عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-05-2010, 12:53 PM
 
الرجوع إلى العلماء عند النزاع


الرجوع إلى العلماء عند النزاع



هذه قاعدة في الشرع عند حصول التنازع بين المسلمين، فقد أمر الله تعالى حين النزاع بالرد إلى كتابه الكريم وإلى سنة رسوله الأمين وإلى العلماء الذين يستنبطون الأحكام منهما، فقال تعالى : { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } وقال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ) (83) [النساء : 83]

فالعلماء هم ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم.

فللعلماء مكانة عظيمة حفظها لهم الشرع المطهر لعظم قدرهم في الأمة فطاعتهم طاعة لله -عز وجل- وطاعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالتزام أمرهم واجب، قال -تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولو الأمر منكم} سورة النساء الآية 59.

قال ابن عباس -رضي الله عنه -: (يعني أهل الفقه والدين وأهل الله الذين يعلمون الناس معاني دينهم، ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر فأوجب الله طاعتهم على عباده) رواه الطبري في تفسيره 5/941
ويقول الإمام بن كثير عند تفسير الآية: (والظاهر والله أعلم أنها عامة في كل أولي الأمر من العلماء والأمراء) ابن كثير 1/815.

ومرد طاعة الأمراء إلى طاعة العلماء، ومرد طاعة العلماء إلى طاعة الله - سبحانه - وطاعة رسوله الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأدلة بيان المنزلة في الشريعة كثيرة، لعلنا نذكرها في موضوع مستقل.
رد مع اقتباس