عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 01-07-2011, 07:27 AM
 
وردي × وردي


شعرت بأن معدتي تؤلمني .. احسست بالغثيان

وضعت يدي على فمي يالهي سأتقيأ

أصدر شيراي صوته الضاحك يسخر من شكلي

أقفلت باب الغرفة ورجعت لوعيي ..

قلت وبكل ثقة .. { لن أبقى فيها ولو لثانية } ..

شعرت بالغضب من ضحك شيراي العالي المستمر ..

آآآه أنا في مصيبة وهو يضحك حقاً هذا يثير أعصابي ..

لفت نظري لون باب غرفة سالي .. أه انه أزرق فاتح ..

قررت التسلل لغرفة سالي ..

وبالفعل فتحت بابها بهدوء رأيت سالي تجلس على الكرسي الذي أمام المرآة وتمشط شعرها الطويل

أما الغرفة لون أرضيتها أبيض ناصع البياض ومخطط بالأزرق الفاتح والسرير ..

آآآه ما أجمله .. لونه البحري ووسادته البيضاء .. ياااه وبجانبه خزانه الملابس لونها أزرق غامق

أما النافذة تطل على النافورة التي في الحديقة .. والستارة البيضاء

ركضت متجهة نحو السرير متجاهلة وجود سالي ..

رميت بنفسي بقوة على السرير مما جعله ينخفض ثم يرجع لحجمه الطبيعي ..

ياااه مريح .. لطالما أحببت اللون الأزرق ..

لم أشعر إلا بنفسي أسقط على الأرض سقطة مؤلمة جعلتني أتأوه ألماً

وشيراي ... لا يزال يضحك من أعماق قلبه ساخراً على تأوهي ألماً

تجاهلته وأنا اصرخ بصوتي على أختي ..

.. { هذا مؤلم أيتها المجنونة لمَ فعلتِ ذلك ؟؟ } ..

أختفت علامات الغضب من رؤيتي للهالة السوداء التي تعوم حول أختي ..

ركضت مسرعة لغرفتي الوردية لا يرى سوى الغبار خلفي ..

ومر اليوم على خير ..

×××××××××××××××××××××××××××××××

تسللت أشعة الشمس لداخل غرفتي .. مما جعلني أنزعج من ذلك

فتحت عيني بتثاقل شديد ..

شعرت بشيء يضرب على رأسي بخفة ..

أكملت فتح عيني رأيت شيراي وبيده الوساده مبتسماً بسعادة ..

.. { صبــآح الخــــير } ..

تمعنت بنظري في شيراي .. عدت للنوم قد يكون حلماً

أعاد ضربي بالوسادة بقوة هذه المرة ..

.. { إستيقظي أيتها الكسولة } ..

فتحت عيني ونهضت أحك شعري بطريقة كومدية وأتثائب ..

.. { لقد عدت للعالم الحقيقي } ..

رُسمت على ملامج شيراي علامة تعجب ..

.. { العالم الحقيقي !! } ..

تركت حك شعري والتفت إليه ..

.. { في الحلم رأيتك ولأول مرة تبتسم بسعادة .. هه وتقول صبآح الخير كم هذا مخيف } ..

تنهد شيراي من غبائي وانا مستغربة من تنهده

.. { يالك من فتاة ذات عقل صغير .. لم يكن حلماً } ..

نظرت بأهتمام .. { كاذب .. إذا أرني إبتسامتك التي تقول عنها أنها لم تكن حلماً } ..

أحسست بأرتباكه وخجله .. لم يتوقع مني قول هذا

.. { حسناً لقد كان حلماً } ..

كتمت ضحكتي لأول مرة أراه يرتبك خجلاً هكذا .. يا إلهي لا أستطيع كتم ضحكتي ..

ظهرت علامة غضب على وجه شيراي ..

نهضت متجاهلة شيراي وأنا ابتسم لإغاظته وعلامات النصر بادية علي .. وأخيراً أوقعته في موقف محرج .. أحسست بلذة الإنتقام

لم أشعر إلا بجسدي ينزلق ليسقط على الأرض بقوة ..

تجمدت في مكاني .. وسؤال واحد يدور في بالي ..

كيف سقطت ؟؟

نهضت بتثاقل وتأوه من الم كاحلي .. ألا يكفي سقوطي بالأمس ..

إنفجرت ضحكة شيراي التي جعلت من النافذة والباب يهتز

نظرت حولي لأرى سبب سقوطي .. أنا متأكدة أنني شعرت بإنزلاقي ..

توقف نظري على بقعة سائل موجودة على الأرض ..

أحترقت غضباً وتوجهت مسرعة نحو شيراي متجاهلة ألم كاحلي

أمسكت بقميصة أسحبه بقوة نحوي والشرر يتطاير من عيني

.. { ما الذي فعلته } ..

لا يزال يستمر في الضحك .. مسح دموع ضحكه

.. { هه حـــ ... حملت .. بقواي .. ههههه .. حملت زجاجة .. الماء وسكبتها في طريقك } ..

نظر لي و إنخفض صوت ضحكه تدريجياً بإرتباك ..

