حديقة الغروب ...غازي القصيبي يودّع,, [tabletext="black:70%;background-color:silver;"][cell="filter:;"] [align=center]
حديقة الغروب
إلى متذوقي الشعر ، والباحثين عن الجمال ، واللاهثين خلف الإبداع ، وعاشقي العواطف النبيلة ، والوفاء المؤثر ، تأملوا النص الجميل عندما ينشر أريجه ، ويمتلئ بالحب الصادق :
خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ ****** أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت ******إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا ****** يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ ****** سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا ***** قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى *******عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ ********وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها ******* وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي ****** والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني ****** بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه ******* وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً ***** لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
ــــــــــــــــــــــــــ
وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه ******** ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ ****** يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما ****** رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ ******* والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي ****** فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً ****** وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
ـــــــــــــــــــ
ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه ******* لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تركتُ بين رمال البيد أغنيتي ******* وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري
إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي ****** ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً ****** وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
ـــــــــــــــــــــــــــ
يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه ***** وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به ******* علي.. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي ****** أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟ [/align][/cell][/tabletext]
__________________ °عيون العرب° °ملتقى العالم العربي° |