ذي صله

مصر: تنديد واسع باطلاق غاز محرم دولياً على الفلسطينيين ودعاوى لمحاكمة المسؤولين عن مقتل أربعة في أنفاق رفح



القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من حسام أبوطالب: ندد نواب في البرلمان ورموز في المعارضة بقيام السلطات المصرية بإطلاق غاز محرم دولياً على الأنفاق التي تعد الرئة التي يتنفس بها أهالي القطاع بعد ثلاثة اعوام من السجن مما خلف مقتل أربعة من الفلسطينيين وإصابة ثمانية آخرين داخل الأنفاق نتيجة تدميرها وباستخدام الغازات السامة المحرمة دوليا بها.
كما نددت حركة كفاية وجماعة الإخوان المسلمين وأحزاب الكرامة والعمل بالحادث. وقال النائب حمدي حسن في بيان عاجل تحت قبة البرمان نيابة عن نواب الإخوان إننا نأسف أن تصل الأمور بيننا وبين أشقائنا إلى هذه الأوضاع المؤسفة من سياسة استمرار فرض الحصار ووصلت إلى سفك الدماء المتعمد أو استخدام غازات سامة محرمة دوليا للأسف الشديد.
قال حسن إننا نلاحظ تحول العلاقات بين مصر وجيرانها من الأشقاء العرب إلى علاقات عدائية بشكل غير مسبوق، بينما تزداد علاقاتنا الحميمة مع الكيان الصهيوني وهذا قلب لكل الموازين والقواعد بل والبديهيات المتعارف عليها والتي لايمكن أن تتغير أو تتبدل بحكم التاريخ والجغرافيا والدين والثقافة.
وتابع نحن ندين قتل الفلسطينيين والإعتداء عليهم بالفوسفور الأبيض الصهيوني وأيضا ندين قتلهم بالغازات السامة المصرية بعد الحصار الجائر عليهم .
وقال إن هذه السياسات امتداد للأداء السيئ والمهترئ للسياسة الخارجية المصرية والتي أصبحت تفتقد إلى العقل أو الحكمة أو حتى تقدير المصالح القومية العليا لمصر والتي أصبحت مهددة بشكل خطير نتيجة هذه السياسات المرفوضة.
وأشار إلى ضرورة فتح الحدود وكسر الحصار وبعدها ستغلق الأنفاق تلقائيا .
وأشار النائب الشيخ سيد عسكر إلى ضرورة محاكمة المسؤولين عما جرى، واصفاً المصالح العليا لمصر بأنها تحولت عن أهدافها فلم نعد حماة القضية الفلسطينينة بل همنا حبس وملاحقة الجوعى والمرضى في غزة ومنعهم من حق حض عليه القانون الدولي.
وهاجم المرجع الشيعي راسم النفيس الحادث معتبراً إياه عارا سيندى له جبين النظام طويلاً، وقال لـ'القدس العربي' إن النظام المصري القى بكل رهاناته في الفخ الاسرائيلي الامريكي ولم يعد بوسعه الخروج من الفخ لكون ارادته تهاوت وضعفت للحد الذي جعله يقبل بتعريض مصداقيته امام الجماهير في الداخل والخارج للتشويه طالما ضمن البقاء والرضا الدولي على سياساته.
أضاف لم يعد لدى الحزب الحاكم في مصر ما يقدمه إلا الضرب بيد من حديد على الفلسطينيين وإذلالهم أو الحكم بعقوبة قصوى على المنتمين لحزب الله.
واشار النفيس إلى ان النظام كانت لديه فرصة مع حرب غزة للمناورة باعتبار ان الظروف فرضت عليه للتعاطف الفلسطيني لكنه لم يفعل والان لم يعد في يديه ما يفعله إلا التنكيل بالفلسطينيين.
وانتقد عضو البرلمان حمدين صباحي المرشح عن حزب الكرامة لرئاسة الجمهورية الحادث معتبراً إياه فضيحة مجلجلة وعارا للنظام. وأشار إلى أن رهانات النظام باتت أمريكية وإسرائيلية الهوى بامتياز.
وتساءل كيف طاوع قلب المسؤول الذي أصدر قرارا برش الفلسطينيين بغاز محرم دولياً نفسه وكيف قبل من نفذ القرار تلك الأوامر وماذا سيقول التاريخ عنا؟
وعبر الشاعر أحمد فؤاد نجم عن صدمته مشيراً إلى أنه غير قادر على تصديق الخبر، وأعرب عن ضرورة محاكمة ذلك النظام الذي هوى بسمعة مصر وورط المصريين في هذا العار واشار المنسق العام الاسبق لحركة كفاية الدكتور عبد الجليل مصطفى الى أن الشعب المصري برمته باستثناء الحلقة الملتفة حول كرسي الحكم يندد بهذا الأسلوب العدائي المستخدم مع أهالي القطاع الذين منعت عنهم السلطات الدواء والغذاء وسجنتهم خلف رفح.
وقال عبد الجليل بالطبع لايكف النظام المصري عن إرسال الرسالة تلو الأخرى للاسرائيليين مفادها أننا معكم قلباً وقالباً لذا كونوا معنا في عدم ممارسة الضغوط الدولية الرامية لإفساح المجال أمام دعاة التغيير في مصر.
جدير بالذكر أن حركة 'حماس'حملت السلطات المصرية مسؤولية مقتل أربعة فلسطينيين في نفق حدودي، متهمة إياها بضخ 'غاز سام' فيه، وطالبتها بالتحقيق في الحادث وتقديم المسؤولين عنه للمحاكمة. وقال المتحدث باسم الحركة الفلسطينية، سامي أبو زهري، في مؤتمر صحافي في غزة، 'تحمّل حماس الجانب المصري المسؤولية عن مقتل أربعة عمال أبرياء ، بعد قيام أجهزة الأمن المصرية بضخ غاز سام في أحد الأنفاق.
ونطالب بالتحقيق في الحادث وتقديم المسؤولين عن الحادث للمحاكمة'. وأضاف أبو زهري 'نستنكر تكرار حوادث القتل (في الأنفاق) حيث بلغ عدد الضحايا 105، 40 منهم قتلوا بسبب الغاز السام والمياه العادمة في الأنفاق التي تسبب المعاناة'.
وشدد على أن 'الاعتماد على الأنفاق هو خطوة اضطرارية لجأ إليها شعبنا، والبديل للأنفاق ليس قتل المواطنين الأبرياء، بل فتح المعابر'. وتابع 'هذه الأنفاق تمثل شريان الحياة بالنسبة لغزة، ولو كان معبر رفح مفتوحاً لما حصل هذا الحادث المؤسف'.
وفي القاهرة اعترف مسؤولون أمنيون مصريون بتدمير أربعة أنفاق في شمال رفح، من دون الإشارة إلى وقوع ضحايا.

__________________