عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 08-20-2010, 10:01 AM
 


بعد الغياب/ الجزء الثالث والعشرين

#أنفاس_قطر#

المكالمة مستمرة بين منيرة وفاطمة، منيرة ماسكتت تشرح لفاطمة اللي كانت تسمع.. وهي ساكتة..

خلصت منيرة كلامها وهي خايفة من ردة فعل فاطمة.

سألتها فاطمة بهدوء: خلصتي كلام؟؟

منيرة بحذر: إيه..

صوت ضحكة فاطمة الناعمة تتعالى

منيرة مو مصدقة إذنها، كأنها سمعت فاطمة تضحك: فاطمة أنتي تضحكين؟؟

مافيه رد.. بس صوت فاطمة ميتة من الضحك
انتظرت منيرة فاطمة لين تخلص ضحك، وهي بتموت من الاستغراب والدهشة..

فاطمة تتسائل: مناري بعدج معاي على الخط؟؟
منيرة: قاعدة أنتظرس تخلين ضحك يا ملا البط.. ممكن أعرف وش اللي يضحكس؟؟

فاطمة بابتسامة: خبالج أنتي ومها؟؟

منيرة باستغراب: ليه يالشيخة؟؟

فاطمة ببساطة: أنا بسألج سؤال؟؟ كلنا كبنات معجبين بشخصية محمد العريفي، وبطول رامي عياش، وبوسامة أحمد عز، وبجسم سلفستر ستالون.. هل إحنا نبي نتزوجهم كلهم؟؟

منيرة وهي موفاهمة فاطمة وش قصدها من السؤال: لا طبعا..

فاطمة بنفس صوتها الهادي المبتسم: عيل ليه سويتوها سالفة أنتي ومهاوي، يا قلبي أنتي وياها السالفة أبسط من كذا بكثير، أنا كنت معجبة بشخصية سعود ما أنكر، مثل ما أنا معجبة بشخصيات ناس كثير، بس عمري مافكرت فيه كزوج، لكن لما مها قالت لي إنه يبيني، حطيت السالفة في ذهني وقلت ليش لا؟؟

ولما هو الله كتب له بنت عمه، فأكيد أنه لا أنا نصيبه ولا هو نصيبي، ونصيبي بعده ياي في الطريق.. فليش أزعل على شيء مو لي..

منيرة ظلت ساكتة شوي متعجبة من تفكير فاطمة المنطقي العقلاني: الله يكملس بعقلس، ماشاء الله ليت الله يعطيني شوي من عندس

فاطمة وهي تبتسم: وشوفي قدرة رب العالمين في نفس اليوم اللي أوافق عليه، وقبل ما يصير أي حكي رسمي كان ممكن يربطنا ببعض، يكون الحكي الرسمي هو خطبته لبنت عمه... هذا أكبر دليل إن الله سبحانه وتعالى يهدي الإنسان للاصلح.. وأن الله نهائي ما كتب نصيب بيننا... بينما النصيب الحقيقي كان بينه وبينها..

منيرة متعجبة: ماشاء الله وش ذا الدرر اللي تطلع منس اليوم..

فاطمة تضحك: أنا من زمان كلي درر..بس ماحد مقدرني، كله تقولون دلوعة ومخي فاضي.. ماعطيتوني فرصة أعبر عن إمكانياتي الفكرية..

منيرة بعيارة: ليتني ما مدحتس.. مشكلتس تصدقين بسرعة..


******************


جواهر جالسة على الكنبة وعيالها محاوطينها كل واحد بناحية، وهي ضامتهم لها

حاسة كأنها ماسكة القمر بيد والشمس بيد من قد ماهي مبسوطة وسعيدة وقلبها طاير فوق السحاب..

نوف ماسكة يد أمها كأنها خايفة إنها تهرب منها، خايفة حتى تسكر عيونها تفتحها ماتلقاها..

