عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-22-2007, 05:06 PM
 
رد: أيها الإنسان، حان الوقت لشحن بطاريتك.

الإنسان كائن أجتماعي، فهو لا يستطيع العيش منفردا معزولا عن جماعة، والجماعة بأبسط شكل أثنان(زوج وزوجة)، وقد تكون أكبر(أب وأم وأخوة وأطفال) وهكذا دواليك حتى نشكل المجتمع الإنساني على سطح هذا الكوكب.


الأرض تمنحنا ما ينمي الجسد ويقويه ويجعله قادرا على إدرة صنوف حياته وإعمارها وكسب القوت. وتبقى الروح وحيدة دون غذاء يمدها من الأرض ، فأصل الروح ليس أرضيا - كالجسد - بل هو سمائي إن جاز التعبير. مصدرها من الله ولم ولن يستطيع أحد على بسيطة هذه الكوكب أخبارنا عن ماهية الروح. فهي من أمر ربي -كما جاء في القرآن- وهذا سر من أسرار الله الذي وضعه في كل شخص كبير وصغير ، ذكرا كان أم أنثى، ليكون حجة عليه في إدراك أن وراء هذه الأجرام السمائية التي ولدت في لحظة ما من أنفجار - كما في أثبت النظربات وأقصد الأنفجار الأعظم أو big bang (<--مش نوع علكة ) - وكلما تقدم العلم وجدوا أن هذا الأنفجار حدث بجزء أقل زمنيا مما كان معروفا، وهو حدث بأمر الله "كنّ" حيث لا وقت يحتاج ليكون. وأنبثق عنه أو منه نظام كوني هائل، مذهل في الدقة والنظام والتوسع وأشياء تتخلق من عدم تذهل العقل البشري الذي غاب عنه الإيمان لفترة من الزمن وأنكر وجود الله فوجد أن الله يثبت وجوده في كل صروف الحياة.
هذه الروح "السمائية" تحتاج شيئا لا توجده الأرض من بقلها وقثائها، فالمصدر يجب أن يكون إلهي..
وإلهي بحت وهي "العبادة" بأشكالها وطرائقها وأنواعها. لهذا يجب أن تكون العبادة كما شرعها الله، فهي لا تقبل التطويع والتشكيل بالكيف البشري البحت والأبتداع في الدين.

آيات الصيام في القرآن قليلة وبدأت بـ"ياأيها الذين آمنوا"**، وهو خطاب "مباشر" من الله للإنسان وكان الصحابة يتأهبون عند سماعهم هذه البداية فالله يحدثهم مباشرة، وهو بالمناسبة أحد الثلاثة أساليب المستخدمة في القرآن.
والصيام في رمضان فريضة وتطوع في بقية الأشهر، وفيه لا يتوقف الإنسان عن المحرمات فقط بل وعن بعض المباحات كالأكل والشرب واللقاء. وهي أهم الأشياء التي تشغل الإنسان في حياته وتزيد من سيطرة الجسم على الروح. جسم الإنسان يحتوي على 46 كروموسوم، وكل كروموسوم يحوي ملايين الجينات، وتختلف الجينات من كائن حي للأخر في معظمها وتبقى هنالك عناصر مشتركة الضرورية للحياة، والصوم أحد هذه الجينات للمسلم التي فرضت حتى على أقوام قبلنا أيضا.

"رمضان"
شهر العبادة.
رمض(بفتح الأحرف) في اللغة تأتي بمعنى الحرق من شدة الحر، فرمضان يأتي لحرق السيئات وحرق سلطة الجسد على الروح بشحنها لبقية السنة ليس للعبادة فقط بل لوقايتها من أمراض الروح لما بعد رمضان فالعبادة لا تتوقف بعد رمضان أبدا.


رمضان شهر القرآن، وكلاهما كُرِما ببعض -في أعتقادي- وفيهيقربُ حديث العبد من الرب وحديث الرب من العبد بصورة "مكثفة" ، فلازال الأكثار من ختمات القرآن مشهورا بين الناس، وفيه يخاطب الله الإنسان فالقرآن كلام الله وفيه "شفاء" لما في الصدور.

أي وسيلة أتصال يجب أن تكون بأتجاهيين ليكون المرسل على 'أتصال' مع المستقبل، فكان لزاما أن يكون هنالك طريق من العبد للرب للكلام معه، ألا وهي "الدعاء". فأكثر من الدعاء في الثلث الأخير من الليل و قبيل الأفطار و في السجود ويوم الجمعة.
(من الجدير بالذكر هنا أن اليوم في الإسلامي يبدأ بعد الغروب وليس الساعة 12. والليل فيه يسبق النهار.)

فرصة رمضان لا تعوض وقبل كتابة هذا المقال تلقيت خبر وفاة أم صديقي في أول أو ثاني أيام رمضان(حسب البلد)، فالبعض لا يتمه، والبعض يكون أخرها وهكذا، فأستغل ماأمكنك من وقتك وأبدء بسباق مع نفسك وثابر وتمسك بأرض صلبة من صحبة صالحة لتقيك قر الصيف وسموم الشتاء التي ستصادفك خلال السنة.

حافظ على قلبك نقيا من المعاصي،
تحاشى النظرة المحرمة، فنظرة ستجر لأكبر..
وغيبة اليوم ستجر لكراهية وكراهية ستجر لحقد،
والله الذي لا تسعه السماوات والأرض يسعه قلب إنسان (ليس أحاطة بل حبا وعلما) فأحذر جرح قلب إنسان.

فـ قلبك.. قلبك.


//=================
==================\\
*بعض الصور التي تبين التشابه أيضا(بالإنجليزية)
1-http://www.miracle-quran.com/images/...bd7c1/tn_C.JPG
2-http://www.miracle-quran.com/images/...bd7c1/tn_D.JPG

** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)

-ملاحظة أخيرة:
هذا الموضوع جهد شخصي يحتمل الصواب والخطأ، والكاتب -أنا- يتنازل عن حقوق النشر، فمن شاء أن ينسخه وينشره فليفعل. وحتى لا تقع بأثم السرقة ونسب الموضوع لنفسك فليس أقل من أن تشير إلى أنه منقول