الموضوع: الرسام والشيخ
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-17-2010, 11:46 AM
 
Post الرسام والشيخ

الرسام والشيخ

كان أملي أرسم لوحة عن معنى السلام
يكون فيها الحب واضح والصفاء والوئام
أخرجت ورقي وفرشتي وألوان وأقلام
بحثت في مُخيلتي عن مقصدي و روح الرسام
لم أرى سوى الأرامل والثكالى والأيتام
نزلت أسير في الطرقاتِ وسط الزحام
أخطو باجتهادٍ نحو فكرتي بلا استسلام
وجدت شيخاً شيبته العبرات والأعوام
قرأ حيرتي وسألني عن ماذا تبحث بإلزام
أجبت عن غصن الزيتون في فم الحمام
ضحك غاضباً بصوت سكنته الحسرة والآلام
أتبحث عن شمعة تضئ القمر وقت الظلام
عن كفن لبريء قد مات بالإعدام
ترجو النجاة لجانٍ معتاد الإجرام
تطلب فتوى عن الظلم عن حلٍ للحرام
تسأل عن حلم زائف في عالم الأوهام
فلتبحث عن ضحكات ضاعت تحت الركام
عن دمية طفل مات شهيداً بين الحطام
غصن الزيتون تحت الجدار يحتضر من الآثام
مختنقا بالحصار سقطت أوراقه على رفات وعظام
غصن الزيتون مات في قانا وفي جولان الشام
في بحر البقر غرق مع الضمير والناس نيام
في غزة نزف صراخاً إلى العوام والحكام
رد الصدى وجدتهم كأصنامٍ لها لجام
انظر إلى السماء تفقد سرب الحمام
لعلك تجد من ترضى تكون إيحاء وإلهام
قد أعياها ضمير الأمة وسخط اللئام
وإن أخذتها عنوة وألقيت عليها بالسهام
لن ترضى أن تكون عرضاً تدنسه الأقدام
أسلك الأحراش وأرسم أفعى أو عقرب سام
ضع في لوحتك تنين ينفث نيراناً جسام
وشيطاناً في فمه زقوماً وبيده ألغام
ارسم في يدك بندقية ممتطي النصر فارس مقدام
أجعل في قلبك قبر للمعتدي يحوم حوله الهوام
سلام مع احتلال لعب بالألفاظ مجرد كلام
انفض عن عينيك خزي الغفلة والغمام
سلام تنحني له الأعناق ذلا والأجسام
يخر يوم الوعيد على نار ضرام
وإن شجبت ونددت في العلن أو بالأحلام
سيموت قلبك مغشيا متبلدا بالأسقام
وان ذرفت نهراً من الدموع سجام
لن يغرق فيه العدو ولا يضام
إن رفعوا الرايات ليلهوا بنا والأعلام
فأن للحق رجال عن الباطل صيام
إذا همس المؤذن منادياً للجهاد كنا له خدام
إن غرتنا الدنيا بزهوها وأقبلت فعزنا الإسلام
وإن انتظرت واهماً من السباع لبناً و إكرام
فيا أسفا على قلبٍ أعمى الغشاوة له لثام
كتبه/أحمد عبد العظيم
"azima"

إهداء إلى والدي الحبيب " رحمه الله "
إهداء إلى شعب فلسطين الحبيب