عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-08-2007, 08:26 PM
 
ميت يشترى من ميت

ذهب رجل الى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليكتب له عقد بيت ، فنظر علي الى الرجل فوجد أن الدنيا متربعة على قلبه فكتب:
اشترى ميت من ميت بيتاً في دار المذنبين له أربعة حدود


الحد الأول يؤدي الى الموت ، و الحد الثاني يؤدي الى القبر ، و الحد الثالث يؤدي الى الحساب والحد الرابع يؤدي اما للجنة و اما للنار .
فقال الرجل لعلي:ما هذا يا علي ، جئت تكتب لي عقد بيت ، فكتبت لي عقد مقبرة ...
فقال له علي :
النفـس تبكـي على الدنيـا و قد علمـت ..... أن السـعادة فيـها ترك ما فيها
لا دار للـمرء بعــد المـوت يسكنـها ..... الا التي كان قبل المـوت بانيها
فان بنـاها بخـير طـاب مسـكـنه .... و ان بنـاهـا بشـر خاب بانيــها
أمــوالنـا لــذوي المـيراث نجــمعها ..... و دورنـا لخــراب الــدهر نبنيــها
*****
أين الملوك التــي كانــت مســلطنــة .... حتى ســقاها بكـأس المـوت ساقـيـها


فكم مدائن فــي الآفاق قد بنيت ..... أمست خــرابا و أفنــى المــوت أهليــها


لا تــركـنن الـى الــدنيـا و مافيــها .... فالـمــوت لاشـك يفـنيـنا و يفـنيها


لكـل نفــس و ان كــانــت علـى وجـل .... مــن الـمـنـية آمــال تقويـها


الــمرء يبـسطها و الــدهر يقبضها ..... و النفـس تنشرهــا و المـوت يطويـها


إن المكارم أخــلاق مطــهــرة ..... الدين أولـهــا و العــقـل ثانيــها


و العلم ثالثها و الحلم رابعها ..... و الجود خامسها و الفــضل سادسـها


و البــر ســابـعهـا و الشـكـر ثامنها ..... والصبر تاسعــهـا و الليــن باقيها


و النــفــس تعـلـم أنـي لاأصـادقــها ..... و لسـت أرشــد الا حين أعصيها


و اعمــل لــدار غد رضـوان خازنها .... و الجار أحمــد و الرحمن ناشيــها


قصــورها ذهــب و المسك طيــنتـها ..... و الزعفــران ربيـع نابــت فيــها


أنـهارها لبــن محض و من عـسل ..... و الخمر يجري رحيقــا في مجاريها


و الطيـر تجــري على الأغصان عاكفة ..... تسبــح الله جهراً في مغانيها


مـن يشـتري الدار في الفــردوس يعمرها ..... بــركعة في ظــلام الليــل يحييهـا

فقال الرجل لعلي: اكتب أنني وهبتها لله و رسوله
__________________
إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده
العراق جمجمة العرب وكنز الرجال ومادة الامصار ورمح الله في الارض فاطمئنوا فإن رمح الله لا ينكسر