عبدالعزيز اعتدل في جلسته، وتوجه في جلسته لأمه وهو يطالعها، كان حاس بسعادة صافية صافية لأبعد حد، بعد ماكان يحس قبل إن سعادته دايما ناقصة وفيه شيء يخربها، حط يده على خد أمه كأنه يبي يتأكد إنها موجودة ومو حلم، جواهر خذت يده وحضنتها بكفها وباستها: في عيونك كلامك يمه؟ وش تبي تقول؟؟

انصدم عبدالعزيز.. أشلون عرفت إنه يبي يتكلم قبل يتكلم، ماحد كان يحس به بهالسرعة إلا نوف، اللي صار يحسها بعيدة عنه من فترة: إيه يمه عندي شيء أبي أسال عنه؟؟

جواهر وعيونها كلها حنين وصوتها يذوب حنان ولهفة وصدق: قل لي يمه بعد؟؟ اثنينكم قولوا لي يمه، لو أقعد أسمعها مليون سنة ما أشبع منها، يالله ما تتخيلون وش كثر ولهانة عليكم ومشتاقة لكم، أنا كل ليلة ما كنت أقدر أنام إلا على ملابسكم مفروشة على سريري.. أنا في بعدكم كنت أموت في اليوم ألف مرة.. وتعذبت عذاب ماشافه إنسان.. عايشة على حلم واحد هو اليوم اللي بأضمكم فيه لصدري

نوف وعبدالعزيزسألوا السؤال في نفس اللحظة: زين ليه خليتينا يمه، مادمتي تحبينا كل هالحب؟؟

جواهر سحبت نفس عميق واللحظة اللي هي خايفة منها جات: أسمعوني يا عيالي، أنا والله العظيم 17 سنة ما أدري عن مكانكم أو أنتو ميتين أو أحياء

بس قلبي كان يقول لي أنكم أحياء، كنت أحس إن نفسكم على الارض هو اللي معيشني وأني أتنفس نفسكم اللي مادني بالحياة وبالقوة وإلا يمكن كان انتهيت من زمان ، وأقسم لكم، إني ماعرفت أنكم موجودين هنا إلا أمس

وعشان خاطري يا عيالي، مافيه داعي تستفسرون أكثر
بيجي يوم وتعرفون كل شيء بدون ما تسألون.. بس الحين لا تخربون فرحتي بشوفتكم..

نوف وعبدالعزيز بعد ماشافوا أمهم.. وحسوا فيها.. وفي حنانها اللي حسوه مثل بحر يلفهم بإحساس عمرهم ماعاشوه
ماكانوا بحاجة إنه حد يقول لهم
أنهم يبعدون عن تفكيرهم أي شيء ممكن يخرب فرحتهم بأمهم
لأن هذا كان قرارهم اللي كل واحد خذه في أعماقه..( أمنا بعد ما الله رجعها لنا مستحيل نفرط فيها أو نزعلها، كفاية عليها اللي هي شافته وإحنا بعيد عنها.. وكفاية إن الله رزقنا بأم)

جواهر من ناحيتها كانت تفكر: (صحيح إني أنقذتك يا عبدالله، بس كان عشان عيالي مو عشانك، وأنتظر علي لين أفوق لك وأوريك شغلك بعيد عن عيالي)

**************


في بيت أبو خالد

دانة معصبة لأخر حد، وحاسة إنها بتنفجر: يمه الله يهداش وش هالخرابيط؟؟ شنو يحيرني؟؟ وولد عمي؟؟ وين عايشين؟؟ وفي أي عصر؟؟

ماتبون الرجّال اللي جا يخطبني؟؟ عادي.. أرفضوه.. مافيه داعي لحركات عصر الجاهلية، ويقوم الشيخ سعود اللي جاي على حمارته العرجاء، عشان يحيرني..

يمه سعود هذا أنا ما أبيه.. ما أبيه.. أقعد عانس في بيت أبي أشرف لي.. لو سعود أخر رجّال في الدنيا ما أبيه.. وماحد يقدر يغصبني عليه..

دانة وهي قاعدة تصارخ، دخل أبوها اللي سمع الجزء الأخير من كلامها كله، توجه لدانة بعصبية..
وعطاها كف بكل قوته على وجهها وهو يقول: اقطعي واخصي، والله طلع لش لسان يا بنت هادي..

دانة اللي طاحت على الكنبة من قوة الكف، حطت يدها على خدها وهي تطالع في أبوها بعيون كلها دموع ودهشة: عمرك ما سويتها ، عمرك مامديت يدك علي، تضربني الحين قدني مره..

أبو خالد اللي حاس في داخله بحزن كبير عشان مد يده على الدانة الغالية: وانتي عمرش ما كسرتي كلمتي، جايه تكسرينها الحين، وتصغريني قدام الرياجيل، يعني عشان صرتي دكتورة سنون، كبر رأسش على أبيش، الظاهر إن سعود كان عنده حق، والمفروض إني ماخليتش تدرسين ذا الطب اللي نفخ راسش ..

