عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 08-20-2010, 09:58 AM
 


بعد الغياب / الجزء السادس عشر

#أنفاس_قطر#



جواهر تطوي سجادتها عقب ما صلت العصر
بالها مشغول مع عبدالعزيز: اشفيه تأخر؟؟ وأنا اللي اليوم بالذات أبيه عشان أحكي له على المفاجأة اللي صارت اليوم..

رن تلفون البيت، نطت ترد تظنه عبدالعزيز، في الكاشف باين رقم بيت خالها: ألو.. حيالله ام فهد..
............
بنبرة حب: هلا والله بحصوصتي، هلا بقلبي..
...........
أكيد يا قلبي، أنتي ما تستأذنين، أنتي تجين بدون أستئذان، بعدين عندي لج هدية جبتها لج قبل كم يوم ونسيت أعطيج إياها..
..............
إذا جيتي تعرفين


وسكرت التلفون، ونزلت للصالة، وهي تطلب من الشغالة تسوي حليب كرك، حصة مدمنة حليب كرك..

بعد دقايق، كانت حصة تدخل مثل الإعصار العذب: شنو هديتي؟؟ شنو هديتي..

جواهر بحب: زين تعالي عطيني بوسة وسلمي الأول..

جواهر كانت قاعدة على الكنبة، جات حصة وحصنتها من ظهرها، وعطتها بوسة كبيرة على خدها: يالله هديتي.. هديتي.

جواهر وهي تضحك: صدق إنكم جيل مادي..

حصة بحزن وخجل: والله ما أقصد جواهر، بس أنتي الوحيدة اللي تعرف أنا وش أحب بالضبط، وتجيبه، موب قصدي..

حصة حساسة وطيبة وشفافة بزيادة.. تحس إنك تشوف قدامك مخلوق كرستالي ماعنده أسرار أو شيء يخبيه، وفي نفس الوقت تخاف عليه أقل حركة تكسره..

جواهر بحب كبير: يا قلبي أنتي، أنا اللي ما أقصد، أمزح معاج بس.. يالله تعالي تعالي، قالتها جواهر وهي تطلع كيس من وراها.

حصة: تمد يدها بخجل
رجعته جواهر وراها وهي تقول: لا لا.. أبي ابتسامتي الحلوة.. أيوه كذا.. يالله خذي..

فتحت حصة الكيس بحذر وطلعت اللي فيه: واااااااااااو.. وااااااااو.. وااااااااااو... تجنننننن تجننننننن والله تجنن.
ورجعت تنط على جواهر وتبوس فيها..

حصة بفرح طفولي: أنتي شنو هالذوق اللي عندك.. والله تجنن.

جواهر بابتسامة صافية: الحلو للحلو..

كانت جواهر جايبه لحصة بيجامة (هالو كيتي) الكوليكشن الجديد، كانت عبارة عن بنطلون بنتاكور ماسك لنص الساق معاه تيشرت طويل لنص الفخذ واسع، ومعاها شبشب ينربط بخيوط طقم معاها، وبعد ربطة وشباصات شعر وحتى الصدرية والبانت، كله طقم واحد..

وكثير كانت جواهر تشتري هالأشياء لحصة اللي كانت تنبسط فيهم...
حضنت جواهر حصة.. وهي تقول في نفسها بسعادة صافية: بكرة بأشتري لبنتي نفس هالاشياء، ولا تظنين أني خلاص ماراح أشتري لج يا حصة، بأشتري لكم ثنتينكم، كلكم بناتي..


*************


عبدالعزيز طالع من المسجد هو وعبدالله بعد ماصلوا العصر، كل واحد ركب سيارته، وتوجه في طريقه.. وكل واحد منهم غارق في تفكيره الخاص..

عبدالعزيز يفكر بأخته، وعبدالله يفكر بعياله..

عبدالعزيز يفكر في أخته وخايف عليها، عبدالله موب سهل وهذا الشيء اكتشفه من حواره الطويل معه، شخصيته قوية زيادة عن اللزوم، وأخته طيبة زيادة عن اللزوم، أشلون بتقدر عليه؟؟
بس يا سبحان الله أشلون أني ماقدرت أكرهه طول هالسنين.. معزته كانت مغروسة في قلبي غصبا عني.. سبحان الله

الله يا جواهر وأخيرا بتشوفين عيالج!!
كان شعور عبدالعزيز خليط من مشاعر متضاربة، خوف وفرح وقلق وتوجس، خايف على أخته، وفرحان عشانها، وحاس بشوي حزن غير مفهوم، إن أمه وأخته اللي ماكان فيه شيء شاغلها غيره بيشاركه فيها عيالها. بس الشعور الطاغي كان التوجس: وش بيصير؟؟ وش بيصير؟؟ وش بيصير؟؟

عبدالله تفكيره كان منصب على عياله، أشلون بيتقبلون الوضع، وجواهر هذي حسيتها فيها قوة شخصية غير طبيعية، أشلون بتعامل عيالي، أخاف تقسى عليهم، والله أقطعها لو قالت لحد منهم شيء..

