تماماً كالغراب الذي لم يتقن المشيتين

المستشار الواقع شيء و المنطق النظري شيء آخر, أنت لا تعرف ماهية الشعور بذلك حتى تتذوق مرارته, المشكلة أن الواقع نتحدث عن بلدك و بلدي و أرضك و أضري و حدودك و حدودي و لا تعرف بأن هذه الارض من المفترض أنها لا تعترف بالحدود و بالذات هذه الارض...

حتى في السياسة يستخدمون تعبير (منطقة الشرق الاوسط) بلاد العرب,كيف نقسم شبر ارض و ارميك خارج شبري لانك لا تملك ورقة فقط..أنت مواطن عندي صح بكل ما تعنيه تلك الكلمة و لكنك اجنبي..

بكل معنى الكلمة عربي يتقن كل ما في هذه البلد من لهجة و عادات و تقاليد و تربية و ذكريات ولكن اجنبي بما لا يملكه من جواز سفر اخضر

لن تشعر بتلك الخطورة و ذلك التهديد و عدم الامان إلا بعدما تعيش في مكان هو لك ثم ينفيك لانه لم يعترف فيك..كأن أحدهم يسحب منك كل أوراق وفائك و كل ذاكراتك ليجعل منها ذاكرة غير شرعية و عليك بالدفع مقابل الغذاء

ليس من السهل تنفيذ (خذ شنطتك و بيع بيتك و سيارتك و اشتري تذكرة one way و انسى أنك كنت هنا) لأن القوانين لا تسمح, لا سمح الله من سن تلك القوانين؟

من سنها يمكنه أن يغيرها لو فكر قبل أن يرفع القلم و يوقع (موافق) على قرار لا يمت لارض الحرمين بصلة ولا يعترف بوجود الانسانية

النفي لا يكون إلا إن كنت مصدر تهديد و قلق للدولة التي تعيش بها..أتجد المسلم العربي المواطن الذي عاش عمره هنا مصدر تهديد؟

__________________
يمكن للأفكــــار و الكلمـــات أن تغير العالم إن وجدت في مكانها الصحيح