عرض مشاركة واحدة
  #280  
قديم 03-25-2010, 07:28 PM
 



بين الحين والآخر نحتـــاج إلى محاسبة أنفسنا وتقييم أحوالنا الإيمانية في الطريق إلى الله تعالى، ولكن تبقى الخطوة الأهم والأخطر بعد المحاسبة .. فقد تعرفي الداء الذي تعانين منه وتعلمين ما هو دواؤك، ولكن دائمًا ما يكون هنــاك حاجز بينك وبين التطبيق الصحيح ..
وهذا يدل على وجود مشكلة أعمق داخل قلبك .. تجعلك تتعثرين في الطريق وتقعي في الفتور كل مرة ... فعلينا أن نسعى بجد لعلاج هذا الجفاف الروحي؛ الذي يؤدي إلى مشكلة ضعف الإيمان المستشرية بين المسلمين في هذا الزمان ..
قواعد البداية لتجديــد الإيمان
وقبل معرفة خطوات العلاج، هناك عدة قواعد هامة عليكِ بمعرفتها ..
القاعدة الأولى: الإيمان يبلى، فلابد للجميع من تجديده .. فلابد أن تتيقني أن إيمان جميع الناس يبلى، سواء كان ولي تقي أو فاجر شقي ..
يقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ..}[النساء: 136].. فالله عزَّ وجلَّ يأمر المؤمنين الذين آمنوا تصديقًا بقلوبهم، أن يتبعوا هذا التصديق بعمل وتطبيق واقعي؛ حتى يُبرهنوا على صدق إيمانهم .. كما إنه يأمرهم بأن يستمروا على هذا الإيمان، عن طريق تجديده في كل وقت حتى يُختم لهم به.
وكما يقول الرسول "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم"[رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (1590)]..
لذا فإن التوبة هي وظيفة العمر .. كما في قوله تبارك وتعالى{..وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور: 31] .. وهذا أمر للجميع بالتوبة ومن جرائها تجديد الإيمان؛ فالمذنب يتوب بالعودة إلى الطاعة، والمُطيع يتوب حتى لا يُعجَب بعمله، ويعلم طوال الوقت إن ما هو فيه من طاعة إنما هو من توفيق الله عزَّ وجلَّ له.
السبيل إلى النجاح مع الله
__________________
رد مع اقتباس