الموضوع: ((الصدق))
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-10-2010, 10:55 AM
 
((الصدق))


ليس هناك صفة أفضل من الصدق ، فَرُب كلمة صادقة كانت سببا في نجاة قوم وبكلمة صدق من شخص ذليل يصبح عزيزا ،وكلمة كذب من شخص محترم يسقط من الأنظار .

فلو نضع جميع المعاصي في كفة والكذب في كفة اخرى نجد أن سيئات الكذب أرجح وضرره أكثر.

فالكذب بمثابة السند والحامي لجميع المفاسد الشائعة بين البشر وأمثاله كثيرة ومتعددة ولا أحب سردها لأن الكذب بصورة عامة مخالف لمقام الإنسان فيجب تجنبه بكل قوة

الصدق أساس جميع الفضائل الإنسانية وإذا إنعدم الصدق يكون النجاح والترقي مستحيلا لاي إنسان .لأن الإنسان يرتفع بأمانته وعفته وعقله وأخلاقه ويهبط بخيانته وكذبه وجهله ونفاقه

ليس من الصواب أن يقول الإنسان خلاف الحقيقة حتى لو كان لإنقاذ شخص آخر ولكن علينا في نفس الوقت نسعى و نساعد الشخص بإسلوب أكثر شرعية وليس من الضروريأن نستعجل بالتصريح قبل أن يوجه السؤال الينا مباشرة.

وهنا اتذكر قول حضرة بهاء الله:

إن اللسان مشرق أنوار الصدق

فلا تحولوه مطلعا لكلمات الكذب

واللسان لهو شاهد صدقي

فلا تدنسوه بالكذب

ليمتحن كل شخص نفسه بهذه التساؤلات :

هل يستطيع المرء أن يكون عادلا حتى لو كان كذابا ؟

هل الكذ ب مسموح في بعض الأوقات فقط ؟

هل يمكن قطف ثمرة من شجرة أحد أصدقائنا بدون علمه ؟

هل من الممكن أن يكذب الإنسان على نفسه ؟

ماذا نخسر عندما نكذب ؟

ولنتذكر دائما أن عزة الإنسان وعلوه ليستا مجرد اللذائذ الجسمانية والنعم الدنيوية كي نترك الفضائل الإنسانية ونغفل عن المبادئ الأخلاقية لاكتساب السعادة الجسمانية فهي فرع ،إنما الأصل هو الخصائل والفضائل التي يكتسبها الإنسان والصفات التي يتصف بها من العدل والإنصاف والصدق والشهامة والتقديس .

فالمسؤلية النهائية تقع على عاتقنا كأفراد تجاه تنفيذ هذه الأخلاقيات كي نسلك طريق سفرنا بسلام

فلو تخيلنا أن كل إنسان منا مثل النساج واعُطى كل نساج نوع من الخيط فمنهم من اعُطى خيط من الحرير من الصوف من السيرما والآخر أعُطى خيط من القطن من الدوبار فنجد من يحصل على الخيوط الجميلة الثمينة واخر من الخيوط الرديئة الرخيصة

فهل مسئولية النساج هنا أن يعترض على الخيوط أم مسئوليتة أن يصنع من هذه الخيوط منظرا جميلا

فبالمثل الإنسان توارث من الآباء ومن المجتمع الذى تربى فيه منذ الصغر الصفات والعادات والتقاليد فهذه الأشياء بمثابة خيوط هذا النسيج فكل إنسان مسئول في النهاية عن صورة ما نسجه بإمكانياته وما وفرته له الحياة وليس من حقه الإعتراض عن كونه خلق شرقي أم غربي جميل أم قبيح قليل الذكاء أم ذكي من عائلة غنيةأم من عائلة فقيرة لأننا لسنا مسئولين في إختيارها إنما مسئوليتنا هو الشكل النهائي والذي نسجناه لنفسنا فنلاحظ أننا نستطيع أن نصنع من خيوط القطن أو من أى صنف رخيص قماشا جميلا ذا منظر في غاية الجمال بحيث يجذب أنظار الجميع وكذلك نستطيع أن نصنع من أغلى الخيوط من الحرير مثلا قماشا قبيحا يكون غير مقبول لذوق الجميع .

فإن المحيط الإجتماعي أو العوامل الخارجة عن ارادتنا ليست ذات أهمية إنما المهم كيف نصنع قماش حياتنا بحيث يكون مطابقا للموازين الأخلاقية وحسب الرضا الإلهي ولا يكون رديئا ومخالفا لرضائه

وبصورةمختصرة

هل نريد أن تكونأعمالنا في المستوى الأقل للقبول والرضاء الإلهي أم في حدها الأقصى الأعلى ؟

هل نريد أن تكون خدماتنا نابعة من التقوى والنية الخالصة ونأخذ خطواتنا في هذا السبيل أم نجعل أعمالنا تتلوث بأهوائنا النفسيةوخيالاتنا الشخصية ؟

هذا نشيد عن الصدق نعلمه لاطفالنا

حين تقولُ الصدق ……………….. تكسبُ ثقةَ الناس

قول الصدق دوماً ………..هو الأساس الأساس

حين تقولُ الصدق لن تخجلَ أبداً

ستنال رضى الله

لو تكذبُ سوفَ تُهان وتغرقُ في العصيان

وتخسرُ ثقةَ الإخوان

__________________


آللهمّ آن بينْ ضلوعي [ أمنيه ]

يتمنآهآ قلبيُ وروحيّ وعقليُ ..
إنْ آمنيتيُ تنبضُ بينْ قلبُ هو ملككّ !
فلآ تحرمنيُ من فرحة تحقيقهإ‘ /
فإنكّ الوحيدّ منْ يقولّ :
كنْ فيكونُ .. !
يَ رب ..








رد مع اقتباس