاعدا
رد والده وهو يهز راسه : اني آمل ذلك حقا.. مع أني سمعت منك الكثير من هذا الكلام ... على كل حال عليك أن تعرف أن الشركة تمر بأوقات عصيبة وقد نعلن إفلاسنا بأي لحظة .... لذلك عليك أن تساعدني أتفهم ما أقول
ثم صمت والد ليون فجاة عندما رن هاتفه فأجاب قائلا : نعم .. أهذا أنت مالذي تريده ... وما شأني به حسنا ... انتظرني سنكمل حديثنا بالشركه
اغلق والد ليون هاتفه وقال : اذهب الان لدي عمل ... سأراك غدا
لم يصدق ليون سماع ذلك من والده حتى أسرع بالخروج متجها الى غرفته و هو يقول بابتهاج : حمدا لله ... أنا مدين فعلا لذلك الهاتف فهو دائما ما ينقذني هههه
....ثم دخل الى غرفته وهي غرفة واسعة جدرانها مطليه بلون أبيض ناصع يتوسطها سرير ذو فراش وثير وعلى الجدران علقت بعض اللوحات الكبيرة واللتي تحمل رسومات جميلة .......
ألقى ليون بجسده على السرير وأخذ يغمض عينيه ببطئ الا أنه انتفض فجأة عندما
وقع نظرة على الحقيبة اللتي كان يحملها فهي تختلف عن اللتي كانت معه فأمسك بها وتفقدها ما بداخلها ... ليوقن أنها ليس حقيبته فقد كانت تحوي بعض الهدايا والفساتين
توسعت عيناه وقال بتلعثم : مستحيل لا يمكن .... أين هي حقيبتي يا ترى
ثم صاح قائلا : يا الهي لابد وأنها مع تلك الفتاة اللتي اصطدمت بها
سحقا كيف لم أنتبه لهذا كيف .... آآآآه علي أن أجد طريقة لمقابلة تلك الفتاة واستعادة حقيبتي ....
في منزل ليريا


تسللت اشعة الشمس الذهبية من بين ستائر غرفة ليريا الشفافة مداعبة عينيها اللتين أهرقهما ذرف الدموع.... فستيقظت من نومها ثم أخذت تتلفت حولها لتجد أخيها ارثر وهو يغط بالنوم على كرسي بالمقربة من سريرها
وضعت يدها على راسها لتتذكر مالذي جرى بالأمس .... إلا ان صوت العم جون قطع تفكيرها قائلا : أووه سيدتي أرى أنك استيقظت هل صرت بخير الان
استيقظ ارثر على صوته ليقول وهو يعانق ليريا : حمدا لله ... لقد افقت أخيرا
أنا اسف حقا... كان علي أن أخبرك بكل شيئ من البداية ولاأخفي عنك أي أمر
تذكرت ليريا وقتها بما حدث الأمس وبأن والدها قد توفي فردت بألم : لا بأس
أنا بخير لا تقلق ... سأتجاوز هذه المحنه
ابتسم ارثر ليضيف قائلا : بالطبع ستفعلين ذلك لأجل والدنا... فهو لن يكون سعيدا ابدا ان برؤيتك حزينة هكذا ...
ابتسمت ليريا أيضا ثم قالت وهي تنزل عن السرير: حسنا شكرا على رعايتك لي ...على أن اهب هناك بعض الاعمال علي أن أنجزها
حاول اخيها منعها بقوله : إلى أين لا يمكنك مغادرة الفراش الآن ... هكذا قال الطبيب بالامس عليك أن تأخذي قسطا وافرا من الراحة
الا أنها لم تستجيب لطلبه بل خرجت من غرفتها قائلة : قلت لا تقلق انا بخير الآن .....