الموضوع: البطل القومى
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-16-2010, 03:27 AM
 
البطل القومى

فى حديث السيد الرئيس حسنى مبارك للصحف الألمانية وقبل إجراءه للعملية الجراحية شافاه الله وعافاه ، ومع سؤالهم عن إمكانية ترشح الدكتور البرادعى أجاب السيد الرئيس بأن بإمكان البرادعى الترشح وحسب التعديلات الدستورية الجديدة وأكد على أن الشعب المصرى لايحتاج بطل قومى !!
الحقيقة أن هذه الجملة لم أستطع فهمها جيداً ، فكيف لانحتاج إلى بطل قومى ، إن الشعوب وعلى مدار التاريخ تتمحور حول الفكرة ، حولى المُلهِم ، وحول النبى والرسول والمُختار حتى أنه فى كل ديانات الأرض الإلهية والوضعية يوجد فيها فكرة المهدى المنتظر ، فكرة المُخلِص ؛ هى الفكرة التى أعتبرها اللجوء للغيب والأمل فى غد أنظف وأفضل بدلاً من الكفر بالله والدين والإنتحار !!
كيف ينفى السيد الرئيس فكرة إنتظار الشعب لبطل قومى وهى فكرة عالمية وليست فى مصر فقط فأنا أعتقد أن وجود أوباما نفسه فى سُدة الحكم الآن هو إحتياج الأمريكان إلى بطل قومى يخرج بهم من دائرة الإنحطاط والتشويش التى عاشها الشعب الأمريكى بسبب السلف الذى جعل العالم بأكمله يكره كلمة "أمريكى" .
ثم كيف ننسى أنه فى خضم كل الضغوط والإذلالات التى نعيشها أننا نحتاج بالفعل إلى بطل ينتشلنا ، ألا ندعو الله نهاراً وليلاً بأن يعود صلاح الدين ، أن يوجد عمر الفاروق رضى الله عنه وأرضاه وأرضانا .
كيف لانحتاج إلى بطل ، ألا نتذكر كيف كانت قوة ورفعة الشعب فى وجود رئيس كجمال عبد الناصر حين كانت العزة وملامح وجسد البطل تتمثل فى ذلك الكيان مهما كانت الإختلافات عليه وعلى فترته ، ففى الحقيقة لاأحد سيختلف على ماكان الوضع أيامه وثم السادات ببطولته المطلقة فى حرب أكتوبر وقراره قبلها وأثنائها وبعدها ألم يكن كل هؤلاء أبطال أججوا روح الوطنية والقومية فى القلوب ؟؟؟
ورئيس مبارك بنفسه قائد الضربة الجوية الذى حطم بخططه وطياريه 95% من قوات الطيران الإسرائيلى وكان خير ساتر ومُعين للقوات البرية فى نضالها ، ألم يكن البطل الذى تشرفنا بأن يكون هو بطلنا لفترة ومن ثم بدأ اللإعلام يغير فكرة الرئيس البطل إلى الرئيس الحكيم !!!! وبدأت صورة وجملة "حكمة الرئيس" و"تفهم الرئيس" تستوليان على الأخبار والجرائد القومية بدلاً من ثورة حتى وقتية وإنفعال لابد منه فى مواقف تستوجب ذلك ؟؟!!
أيستطيع أحدنا أن ينكر أنه من قلة فقداننا لبطل قومى أصبح أبطالنا القوميين تامر حسنى وأبو تريكة وحسن شحاتة .. أيستطيع هؤلاء أن يكونوا أبطالاً قوميين ، إنها مهزلة وعاراً ساحقاً أن يكون أبطالنا رياضيين ومونولوجيستات وينتهى عصر السياسيين والأدباء والمفكرين والعلماء ، والأكثر من ذلك أن نستورد بطلاً من الخارج فتجد الأغلبية الساحقة من المعارضين الشبان يعلقون "جيفارا" فى غرف نومهم وفى مكاتب عملهم !! لهذه الدرجة إفتقدنا البطل ومعناه !!
ثم هناك شيطان يؤرقنى فى التصريح نفسه ، هل فعلاً تم إختيار لفظ "بطل قومى" هذا عن قصد ؟؟ أقصد لماذا لم يقُل الرئيس "بطل وطنى" ؟؟؟؟؟
القومى يكون للأمة بأسرها وليس واجباً على وطن وشعب بذاته ، أيقصد الرئيس أن يُدلل على أن البرادعى بطلاً لكل العرب مثلاً وليس بالضرورة أن يكون خاص بالمصريين لما فعله وصولاته وجولاته ؟؟ أم هل القصد مثلاً ألا يذكر اسم البرادعى مقرونا بالحزب "الوطنى" ؟؟
ومن ثم إستدرك فى نفس الحديث قائلاً أن "الشعب المصرى بأكلمه هو البطل القومى" وهنا أريد أن أعرف سر بطولة الشعب المصرى هل السيد الرئيس يُدلل على بطولة الشعب المصرى بسبب إحتماله كل تلك المنغصات فى الحياة وبسبب إحتماله لكل القهر والذل فى الحياة ، أم لأننا استطعنا مجرد العيش وسط كل المهازل التى نحيا وسطها واستطعنا إختراع أساليب جديدة للتربح الشرعى والغير ؟!؟!؟
سيادة الرئيس .. وبكل أدب واحترام لمكانتك " أنا أحتاج إلى بطل قومى ، وابنى أيضاً يحتاج إلى ذات المعنى ".
رد مع اقتباس