عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 09-12-2010, 12:27 AM
 
أكمل "مايكل" إصلاح البلوزة, ثم قام بكيها وتغليفها جيداً لكي لا تتسخ, وبحث عن الورقة التي بها الرقم لكنه لم يجدها بأي
مكان فقال في حيرة:
ـ ما العمل الآن؟
ونظر إلى البلوزة متابعاً:
ـ يبدو أن علي إيصالها بنفسي.
أغلق "مايكل" المحل وأتجه إلى منزل "تينا" لأنه بالقرب من هناك, وسار على قدميه في ذلك الليل الهادىء وفجأة رأى سيارة ضوئها ساطع
تقف أمام المنزل حين وصل فغطى عينيه بيده وقال بإنزعاج:
ـ ياله من ضوء... ألا يمكنه إخفاضه قليلاً؟
نزل من السيارة رجل بدا عليه الكبر, ويبدو على ملامح وجهه أنه قد تجاوز الأربعين, لم يطمئن "مايكل" حين شاهده, فهو يبدو
عصبياً جداً من نظراته وصوته حين سأله قائلاً بجفاء:
ـ ما الذي تفعله هنا؟
عقد "مايكل" حاجبيه وقال بجدية:
ـ أردت إيصال شيءٍ لشخصٍ يسكن هنا.
نظر الرجل إلى ما يحمله "مايكل" في يده وعرف بانها تخص "تينا" فصرخ في وجهه قائلا:
ـ يال جرأتك أيها الشاب, أتيت في هذا الليل لتقابل فتاة مدعياً بأنك توصل شيئاً لها.
غضب "مايكل" من كلام هذا الرجل وأسلوبه الوقح ورد عليه بكل برود:
ـ يبدو بأنك ترى الجميع مثلك.. أيها الرجل المحترم.
أدخل الرجل يده في جيبه وقال محاولاً تغطيه غضبه:
ـ ما الذي تقصده؟
إبتسم رداً عليه ليغيظه:
ـ ما أقصده ... هو أنك لا تعرف معنى الإحترام وتشك بكل من حولك.
إقترب الرجل من "مايكل" ببطء ورفع يده ليضربه لكنه أمسك بها وأكمل حديثه:
ـ أنا لم آتي إلى هنا لأتشاجر معك أيها السيد, لكن ما دام الأمر كذلك فقم انت بإعطاء هذه للفتاة إذا كنت تسكن معها.
وأعطاه أياها ورحل... وهو في طريقه تنهد قائلاً:
ـ ما أغرب هذا العالم.
دخل والد "تينا" إلى المنزل ونيران الغضب تشتعل بداخله ونادى "تينا" بكل صوته فخرجت زوجته تتسائل في حيرة:
ـ ما الأمر؟.... ما الذي حدث؟
نزلت "تينا" مسرعةً حين سمعت صراخ والدها وحين وقفت على الدرج ورآها والدها قال في عصبية بالغة:
ـ كيف تجرأين على مقابلة شاب دون علمنا؟
إتسعت عيني "تينا" وحاولت التركيز في سؤال والدها الغريب, وتسائلت بداخلها
"من هو الشاب الذي قابلته دون علم والداي؟" فسألت والدها في قلق:
ـ من تقصد بهذا الكلام يا والدي؟
رفع والدها الغلاف وقال :
ـ أقصد الشخص الذي أحضر هذا.
ردت "تينا" على والدها بكل ثقةٍ وحزم:
ـ والدي, لقد أسأت الفهم, أنا لا أعرف هذا الشاب .. كل ما في الأمر أنني أردت إصلاح ثوبي ولم أجد في
المحل سوى ذلك الفتى فأعطيته لكي يصلحها لي.
ثم تابعت كلامها وهي تقترب من والدها:
ـ كما أنني لا أعرف شيئاً عنه سوى أنه يعمل في محل الخياطة بدلاً من الرجل المُسن.
لم يتمكن الأب من الرد على إبنته التي أخذت ثوبها وصعدت إلى غرفتها, فجلس على الأريكة واخذ نفساً عميقاً وقال في إرهاق:
ـ يبدو بأن كثرت العمل أفقدتني صوابي.
جلست الأم بجانبه وحاولت تهدئته بقولها:
ـ عليك أن تأخذ قسطاً من الراحة.
أبعدت "تينا" الغلاف عن البلوزة, فرفعت حاجبيها وقالت في ذهول:
ـ لقد قام بكيها أيضاً.
وقامت بتعليقها على واجهة الدولاب, وأطفئت الأنوار وخلدت للنوم...

************************************************** *</b>
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!