وإلا يمكن يحبونها أكثر مني؟؟ لا لا.. شنو يحبونها أكثر مني.. 17 سنة وأنا أمهم وأبوهم، تجي تبي تاخذهم على الجاهز.. الله يستر بس، الله يستر.

وإلا لو تكون متزوجة.. أشلون زوجها؟؟ (حس بكره غير طبيعي لهذا الزوج المفترض اللي يسمع رنين صوتها كل يوم) الله يأخذه زوجها، يمكن يكون ملعون جدف ويجنن عيالي.. الله يستر الله يستر..



***************


في بيت هند رفيقة نوف..

كانت هند قاعدة في غرفتها، تطقطق على النت، دق باب غرفتها، فصلت الكمبيوتر ماتبي حد يشوف أيش اللي كانت تسويه..

دخل عليها أخوها الكبير فايز الطويل الشديد الوسامة اللي بينه وبين أخته هند تشابه كبير في الشكل وفي الشخصية: هاه هنودتي، شاخبارحبيبة أخوها اليوم؟؟

هند وهي ترفع حواجبها دهشة: غريبة.. وش عندك يا فايز؟؟ موال الحب هذا مو علي جيب من الآخر..

فايز: فديت اللي فاهمني.. من الآخر الأخر: رفيقتج نوف..

هند باستغراب: وش فيها؟؟

فايز بخبث: أبيج تظبطينها لي..

هند باستفهام: أشلون أضبطها لك، مافهمت..

فايز بخبث ثعلب: خليها تحبني يالغبية، أبي أخطبها، ولو رحت لأبوها أدري أنه بيرفض، إلا لو كانت هي تحبني وجبرته يوافق.

هند وهي فاهمة على أخيها الخبيث: بس نوف بعدها صغيرة، نوف أصغر مني بثلاث سنين، يعني على كل الأحوال مستحيل يوافق يخليها تتزوج قبل تخلص جامعة على الأقل، وهي الحين توها سنة أولى.

فايز: أنتي بس نفذي اللي أقول.. لازم كومة الفلوس والنفوذ هذي تدخل في جيبي.. ربي ما خلقني جذاب ووسيم كذا إلا لسبب..

هند تستمع لمخطط أخوها الشيطاني، وتفكر في نفسها: وليش أنا بعد ما أضبط الرأس الكبيرة، وأكوش على كل شيء.


**************


قبل المغرب بشوي مها ومنيرة متجمعين في بيت فاطمة
وفي غرفتها بالتحديد

فاطمة بفرح: غريبة أنكم قدرتوا تجون أول ما كلمتكم، بالعادة تنشفون ريقي من كثر الترجيات، لين تتكرمون وتجون..

منيرة: إحنا اصلا كنا طالعين لبيت خالتي، فقلت لامي وسارة خلاص نزلوني عند فاطمة شوي، وعقب عليان يجيني ويجيبني عندكم بيت خالتي..

مها بعيارة: سعود اليوم لو قلت له أبي المريخ بيوديني، كيف لو قلت له بأروح بيت فاطمة؟؟

فاطمة بدهشة: وليه عسى ماشر؟؟ لا يكون مريض؟؟ مو عوايده الأخ..

مها بغموض: جايتش في الحكي بس مهوب الحين، بعدين وجهت كلامها لمنيرة بعيارة: أشلونه حبيب القلب؟؟

منيرة بزعل: لحول مها، خلي يومس يعدي، قدام أدبغس..

مها وهي تضحك: الدبغة الهينة.. إبلعي العافية أحسن لش، لا أقوم أقعد فوقش، أخليش تزوعين غداش..

فاطمة بجدية: لا جد مناري إنتي لمتى بتظلين على هالحال، سالم ريلج، يعني مو خطيبج عشان تتدلعين..

منيرة بغضب: لحول أنتي الثانية.. لو أدري إنكم بتستلموني كان رحت مع أمي أحسن، أنا طقيت من بيت خالتي عشان ما حد يكلمني في ذا الموضوع ، جيتوني أنتو.. أمحق خويات..

