عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-08-2005, 04:23 AM
 
حديقة الغروب ...غازي القصيبي يودّع,,

[tabletext="black:70%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]


حديقة الغروب

إلى متذوقي الشعر ، والباحثين عن الجمال ، واللاهثين خلف الإبداع ، وعاشقي العواطف النبيلة ، والوفاء المؤثر ، تأملوا النص الجميل عندما ينشر أريجه ، ويمتلئ بالحب الصادق :

خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ ****** أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟

أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت ******إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟

أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا ****** يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ

والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ ****** سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ

بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا ***** قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى *******عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري

أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ ********وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري

منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها ******* وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري

ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي ****** والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري

إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني ****** بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار

وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه ******* وكان يحمل في أضلاعهِ داري

وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً ***** لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ

ــــــــــــــــــــــــــ

وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه ******** ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ

ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ ****** يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ

هذي حديقة عمري في الغروب.. كما ****** رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ

الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ ******* والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ

لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي ****** فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري

وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً ****** وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ

ـــــــــــــــــــ

ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه ******* لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري

تركتُ بين رمال البيد أغنيتي ******* وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري

إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي ****** ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري

وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً ****** وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري

ـــــــــــــــــــــــــــ

يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه ***** وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري

وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به ******* علي.. ما خدشته كل أوزاري

أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي ****** أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟


[/align]
[/cell][/tabletext]
__________________
°عيون العرب°
°ملتقى العالم العربي°