دانة اللي كانت مجروحة ومصدومة ومكسورة، قامت ودنقت على يد أبوها وباستها ثم باست رأسه وقالت: ما يصير خاطرك إلا طيب يا بو خالد، وسامحني على قلة حياي، ولو تبي تذبحني أنا طوع يدك ما أردها..

*************

في مجلس عبدالله الداخلي

هو وعبدالعزيز قاعدين، عبدالله بيجن من الفضول والترقب والخوف
خايف تكون جواهر قالت لعياله على سالفة خطفه لهم

عبدالعزيز قاعد بكل هدوء يتقهوى..

عبدالله بعصبية: يا أخي أحر ماعندي أبرد ماعندك، قوم شوف أختك وعيالها خلصوا الفيلم الهندي أو لا؟؟

عبدالعزيز بابتسامة: يا أخي 17 سنة وهم عندك، مستكثر على اختي ساعة؟؟

عبدالله بنفاذ صبر: أنت وبرودك، أنا طالع المطار، أبي اشوف عيالي وش أخبارهم؟؟ وعقب خل أختك تشبع فيهم.. لو تبي تسويهم سلطة وتأكلهم بكيفها..

عبدالعزيز يضحك: يا حليلك إذا عصبت..

عبدالله اللي ضحك غصبا عنه: يا أخي تقوم تشوفهم، وإلا قمت أنا، وماعلي منك، تسوي لي سوالف المطاوعة وأختي متكشفة، وما أدري شنو؟ مالي شغل..

عبدالله كان عنده سبب ثاني للهفته، في داخله كان بيموت يبي يعرف سالفة (حلوة زيادة عن اللزوم)ذي، يبي يصيد عياله يسألهم...

وش فيك يابو عزوز، أنت بتخلي كلام ولد مراهق يشغلك، عزوز وش عرفه بالجمال، هذا جيل عندهم رزان المغربي الكويحة ملكة جمال؟؟

وانت بعدين ماعمرك اهتميت بالجمال ولا حتى بجنس الحريم كله.. وش فيك يابو عزوز؟؟ وش فيك؟؟ هذي مراهقة متأخرة.. أتق الله واستغفر ربك المره موب حلال لك............ زين يا ابن الحلال أبي أدري بس لو هي حلوة، موب عيب، بسأل نوف، هي اللي تعرف الجمال الصح موب عزوز..

ياسلام لو طلعت حلوة، مخططك اللي أنت راسمه بيكمل بشكل حتى أنت ما تخيلته ولا في أحلى أحلامك..


***************


خالد في الحمام في غرفته يتحمم، توه واصل من عشا سعود..كان تارك جواله وأغراضه على السرير.. دانة اللي خدها بعده مولع أحمر من أثر الضربة، دخلت الغرفة وهي تتسحب، وبرأسها موال

بشويش جلست على السرير، خذت موبايل خالد، دورت بسرعة في القائمة، يوم وصلت الاسم اللي هي تبي حست قلبها بيوقف، وأصابعها ترتعش وهي تحاول تنقل الرقم لموبايلها

نقلت الرقم بعد ما حست أنها ممكن تنشل أو يصير لها شيء من قد ماهي ماكانت متوترة وخايفة.. تركت الموبايل في مكانه، وطلعت بنفس الطريقة..

بسرعة ركضت لغرفتها، وقفلت الباب عليها، جلست على السرير، وخذت موبايلها بثقة وهي مقررة تنفذ مخططها..

وقتها سعود كان في غرفته متمدد على سريره بعد ماراحوا الرياجيل اللي تعشوا عنده، اللي كانوا جايين يخطبون دانة

كان حاس بالقرف من الدنيا كلها.. حاس بالهم راكبه من ساسه لراسه، كان خلاص رسم له حياة مع فاطمة، اللي مثلت له بنعومتها ودلالها نسمة هوا كانت بتمر على صحراء حياته القاحلة:
( الظاهر إنه الهم مكتوب علي ، "كل ماقلت هانت، جد علمن جديد" ، دانة عاد.. وأشلون أبلعها ذي؟؟)

سعود بالنسبة لعوالم الحريم يعتبر خام جدا.. حتى فاطمة لما كان يبي يخطبها، عجبه فيها رقتها ونعومتها في المرة الوحيدة اللي شافها فيها.. حس إنها ممكن تكون بلسم رقيق في حياته الجافة.. لكن الحب عمره ماخطر بباله الواعي.. ولا دق له قلبه.. ولا عرفه .. كان يفكر فقط بطريقة 1+1=2