مها بحب: فديت قلبش مايصير اللي تسوينه في روحش، والله أخرتها بتستخفين، قولي لأبيش وإلا أخيش يقولون له أنش منتي بداخلة بيته، خله يبيعه ويشتري لش غيره، وهو ماعليه قاصر ماشاء الله

منيرة بحزن: استحي أولا، وبعدين هو مستحيل يسويها لا عشاني ولا عشان غيري، ارتباطه في بيته غريب..

فاطمة: وش حببه في بيت الرعب هذا؟؟

منيرة بحزن وخوف: وهذا اللي مخوفني أكثر، مو البيت بس، سالم شخصيا أحسه مجنون ويخوف..

مها بنفي: لا عاد حرام عليش، سالم رفيق أخي محمد، ومحيميد يمدحه مدح العزاير، يقول أنه رجال مافيه منه اثنين..

منيرة بحزن: يعني أنتي تشوفين اللي يسويه تصرفات إنسان طبيعي، مصر أنه يسكن في نفس البيت اللي أهله ماتوا محترقين فيه، لا وغرفتهم بعدها محترقة، مارضى أنه حتى يصلحها..

عقبه منيرة ما أستحملت وبدت تبكي، مها وفاطمة تقطع قلبهم عليها.. بس ماعندهم كلام يقولونه، أيش يقولون أنه هذي فعلا تصرفات واحد مجنون..



حكاية سالم

لما كان عمر سالم ست سنين، كانت جدته أم أبوه جاية تزورهم، لما جات ترجع بيتها، أصر سالم يروح معها، فقالت خلوه يروح ينام عندي وبكرة بأجيبه لكم..

في الليل كانت أم سالم مشغلة الدفاية عشان إذا قامت تبدل لولدها اللي عمره 5 شهور يكون الجو دافي شوي، بس قدر الله نفذ، احترقت غرفة أبوه وأمه، فماتوا الله يرحمهم هم وأخوه الصغير وأخته اللي كان عمرها 3 سنين، كانوا كلهم مع أمهم وأبوهم في نفس الغرفة. والبيت ما أحترق فيه إلا هذي الغرفة بس.

طبعا هم ماخلوه يرجع البيت، وعمه خذه عنده، البيت ماحد جاه عقب اللي صار، لأن أبوعلي كان مايقدر يستحمل يرجع البيت أو يشوفه عقب ماشال أخوه محترق منه.

سالم ماعرف هله وش صار لهم إلا لما صار عمره 15 سنة، كان يبي يعرف ليه كل ماسأل هله أشلون ماتوا، الكل يرتبك..
هرب وصار يتوصف الناس من البيت لين دله..

وليته مادله

*************


في بيت جواهر كانت جواهر في غرفتها مع حصة، انطق الباب ، عدلت حصة حجابها على راسها..
تأشر لها جواهر أنه أنا بأطلع خليج براحتج.. لأنها عرفت إن اللي يدق عبدالعزيز..

طلعت جواهر لعبدالعزيز اللي كان واقف في الصالة اللي فوق، عبدالعزيز حس إنها متغيره، عيونها فيها لمعة غريبة، وهي حست أنه متغير، في قلبه اضطراب غريب..

بدون كلام.. بالخيط الرفيع الممدود بينهم.. بالصلة القوية اللي تربط بينهم.. جواهر رمت نفسها في حضن عبدالعزيز، وبكت..

عبدالعزيز يلمها بحنان، ودمعته في عينه ويحاول يمنعها تنزل: قبل 3 أيام بكيتي في حضني تبين عيالج، الحين ليش تبكين؟؟ ما تبينهم؟؟ عبدالعزيز بمزح لطيف شفاف..

جواهر بصوت باكي: متوترة متوترة يا قلب أختك.. وانت أكثر واحد فاهم الأسباب، لأنك تفهمني بدون كلام..

عبدالعزيز بحنانه البالغ: فاهمج ياقلب أخوج، والله فاهمج، بس خلاص هالدموع مالها سبب، أنتي بتشوفين نوف وعبدالعزيز، بكرة بعد المغرب..

جواهر وهي حاسة أنه الخبر مثل قنبلة ذرية تفجرت في قلبها وانتشرت في كل جسمها، عشان تنثرها أشلاء:
شــــــــــــــنو؟؟ مــــــــــــــتــــــــــى؟؟؟؟؟

#أنفاس_قطر#

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!