عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-11-2005, 11:57 AM
 
مشاركة: ملفات شخصية محترقة بالعلن

في حملة عاتية على غرفتي محاولة مني في حسم الفوضى والتكديس الخارجي عل نقاء وصفاء داخلي يزورني ..وأنا وسط غرفة الملابس التي تضم ما ادري كم حذاء وجدتني اتساءل هل تحولت الى اميلدا ماركوس أخرى واستغربت الهوس الذي يدفعني دائما لشراء الأحذية التي لا البسها غالبا

وقفت وسط الغرفة وبما انني لا احب ان يساعدني احد في ترتيب اشياءي وبما انني ضد فكرة الخدم اصلا..اخذت افرز كل شيء..ويا للهول..
لدي أشياء قديمة لم أدرك حتى البارحة وجودها لدي..روايات قديمة و كتب أقدم شيء يعود للسبعينات و بعضها للستينات

و أدرك أنني في فوضى عارمة, و أشمر عن ساعدي لأبدأ رحلة الانتفاضة النفسية اثنا عشرة ساعة
و استغرب كل هذا (العفش) من أين أتى؟

و أتذكر عبارة عتيقة قرأتها:"كلما كثر (عفش) الانسان كلما قل استعداده للرحيل"
حقاً..أتيت للدنيا بلا شيء و سأعود فارغة اليدين فلماذا أحمل نفسي و غرفتي أشياء ابعد من حاجتي لقرن بها..
و قررت أن أغتسل من نفسي..أحضرت حقيبة سفر و ملئتها بما لن أعيش وزر امتلاكه ..فرغت خزانتي مني..و دخلت أمي الثانية تسألني :"خلصتي الاشياء اللي بتتصدقي فيها؟"
نظرت للحقيبة برعب:"ماهذا؟"
و بدأت تنثر الحقيبة..هذا لسة جديد,هذا ما لبستيه,هذا غالي,هذا حلو
و بدأت أكتشف أنها أشد مني تمسكاً بالحياة و أنها على غير استعداد للرحيل


سألتها لو أنك ذاهبة الى بلاد نائية تماماً عن كل شيء ما الذي ستأخذينه معك؟
أجابتني بلا تردد :"أبوكِ"


ليت من يحبني مستقبلاً أن يكون على هذه الثقة بمشاعره

أتحبني؟
__________________
يمكن للأفكــــار و الكلمـــات أن تغير العالم إن وجدت في مكانها الصحيح