عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-01-2010, 10:14 PM
 
الفتيات المراهقات ( بين مفاهيم التربية وتأثير المجتمع )

في بادئ الأمر ، وجَبَ علينا معرفة سنّ المُراهقة للفتيات بدءً من مرحلةِ البلوغ وصولاَ إلى مرحلةِ النُضوج الفكري ( إن جازت التسمية ) الذي قد يمتدّ لما بعد العشرين من العُمر .
في هذهِ الفترة الزمنية من حياةِ الفتاة ، ولكلّ فتاة ميزانٌ خاصٌ بها حيثُ نرى مفاهيم التربية السليمة في كفّة وتأثير المجتمع الفاسد في الكفّة الأُخرى ، ومَن ترجح منهما يُحدّد مسلَك الفتاة بعد الخروج من تلك الفترة القاسية.
من هنا يتضّح لنا جميعاً الدور الهام الذي يقع على عاتق الأهل في ترسيخ المفاهيم والمبادئ السليمة للفتاة منذ نُعومة أظفارها ، وجعلها قادرة على التمييز بين الخير والشر ، الحلال والحرام ، الصواب والخطأ قبل الدخول في هذهِ المرحلة مع استمرارية التوجيه الصحيح خلالها.
بهذا نُساعدها بشكلٍ كبير على رجوح كفّة التربية السليمة وعدم التأثّر الكبير بالظروف المحيطة بها والتي قد تدفعها إلى الهلاك.
في حالاتٍ كثيرة ، يغيب هذا الدور المنوط بالأهل ، فتصل الفتاة إلى تلك المرحلة في حالةٍ من الضَياع المُبكّر خاليةَ من الثوابت والقِيَم السليمة ، فتواجه تأثير المجتمع عليها بما فيهِ من شُرورٍ ومفاسد ، قد تنساق إليه جاهلةً بما ينتظرها في المستقبل القريب ، وتستمر على ذلك النحو من الخطأ لتكبر الاخطاء مع مرور السنوات ، وتُصبح تلك الفتاة سبباً للرذيلة في المجتمع ( تلك الرذيلة التي استمدّتها أساساً من المجتمع ذاته ) .
قد يرى البعض وصفي لتأثير المجتمع بالسلبي يحمل نوعاً من المُغالاة في الأُمور بما لهُ من تأثيرات إيجابية على الفرد .
أتّفق معهم جزئياً ، ولكن الغالب في هذا الزمان ما وصلنا إليه من انحلالٍ وفساد لابتعادنا عن تعاليم الدين وأُصول التربية.
حين يصبح الإختلاط أمراً ضرورياَ لتسيير أمور الحياة ، والأجساد العارية مظهراً من مظاهر الرقيّ والحضارة .
حين نُنادي بالديمُقراطيّة تيمّناً بالغربِ الحُرّ ونمنح الحُريّة لأبنائنا وبناتنا بشكلٍ خاطئ ، تلك الحرية التي لا نعيها وإنما بذلك ندفع بهم إلى الهلاك بأيدينا ، والغاية من ذلك أن نُثبت للعالم أجمع أن بلادنا العربيّة تمتلك مساحة كبيرة من الحُرية ، تلك المساحة التي تزداد يوماً بعد يوم ليتسّع بذلك السجن الذي أسَرنا أنفسنا به ،
ونسينا أو تناسَينا أنّ أُمة محمد هي أُمّة الحرية.
هذهِ الأمور مجتمعة تدفعني لوصف المجتمع بالفاسد ودوره السلبي على فتياتنا اللواتي ينتظرن منّا مواجهة ذلك الفساد من خلال التوجيه الصحيح لهن إجتناباً للخوضِ في مآسيه.
ونحن الآن نعيش مرحلة خطرة من تفشّي الرذيلة في مجتمعاتنا وعجزنا الواضح على مواجهة ذلك الخطر ، حيثُ تقبع الكلاب الضالّة على أبواب بيوتنا تنتظر بفارغ الصبر لتنهش أعراضنا ، يجب علينا أن نستفيق ونجعل فتياتنا بأجملِ صورة كما أرادها الله عزّ وجل لعبادهِ المؤمنين.









بقلم / قلب إنسان
__________________
جِئتُ من أينَ ؟
" لا أدري "
ولَكنّي أتَيت
رد مع اقتباس