عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-17-2010, 02:12 AM
 
فلنعذر بعضنا فى الإختلاف.

عندما عاد سيدنا موسى عليه السلام من لقاء الله وكتابة الوصايا العشر إلى قومه بعدما فرق الله بهم البحر وجد مافجع قلبه النبوى الشريف وجد قومه قد نسوه وعبدوا عجل من ذهب وله خوار ، ومن شدة غضب موسى قذف بالألواح التى عليها وصايا الله !!! بمعنى أن غضبه كان مريع حتى أنه نسى أن هذا ماألقاه الله له من وصايا عشر تمثل كل تعاليم بنى اسرائيل ومن ثم أخذ بلحية أخيه ونبى الله هارون الذى قال له يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُأَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} (94) سورة طـه

وهنا فائدة عظيمة لمن ألقى السمع وكان له قلب : نبى الله هارون خشى على بنى اسرائيل من الفُرقة أكثر من خشيته عليهم من الشرك حتى إتيان موسى !!
لو سألت أى شخص ماذا كنت تفعل كان سيهيج قائلاً : كنت سأقاتلهم حتى يثوبوا إلى رشدهم ويتوبون إلى الله هؤلاء الفجرة الذين لم تؤثر فيهم المعجزات ، ولكن فكر هارون عليه السلام كان أرقى من هذا فقد آثر أن يظلوا متكاتفين معاً غير متفرقين يكره بعضهم بعضاً ويضمر بعضهم الشر للآخر حتى يرى ماذا يصنع ، بل إنه خاف أن يصعد يبحث عن موسى ليخبره فيتبعه بعضهم ويبقى بعضهم فتكون الفرقة ، ففضل ماهم فيه من خطأ جسيم فى العبادة للواحد القهار على الشتات !!
وفى كتاب الإمام ابن القيم "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" مثل تلك الفكرة عندما طُرحت فكرة إزالة الأضرحة والقبور التى يلجأ إليها المتصوفون والعامة من أجل طلب المدد أو التوسط عند الله ؛ وإقامة السنة المشرفة وامر رسول الله فكانت الإجابة هى بأنه إذا كان إزالة الضرر سيقع بسببه ضرر أكبر منه فيحرُم إزالته تجنباً للفتنة بين المسلمين . بمعنى أن إزالة القبور والأضرحة ربما سيجعل من يذهبون إليها يثورون وتحدث معارك يموت فيها مسلمون موحدون فبذلك يصبح الأولى ترك الأضرحة وهذا الشرك على إزالته !!!
وأيضاً يُشبه ذلك إمتناع رسول الله صلى الله عليه وسلم إعادة بناء الكعبة وإدخال الجزء الناقص منها فى البناء الجديد لكون الناس كانوا حديثى عهد بالإسلام وخاف رسول الله عليهم من الفتنة بذلك !!

إذن من الفقة تقديم أمر تجمُع المسلمين على تشرذمهم وإن كان بعضهم على خطأ ما وإن كان جسيم !!!
ويقول الأستاذ "محمد رشيد رضا" ::"نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه".
ياالله .. كم هى قاعدة حياة تسعى للإصلاح وتجنب الخلافات بُغية النجاح وهو الهدف الأسمى للكل ،من كان على صواب وقبله من كان على خطأ أو حتى من كان على هذا وذاك فى نفس الوقت !!

إذن يااخوان الخير المسألة أننا يجب أن نتوقف عن تمزيق أنفسنا يجب أن نتوقف عن أكل لحوم المشايخ والعلماء والدعاة، يجب أن نتوقف عن تمزيق كل من كانت له هفوة ..
تجد أحدنا ليس له فى الطور ولا الطحين ولكن يسمع عن أن عمرو خالد على خطأ فيبحث عن كل أخطائه ويجمعها ويجمع ردود العلماء عليه ويسوقها مدللاً على خطأ عمرو خالد وفشل سعيه و.. و...
ثم يجد ان هناك من يُخطأ محمد حسان ومن يُفسق القرضاوى ومن يُبدع الألبانى والحوينى فيستمر فى تجميع الزلات لكل واحد على حدة ويجمع سلسلة أخطاء هذا ويدمجها من هنا إلى هناك وهو لا يعلم أنه بذلك يزيد الفرقة بين المسلمين ويشارك فى الفتنة التى لعن الله من أيقظها ثم يمضى وهو لايعلم أن سبه فى هذا وجمعه لأخطاء هذا قد ترك أثراً فى نفس واحد على الأقل كان سيلتزم وكان سيسير على الطريق الصحيح ثم بدل رأيه بعدما رأى كل هذا الغثاء .
ومشكلتنا الأكبر أننا ننشط فقط فى الفضائح والعيوب ولكن فى الأشياء الصالحة نخنس كالرجيم لأننا لانجد حينها مانقوله .
من المفترض أن نترك ماللعلماء للعلماء وردودهم على بعض لهم وحدهم ولا نتدخل فيها لأن فهمنا أضيق من ذلك ولأننا ننشر الفساد والخطأ أكثر بكثير من نشرنا للصلاح ، ولا ننسى إخواننا أبداً اننا مجرد ناقلين للفتاوى والإجتهادات ولسنا مجتهدين ولا أكبر من ذلك أبداً بمعنى أننا يجب أن نلتزم الفتوى التى نقلناها مع العلم أن هناك آراء فى الموضوع لعلماء آخرون ثقات ويمكن الأخذ بهذه الآراء الأُخر مع عدم اللوم على من أخذوا بالآراء الأخرى ودون ذمهم ولا تقريظهم ..
وهذه حلاوة ديننا فليت قومى يعلمون.
رد مع اقتباس