عرض مشاركة واحدة
  #253  
قديم 10-01-2010, 10:33 PM
 


المحاضرة الخامسة عشرة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه اجمعين

وبعد:

سننتقل في هذه المحاضرة للحديث عن الصفة الاولى من الصفات السلبية التي تحدثنا عنها في الدرس الماضي

الصفة السلبية الأولى :
القدم :
والقدم على اعتبارنا هو مرتبط بزمان ..
فنقول عن شيء انه قديم ..
أي أن الزمن قد مر عليه ..
وأصبح بمرور الزمن عليه قديما
أما الله سبحانه وتعالى فهو خالق الزمان ..
ووجوده غير مرتبط بالزمان ..

فالله تعالى قديم أي هو الذي افتتح الوجود ..
قديم لا أول لوجوده ..
واذا سألتني وقلت لي متعجباً محتاراً ..
لا استطيع أن أتخيل أو أن أتصور شيئا ليس له بداية .. ف
كيف أفهم هذه الصفة ..؟
والجواب..
هو بأن اقول لك بأننا في بحث الصفات
وفي غالب مباحث العقيدة الاسلامية نحن لانطالب بالتصور ..
ولا نستطيع ان نتصور شيئا لم نره ..
ولم يكن عندنا صورة ذهنية مسبقة عنه ..
نحن فقط نطالب بالتصديق ..
" التصور الذي عرفناه سابقا
بأنه إدراك مفرد
والتصديق بأنه ادراك نسبة"
أي أن نصدق بأنه يجب في حقه تعالى القدم ..
من غير أن نفكر في معنى هذه الصفة .. وماهيتها ..
نؤمن بها من غير أن نشبهها بصفة من صفات المخلوقين
ونردد دوما
قوله تعالى :" ليس كمثله شيء " ..
فالقدم كما عرفه العلماء : هو عدم أولية الوجود..
والله سبحانه وتعالى لا أول لوجوده.

والدليل من النقل : قوله تعالى : " هو الأول والآخر "
أي هو الأول الذي ماقبله شيء ..
وهو الآخر
الذي مابعده شيء كما سيمر معنا في صفة البقاء ..

والدليل من العقل :
وهنالك دليلين :
الدليل الأول : ما يسمى عند المناطقة " بطلان التسلسل "
نقول :لو كان لوجود الاله أول لاحتاج الى خالق ..
ولو احتاج الى خالق .. لاحتاج خالقه الى خالق ..
ولاحتاج خالقه الى خالق أيضا ..
وهكذا الى المالا نهاية ..
وهذا ما يسمى عن الفلاسفة المسلمين ..
" بالتسلسل "

والتسلسل ببساطة : نبدأه بسؤال ..
لو رأينا قبة جميلة في أحد المساجد الكبيرة ..
وهذه القبة مربوط بها من الداخل سلسلة طويلة ..
معلق بها ثريا جميلة تضيء ..
وتملأ المكان بهجة ..
فلو سألنا خادم المسجد ..
وقلنا له ماطول هذه السلسلة ..؟
يجيبك الخادم : هذه السلسلة طويلة جدا ..
بحيث ليس لها بداية ..
فأنت ستقول في نفسك عندما تسمع هذا الكلام ..
إما أن هذا الرجل به مسٌّ من الجنون ..
أو انك في عالم الخيال الأحلام ..!!
فلابد لهذه السلسلة الطويلة من قاعدة تستند عليها ..
وتكون نقطة ارتكاز لها ..
والعالم كذلك .. لا بد له من سند ..
وهو الله سبحانه وتعالى الذي ليس قبله شيء ..
والذي أقام كل هذا العالم .. وهذه الاكوان ..
وهو فاطر السموات والأرض ..
فهو القديم الذي ليس له بداية ..
وإنما هو بداية كل شيء ..
وإليه يرجع كل شيء .

الدليل الثاني : ما يسمى عند المناطقة " بطلان الدور "

نؤجله الى المحاضرة التالية

والحمد لله رب العالمين




~
__________________
..

المغالطة الرابعة
في فهم قوله تعالى :"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

المحاضرة العشرون

..
رد مع اقتباس