عرض مشاركة واحدة
  #232  
قديم 06-14-2010, 06:58 PM
 
زيارة السيد نصرالله الى تركيا... ما لها وما عليها

14 حزيران 2010 -




فاجأت وسائل الاعلام التركية منذ يومين الاوساط اللبنانية والتركية والاقليمية بخبر مفاده ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دعا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لزيارة تركيا، وان الاخير سيلبي الدعوة قريباً.
وعلى الرغم من عدم صدور تأكيد او نفي رسمي تركي للخبر، الا انه نجح في استقطاب الاهتمام ليس فقط على الصعيد المحلي بل ايضاً على الصعيدين التركي والاقليمي. ورأت مصادر متابعة ان الخبر سرّب الى وسائل الاعلام بهدف "جس النبض" ومعرفة ردود الفعل وكيفية التعامل معه، وان الاوساط التركية تراقب هذه الردود بدقة. ولفتت المصادر الى انه بغض النظر عن حصول الزيارة ام لا، الا ان مجرد الاعلان عنها سرق الاضواء وجذب الاهتمام اكثر من زيارات معلنة لرؤساء جمهورية او كبار المسؤولين الرسميين من مختلف دول العالم.
واشارت المصادر الى انه في حال حصلت الزيارة، فإنها ستكون بمثابة رسالة قوية من اردوغان الى الشعب العربي اكثر منه الى المسؤولين مفادها انه جاد في تحويل نفسه الى زعيم عربي دون منازع، ولا يطمح فقط ان يلعب دور الدبلوماسي العربي بهوية تركية، ما يعطيه دفعاً اضافياً لايصال كلمته بمفعول اقوى مستنداً الى تأييد رسمي وشعبي هذه المرة. اما بالنسة الى السيد نصرالله فستكون مناسبة للتفاعل مع الشارع التركي الذي رفع صوره خلال حرب تموز عام 2006، وايد الخطوات التي اتخذها منذ ذلك الحين على صعيد المواجهة مع اسرائيل، ويعزز حضوره في البلد الذي يتحضر للعب دور ريادي في المنطقة.
وركزت المصادر على ان اردوغان يكون قد اعاد الى الاذهان صورة الاجتماع الثلاثي في دمشق الذي جمع الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والسيد نصرالله، والذي اثار موجة من التعليقات والمواقف، حيث استطاع رئيس الوزراء التركي ان يعيد المشهد من خلال استقباله للثلاثة بشكل منفصل. واعتبرت ان الزيارة ستعني تأييد تركيا لـ"حزب الله" على اكثر من صعيد، ما يجعل محاصرة الحزب اقليمياً ودولياً تتعرض لنكسة كبيرة، وقد تفرض اعادة نظر بعض الدول في طريقة التعاطي مع الحزب في المراحل المقبلة. واعادت المصادر التذكير بما قاله الرئيس التركي عبد الله غول خلال لقائه نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في العاصمة التركية ومفاده انه يجب اشراك الجميع في العملية السلمية بمن فيهم حركة "حماس"، وقد ايد مدفيديف ما صدر عن نظيره التركي في هذا المجال.
واللافت في هذه الزيارة عند حصولها، انها ستكون بمثابة التعويض المعلن لنصرالله عن المواقف التي اتخذتها دول عربية سنية في حرب تموز 2006، فهو الشخصية الشيعية الاقليمية، سيدخل الى دولة بغالبية سنية بدأت تقصي شيئاً فشيئاً دولاً خليحية عن مراكز القرار الاقليمي او على الاقل المشاركة في هذه القرارات، ما يعني ان امتداد "حزب الله" سيصل من تركيا الى دول الخليج.
من هنا، ترى المصادر ان دول الخليج تنظر بارتياب كبير الى نتائج هذه الزيارة ومفاعيلها على الساحة، خصوصاً في ظل "الفورة الايرانية" التي يتخوفون منها، فيما كانت مصر تتلقى الخبر بالتزامن مع الدعوة التي وجهتها الى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى القاهرة والبرنامج الذي تم تحضيره حيث التقى الرئيس المصري ووزير خارجيته، كما جال في شوارع مصر ما يعني ان المسؤولين المصريين رغبوا في اعطاء طابع اشمل لهذه الزيارة، وكأنها دعم لمواقف جعجع من قضية "حزب الله" وسلاحه والتي تأخذ حجماً اكبر عبر تخوف مصر من المد الايراني خصوصاً بعد ان وصل الى تركيا الدولة القوية في المنطقة
رد مع اقتباس