عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-23-2010, 10:34 AM
 
Wink الآخر جميل أيضاً



مراجعة كتاب


الآخر جميل أيضاً هو كتاب مصَّور للأطفال لباربارا يونغ (الرسومات) و كلاوس هوبنر ( النصوص), بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني طيبة. فهو ينجح بكلمات قليلة, وصور متعددة رائعة, في إظهار أن التنوع َ قادر على جعل الحياة أكثر جمالاً, وتغييراً, وإثارةً, كما أنه يُظهر أنه يمكن تقديم أشياء قديمة ومعتادة في حلة جديد, وذلك من خلال رؤيتها من منظور غير اعتيادي.



محتوى الكتاب: الملك الصغير يمتلك كل ما يمكن أن تهفو إليه النفس ليتمتع بحياته: من اللعُب, ومروراً بالقصر الملكي, وإنتهاءاً بمملكته- ورغم كل ذلك فهو يشعر أحياناً بالملل الشديد. ولتغيير ذلك فهو ينطوي على نفسه في "غرفة التفكير" الخاصة به, وبعد حين تخطر في باله ومضة فكرية, فيقوم بدعوة حاشيته إلى المشاركة في يانصيب فريد من نوعه في القصر الملكي, حيث يتم توزيع المهن- بواسطة سحب القرعة- من جديد, ويتغير كل شيء ليوم واحد: البستاني يعتني بالمداخن, ومنظف المداخن بالخبز, والحلاق يرعى الغنم, والجنرال يهذب البستان من جديد. نتائج هذا التبديل في الأدوار مسلية ومفاجئة في آن واحد, الملك يستمتع ويُرّوح عن نفسه, وفي النهاية يحتفل الجميع احتفالاً صاخباً.



نجح المؤلفان, في أول كتاب مصّور لهما, في نقل رسالة مهمة تََََجَلتْ في التجنب الكامل لإستخدام أسلوب الوعظ التربوي. وعلاوة على ذلك تقدم رسومات باربارا يونغ, التي تتميز بقوة ونصاعة ألوانها, وهي مسلية للكبار والصغار على حد سواء, حوافز للتدقيق في النظر؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر, هناك تفاصيل صغيرة مثل "الأَيل النافخ" المعروف حق المعرفة, والمُعلق في "غرفة تفكير" الملك, والأرنب الغائب عن الحضور الذي أنقذه الملك من حلة الطبخ, والذي ينظر بطريقة غريبة غير مُكترث بكل ما يجري حوله.



تحتل اللغة, مقارنة بالرسومات, مكاناً صغيراً في الكتاب, إلا أنها قيمتها تبقي مرتفعة جداً. فعلى الرغم من أن هذا الكتاب المصّور نُسِقَ لأطفال بلغوا السنة الرابعة, إلا أن المؤلفين لم يقعا في فخ تبسيط الكلمات وتحويل الكتاب بهذه الطريقة إلى نص ممل. فكل صفحة تحتوي على تعبيرات مثل ".....وقامت بكل ولع وحماس بتنظيف السلم الملكي...." أو "... سأحيط البستان بالعناية والرعاية..". هذا الأسلوب الثري بالأقوال المأثورة يتناسق بطريقة جميلة مع رسومات الكتاب. يقدم الكتاب مثالاً للتعاطي الجدي والمُغري مع اللغة كوسيلة إتصال, وذلك دون تكليف الأطفال أكثر من وسعهم.



وعلى هذا النحو لا يواجه الجمهور الصغير أية صعوبات في فهم تبادل المهن والأدوار, ونتائجه المرحة, ويتم تشجيعه لرؤية العالم بعيون أخرى.



هايكه فريزل
[ترجمة: لؤي المدهون]

__________________
رد مع اقتباس