سعود اللي كان بدا ينعس شوي ،رن موبايله، خذ الموبايل وهو ماله نفس يكلم حد، كان يبي يقفله، بس شاف الرقم غريب، خاف يكون حد محتاجه في شيء: ألو
- ألو (صوت أنثوي)
-
- نعم أختي.. وش تبين؟؟ ( سعود بطريقته القافلة)
-
- أبي أقول لك كلمتين (الصوت الأنثوي بثقة)
-
- ومن متى تعرفيني عشان يكون بيننا كلام..؟؟
-
- والله يقولون أنك بتصير زوجي، فبغيت أمنع المأساة قبل تصير (الصوت الأنثوي ببرود)
-
- دانة ؟؟ (سعود متفاجئ، لكنه حافظ على صوته البارد)
-
- نعم يا ولد عمي. (دانة بهدوء)
-
- وماعلموش هلش يا بنت عمي إنه عيب عليش تكلمين رجّال ما تربطش فيه علاقة (سعود ببرود غاضب)
-
- وإن شاء الله ما تربطني فيه علاقة، وهذا سبب اتصالي، أنا ما أبيك يا سعود، وما أعتقد إن رجولتك تسمح لك تأخذ وحدة مغصوبة عليك (دانة بهدوء)
-
- خلينا من شماعة الرجولة، اللي ياحبكم يا بنات للتمساح فيها، تتوقعين إنش إذا قلتي لي رجولتك وخرابيطكم ذي، إني بأحترق عشان رجولتي وأقول روحي يا بنت عمي، رجولتي ترفض اللي ترفضني.........

وسكت شوي ودانة مو قادرة تتخيل إنسان عنده هالبرود اللي يقتل..
وكمل بذات البرود: وإلا تبيني أطلع روحي مضحكة قدام الرياجيل، عشان رجولتي تجي مفصلة على مقاسش..
اقصري الحكي يا بنت عمي، وروحي أمسي أحسن لش
وإذا أنتي عايفتني مرة، أنا عايفش 20 مرة..
بس العرس بتأخذيني ورجلش فوق رقبتش..
والملكة بكرة كان ماعندش خبر..

دانة كانت مذهولة ومو قادرة ترد
وهو كان رده عليها إنه قفل السماعة بوجهها
ورمى موبايله جنبه بعد ما قفله، مفكر إنها بترجع تتصل له.. ما درى بالجرح العميق اللي سببه لكرامة دانة، اللي حست إنها بدت تنهان بقسوة مع بداية سالفة سعود معها..

*************

عبدالعزيز دخل على أخته وعيالهم، اللي كانوا قاعدين يسولفون بحماسة، كل واحد من العيال يبي يقول لأمه وش سوى في حياته كلها، وهي مو قادرة تلحق عليهم، وكل واحد منهم يتكلم شوي، وهي حاسة بالسعادة المصفاة..

عبدالعزيز بحب: هاه يا عيال ما تبون تسلمون على خالكم؟؟

العيال نطوا، كل واحد منهم يبوس خاله من ناحية، بس خالهم حضنهم بقوة وهو يقول: زين لقيناكم، أمكم كانت خلاص قربت تستخف.. قالها وهو يطالع جواهر بابتسامة وحب.

جواهر تطالع الثلاثة بحب، عيالها الثلاثة كلهم قدامها، خلاص ماعاد تبي من الدنيا شيء..

عقب عبدالعزيز قال للعيال بمودة صافية: يا عيال روحوا لأبوكم، أبوكم بيطلع للمطار وناطركم يسلم عليكم

العيال طالعوا أمهم، كأنهم خايفين يروحون تروح عنهم، أشرت لهم روحوا..

بعد ماطلعوا جاء أخوها وجلس جنبها، هي حطت رأسها على كتف عبدالعزيز اللي حضنها بيده، وبدت تبكي: لحول أم عزوز، ليش تبكين بعد؟؟

جواهر بفرح: هالمرة مبسوطة يا قلبي.. مبسوووووووطة..



