بسم الله الرحمن الرحيم أكثر ما يتعب الانسان ويسبب له النكد في العيش ، وتفتك به الأمراض ، وتسوء به العلاقات هو انتظار الوفاء بالحقوق والواجبات الشرعية من الآخرين تجاهه ، فالأم تنتظر قيام أبنائها بحقوقها على الوجه الشرعي ، والأب كذلك ، والزوجة من زوجها ، ولهذا تجد هذا النوع من الناس يدب إليهم الهرم والمرض أكثر من غيرهم ، ولقد عجبت من أحد السلف حين عصاه عبده قال له : ما أشبهك بسيدك أنت تعصي سيدك وسيدك يعصي ربه . وقال أحد الآباء وكان أبناؤه يؤذونه فضلا عن ترك حقوقه فوجدته لا يتعبه ذلك ولم يمرض فإذا به قد وضع في نفسه أنهم أجانب سلطوا عليه فارتاح لذلك . ويرى بعضهم أنهم مجانين ينبغي الحذر منهم وإذا وقع له منهم شر قال أنا السبب إذ الواجب علي أن أتحفظ منهم . وقالت لي امرأة بلغت الثمانين من عمرها حين ترفع البنت التي عندي صوتها علي وتخشن علي العبارة وأسمع منها سوء الأدب هذا أعتبر نفسي أنا الصغيرة وهي الكبيرة فأرتاح لذلك . ووجدت أكثر من هرم من الناس بسبب اعتماده على أولاده وكثرة زعله عليهم وانتظار برهم ومساعدتهم له . فليوطن أحدنا نفسه على أذى الخلق أياً كان حفاظاً على نفسه وإبقاءأً عليها . الكاتب: د. يحي بن إبراهيم اليحي