لم يجد سوى الإختفاء طريقاً للهرب ..

تنهدت ودخلت لدورة المياه لأغسل وجهي ..

أنتهيت ومسحت وجهي بالمنشفة المعلقة على الجدار ..

خرجت وأقفلت باب دورة المياه خلفي ..

توجهت لخزانة الملابس وأخرجت بنطال طويل أسود ضيق وقميصاً بأكمام قصيرة أبيضا طويلاً يصل إلى فخذي مرسوم عليه علامات موسيقية ذات لون بني وحزام عريض على خاصرتي

وحذاء ذو كعب طويل لونه بني يصل لفوق كَعبي .. ورفعت شعري وربطته بشريطة بيضاء وأقراط طويلة تصل لنصف رقبتي .. مع أسورة سوداء تزينها بعض الكريستلات ..

حملت هاتفي الخلوي ونزلت عن طريق السلم الطويل لحيث تحتسان أختي وأمي الشاي مع عمتي في الحديقة بجانب النافورة على طاولة بيضاوية ..

إقتربت منهم وقلت بإبتسامة مشرقة مخفية ألم كاحلي.. { صباآآح الخير جميعاً } ..

إلتفتوا نحوي وقالوا بصوت واحد .. { صبأح الخير } ..

نظرت أمي لي من الأعلى إلى الأسفل بذهول .. { هل ما أراه خيال أم ماذا } ..

سحبت كرسي وجلست بجانبها وقلت متصنعة الغضب .. { ما الذي تقصدينه .. أنني لست أنيقة دائماً } ..

ضحكنا جميعاً وبدأنا نتبادل أطراف الحديث ..

بعد فترة ليست بطويلة دخل الجميع ما عداي بقيت جالسة على الطاولة البيضاوية بجانب النافورة أتأملها ..

مر من أمامي شيراي يجلس أمامي على الكرسي .. { ما بالك اليوم سرحت اليوم كثيراً } ..

قطبت حاجباي وقلت بإنزعاج .. { هذا ليس من شأنك .. إبتعد فأنت تغطي علي منظر النافورة } ..

عدل من جلسته ونظر لي وقال .. { صحيح ألم تفوتي تدريب التنس اليوم } ..

نظرت نحوه بملل .. { لا تقلق لقد أخذت إجازة اليوم } ..

قال بصوته المتلمل .. { آه كم هذا المكان ممل } ..

نهضت من كرسي وقلت موجهة كلامي لشيراي .. { حسناً لنتمشى قليلاً } ..

إستغرب شيراي ثم نهض ووقف بجانبي .. { هيا } ..

بدأنا بالمشي قليلاً .. بقينا صامتين .. لفت نظري أزهار ملونة مرصوصة بجانب بعضها بتنسيق ..

حركت أقدامي ركضاً نحوها .. لكن أحسست بأن بألم فضيع في كاحلي وكأنه خلع من مكانه

صرخت بأعلى صوتي من شدة الألم مما جعلني أمسك كاحلي وأنا أبكي ..

فزع شيراي من صرختي وأتى راكضاً نحوي ..

وقف أمامي ومن ثم نزل لمستواي وتعابير القلق بادية عليه

.. { جـ جوليا ماذا بك } ..

نظر لكحالي وأنا ممسكة به .. أزال يدي منها وأمسكه وينظر له متمعناً

وأنا أبكي ألماً .. لم يعلم ما الذي يفعله حينها ..

شعرت بجسدي يرتفع ليوضع بين ذراعي شيراي ..

صرخت متناسية ألم كاحلي آمره بإنزالي

تجاهل صراخي .. لفت نظري شيء لم أتوقع وجوده على ظهر شيراي

لونه أبيض صافي .. والريش يملأه

إنها أجنحة بيضاء كبيرة .. تعجبت من وجودها لشيراي منذ متى وهو يحملها

تحركت الاجنحة لترفرف وتطير بي وبشيراي ..

بدأت أحدق في الأجنحة وبجمالها الأخاذ .. انتبهت أنني بين ذراعي شيراي

لأول مرة أحس بهذا الشعور ..

أحسست بالدفئ لا أعلم من أين يأتي ..

.. { هل ذهب عنك الألم } ..

نظرت لشيراي وجدت أنه ينظر لي بحنان جعلت مني أشعر بالطمأنينة

لم أعرف بماذا أرد عليه ..

أكتفيت بتصنع الانزعاج .. لكن وجنتاي المحمرتان كشفتني

.. { أجل .. في المرة القادمة سأتدبر أمري } ..

قلت هذا و أنا أتصنع الغضب الطفيف ..

أود لو أعرف كيف ذهب الألم هكذا فجأة ..

لم أبالي بالجواب .. فقط نظرت للأسفل ..

هناك المباني الشاهقة .. وكثير من الشوارع والسيارات ..

كل هذا وأكثر أنظره من الاعلى ولأول مرة أرتفع هذا الأرتفاع ..

التفت لشيراي الذي التفت هو الأخر لي

.. { إلى أين سنذهب ؟ } ..

أجابني بإبتسامة هادئة .. { إلى مكان تحبينه } ..
__________________