العيال طلعوا لأبوهم في الصالة اللي ابتسم من قلبه لما شاف الفرحة في وجووهم.. وعيونهم تلمع بلمعة عمره ماشافها: هاه شباب.. كأنكم نسيتوا أبوكم؟؟

نوف وهي تحضنه بحب: ماعاش من ينساك بس مبسوطين بأمنا، واااااااااااو يبه أمنا تجنن تجنن، يعني أنا لو كنت بانقي لي أم على كيفي، ماكان وصلت في أقصى حدود خيالي لأم مثل أمي..

أبوهم بحنية: لهالدرجة ياقلبي؟؟

تكلم عبدالعزيز اللي حب خشم أبوه: واكثر من كذا يبه، والله أكثر..

استغرب عبدالله تعبير عبدالعزيز عن مشاعره، وحس بسعادة كبيرة جدا إن عزوز انفكت عقدته الكلامية..

وعبدالله بعد ما تطمن على عياله تذكر الشيء الثاني اللي كان هامه: هاه نوف، أمج ستايل، وإلا دقة قديمة..؟؟؟

نوف مثل الشلال وبنفس الطريقة اللي كان أبوها متوقعها ويبيها: وااااااو يبه واو، إلا ستايل ونص
رفيقاتي كلهم بيموتون من الحرة يوم بشوفون أمي
بيحسبونها أختي، ملكة جمال يبه والله ملكة جمال، عمري في حياتي ماشفت وحدة حلوة كذا..

عبدالله بخبث: عشانها أمج شايفتها حلوة..

نوف بدفاع: لا والله، والله تجنن يبه تجنن، أكيد أنت كنت اعمى يوم طلقتها وإلا هذي وحدها يطلقها زوجها.......

نوف سكتت.. حست إنها تجاوزت حدها، وخصوصا يوم شافت أبوها يخزها بغضب

كملت وهي تبلع ريقها: تروح وترجع بالسلامة يبه، باسته على راسه، تبي ترجع ركض لأمها..

ونفس الشيء سواه عبدالعزيز..

ناداهم أبوهم: أنتظروا وين رايحين، قولو لأمكم تتغطى، أبي أسلم عليها قبل أروح المطار...

العيال جاو وقالوا لأمهم
جواهر كان ودها تقول: خلوه يذلف في اللي ما يحفظه..
بس قامت تلبس عبايتها ونقابها، عشان تسلم عليه غصبا عنها عشان ما تجرح عيالها في أول لقاء لها معهم..

جواهر وقفت على باب الجلسة اللي هي كانت قاعدة فيها.. وعبدالله واقف قريب من باب البيت، بينهم كم خطوة

أول مرة يشوفون بعضهم وجه لوجه وكل واحد منهم عارف الثاني..

وشتان بين نظرة جواهر ومشاعرها السلبية جدا ناحية عبدالله، ونظرة عبدالله ومشاعره الايجابية جدا ناحية جواهر..

عبدالله قرب كم خطوة وقال بصوته الواثق الرجولي وفي نبرة فيها اهتمام دافئ وحنون وهو يركز عيونه على عيون جواهر: مع السلامة يا أم عبدالعزيز، الله الله في العيال، وترى البيت بيتج..

جواهر اللي ما كانت تطالع فيه، كان نفسها ترد عليه رد يبرد قلبها فيه شوي
بس اللي هي قدرت تقوله حفاظا على منظرها قدام عيالها: تروح وترجع بالسلامة... وقلبها يقول: إن شاء الله تروح ما ترجع..

عبدالله ظل واقف ساكت لدقيقة وهو يتمعن في جواهر، وهو حاس بتيار مشاعر غريب يجتاحه بعنف، بس أخيرا تمالك نفسه وهو يلقي نظرة خاصة على جواهر وعيالها ماسكين في يديها
شال شنطته للسيارة اللي كان ينطره فيها أفضل السعيد جدا جدا بالأخبار والتطورات الجديدة..

العيال رجعوا لأمهم، بس هالمرة كان الحوار بينهم وبين خالهم، اللي كان يستفسر منهم عن كل شيء في حياتهم ودراستهم، وجواهر بس تسمع.. وتطالع.. وتستمتع..
حاسه بسعادة غير معقولة.. سعادة بدون حدود.. السعادة اللي هي كانت تنتظرها طول عمرها

بعد دقيقتين..
رن موبايلها برنة مسج..
فتحت المسج بدون اهتمام
فتحت عينها مو قادرة تصدق المكتوب

مستحيل.. مستحيل..

كان المكتوب صدمة مدوية بكل معنى الكلمة..

#أنفاس_قطر#







__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!