عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 09-08-2010, 01:23 PM
 
(ثقـة~)

فـي صبـاح اليوم التالي كنـت مرهقة جـدا لكني أجبرت نفسـي على الاستيقـاظ مبـكرا , وها أنا قـد حملت دلوا و ممسحـة وبعض الملاءات متجهـة لغرفة آكـيرا..

يحيرني حـقا ما فعله بالأمـــس ما سبب تـصرفه هكـذا , وخصوصا أمـامي أكان يعني شيئا؟

كنت أصعد الدرج متثائبة وبـكسل .. طـرقت الباب عدة مرات ولكنه لم يجب..

يبدو انه خارج الغـرفة .. فتحت باب الغـرفة ووضعت الدلو والممسحة جانبا .. وبدأت بترتيب السـرير..

قفــزت مفزوعة عند سماعي صـوت عاليا وكأن شي قد كسـر..

جالت عيناي في الغرفة بحثا عن مصـدر الصوت , لأجــد آكيرا نائما في الأريكة ولم انتبه لوجوده بسبب ذلك الغطاء الذي يغـطيه كاملا..

وانتبهت لقـطع الزجاج المحطمة بجانبه أمام الاريكة مباشرة..ووجدت انها كانت كـأس يبدو انه كان يشرب العصير وغفـى..

أخـذت أجمع قطع الزجـاج المنكسر , فعادت بي الأحـداث إلى تلك الليلة المظلمة , تلك الليلة التي احترق فيها مـنزلي , لا أعـرف كيف تجـرأت وقفزت من تلك النــافذة..

وفجأة أفــزعني صوت آكـيرا قائلا:مالذي تفعلينه هنا؟

فجـرحت يدي بقطعة الزجــاج تلك..وبدأت تنزف يبدو انه جـرح عميق..

وقفت بعد ان كنت جالسة وأخـذت انظـر ليدي وأنا في حالة صــدمة .. لاحظ آكيرا قطرات الدم المتساقطة..

فنهض بسرعة قائلا بتوتر :ماذا حـدث ؟

وقفز إلي مسـرعا .. وأخذني بسـرعة الى حمـامه و وضع يدي تحت صنبور المياه..وأحـضر بعض الضمادات من دولاب في الحمـام و نشف الجرح وأخـذ يلف لي الضماد.

وقال ساخرا:انتي غبية , لماذا أمسكت بالزجاج؟

قلت بعبوس:انت من كـسره.

قال ضاحكا:لا تتعاملي من الزجاج ثانية ما دمتي لا تستطيعين حماية نفـسك..

كـان يمسك يدي بحنان ويضمدها , وعندما انتهى سحـبت يدي من بين أصابعه البارده..

وقلت :شكـرا..

حينها لا حظت تلك الدماء التي كانت تحت قـدمه..

قلت مشيرة اليها:انت تنزف..

قال عندها ضاحكا:حـقا تلك دمائك ايتها الحمقاء..

قلت حينها وانا أنظر للدم المتدفق تحت قدمـه:لا انت تنزف حقا..

حينها جلس على الأرض ونظر إلى قدمـه وصرخ قائلا:انا انزف..

كانت الدماء كثيرة جـدا..قلت حينها بخوف:انت تنزف..

قال لي:انا انزف انا انزف حقا..

قلت له بفـزع:نعم انت تنزف..

قال لي صارخا:سـاعديني اذا!

قلت حينها بارتباك:انا اساعدك..ماذا افعل؟

قال بصوت جعلني اتوتر اكثر:هيا اي شي اسرعي..

نــظرت حولي ووجدت منشفة معلقة ..فبللتها وأعطتيها له فأخـذ يمسح الدم ..ومن ثم أخـذت من تلك الضمادات وبدأت بلفها حول قـدمه..

قلت حينها ساخرة:من الذكــي الأن؟

قال حينها:انا بالطبع هذا لأنك لم تجمعي كل الزجاج.

قلت وانا ارفع احد حاجبي:حقـا, من قال لك ان تقفز فوقه..

نـظر الي حينها بعينين متلألئتين وقـال بدفء:شكـرا لك هذا يعني لي الكثير ..

تعجبت من هذا فاردفت بنبرة هادئة وعيناي مستغربة:عـفوا.

اجاب بضحكة خبيثة:كنت امازحك..

لقد خدعني ذلك الشخص قلت بعد ان نهضت من الأرض : فــظ.

قال بابتسامة: هذا انا .

تـابع قائلا:لماذا دخلت غرفتي من الأساس؟

أجبته مبررة:هذا لانني ظننت ان الغرفة خالية..

قال عندها:حـقا , ومالذي احضرك بجانبي وانا نائم؟

قلت شارحة:هذا لأنني سمعت صوت شيء تحطم وعرفت مصدره .

قال بابتسامة خبيثة:حقا , الم تدخلي لمشاهدتي وانا نائم؟

أجبته حينها نافية بوجنتين محمرتين:لا لا ماذا تقصد بكلامك؟

ثم تابعت :أظن ان علي الذهــاب..

استوقفني قائلا بكل ثقة:مـيكا , لا تقـولي اني لا أعجبك؟

يالها من ثقة ~ , وقفت انظر اليه بحده وقلـت: أنا خـادمة.

أردت تذكيره بهذه النـقطة , لا إقلالا من شأني انما عليه احترام المبادئ لست صديقته او فتاة في مكـان او شيء كهذا ليسألني .. هكذا فجأة.

قال عندها وهو ينظر لي بتلك العينان الواثقتين:أعـرف اني اروق لك..

ضحكت وقـلت:لا أظـن هذا ..ولمعلوماتك انت لا تعتبر وسيما بنظري كما تظن..

ومن ثم انـصرفت ذاهبة .. يالها من ثــقة .. ثقة عمياء مجسدة فيه .

لم يعجبني تصـرفه اليوم كثـيرا , يالي من غبية ولماذا أرهق تفكـيري به.

على كل علي تجنبه كثيرا في الوقت الحالي.

في الطريـق قابلت مليندا , عندما لاحظت وجودي قالت:ميكا , هل نظفتي الغرفة؟

قلت لها بانزعاج : لا الســيد فيها.

قالت متسائلة:هل أنتي بخير؟ ماذا حدث ليدك؟

نظـرت ليدي وقلت:خدش بسيط لا عليكي..

قالت :سأذهب لاتفقد غـرفته ان خرج منها..

نظرت اليها وقلت:حسنا..اراك في الجوار.
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!