عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-12-2010, 12:02 AM
 
Thumbs up الإخبار عن مدعي النبوة:-وقفة ..-انشقاق القمر-أشار للسماء فأطاعته

الإخبار عن مدعي النبوة:
أخبر r عن أمور مستقبلية .. كلها وقعت كما أخبر عليه الصلاة والسلام ..
من ذلك :
قوله r : ( إن بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً دجالاً .. كلهم يزعم أنه نبي ) ..
وقال : (لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا ً) ..
وقد خرج عدد من هؤلاء .. منهم : مسيلمة .. والعنسي .. والمختار ..
ووجد من النساء من ادعين النبوة مثل سجاح .
* * * * * *
وقفة ..
هذا هو النوع الأول من معجزاته r ..
وهو بلا شك من إخبار الله تعالى له .. وإلا فنحن نعلم أن الغيب لا يعلمه إلا الله ..
كما قال تعالى : ] عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً [ ..
ولقد أمر الله نبيه أن يخبرنا بأنه لا يعلم الغيب ..
فقال تعالى : ] قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [ ..
وعِلْمُ رسول الله تعالى لشيء من الغيب هو من آيات نبوته ..
ولا يجوز لأحد كائناً من كان أن يدعي أنه يكشف له الغيب .. بل ولا يجوز تصديق من يدعون ذلك .. أو سؤالُهم ..
* * * * * *

النوع الثاني : معجزاته الكونية :
انشقاق القمر
دعا النبي r الكفار بكل سبيل ..
وهم يكذبون ويبحثون عن حجج وأعذار ..
حتى قالوا له يوماً : شق لنا القمر ..!!
فدعا النبي r ربه .. ودعا ..
وفجأة .. انشق القمر نصفين !!
قال ابن مسعود t :
رأيت القمر منشقاً شقتين بمكة .. قبل مخرج النبي r منها .. شِقة على جبل أبي قبيس .. وشقة على السويداء .. ([1])
رأى الكفار ذلك .. فشدهت أبصارهم ..
لكن غلبهم شيطانهم وقالوا : هذا سحر سحركم به ..
ثم لأجل أن يخرجوا من حرج الموقف .. قالوا : انظروا المسافرين القادمين ..
فإن كانوا وهم في ديارهم رأوا مثل ما رأيتم .. فقد صدق ..
وإن لم يكونوا رأوا مثل ما رأيتم .. فهو سحر ..
فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم ..
فلما وصل أول المسافرين إلى مكة .. سألتهم قريش : هل رأيتم القمر منشقاً ..
قالوا : نعم .. ليلة كذا وكذا ..
ثم وصل بقية المسافرين .. وكلهم يجيبون الجواب نفسه ..
فكذبت قريش واستكبرت وقالت : هذا قد سحر الناس كلهم ..
وأنزل الله تعالى خبر هذه المعجزة في كتابه ..
فقال تعالى : ] اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر * وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر * ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر * حكمة بالغة فما تغن النذر * فتولَّ عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر * خشعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر[ ..
والعجب أن الأبحاث العلمية المنشورة اليوم .. المتخصصة في دراسات حول القمر .. أثبتت وجود شق يقطع القمر نصفين .. وكأنه أصابه في ما مضى انشقاق ..
* * * * * * * * * *
أشار للسماء فأطاعته
ومن تأثيره r .. أنه أشار إلى السماء فأطاعته بإذن الله ..
ففي فترة من عهد النبوة المبارك .. تقلص المطر .. وأجدبت الأرض .. وماتت الزروع ..
فبينما هو r يخطب الناس على منبره يوم الجمعة ..
إذ دخل رجل المسجد .. ورسول الله r قائماً يخطب ..
فاستقبل رسول الله r قائماً .. ولم ينتظر .. بل قطع الخطبة .. وصاح بأعلى صوته .. قال :
يا رسول الله .. هلكت الأموال .. وانقطعت السبل .. فادع الله يغيثنا ..
كان الرجل يتكلم من حرقة أصابته .. وهو يرى أولاده جوعى .. وأغنامه هلكى ..
السبل تقطعت .. والأرض أجدبت .. والأموال نفدت ..
كان رسول الله r يعيش هموم أصحابه ..
فلم يتأخر .. وإنما رفع يديه إلى السماء .. ودعا .. وتضرع والتجا .. وقال :
اللهم اسقنا .. اللهم اسقنا .. اللهم اسقنا ..
كان أنس t حاضراً بين المصلين .. فلما رأى النبي r يبتهل ويستسقي .. رفع بصره ينظر إلى السماء ..
قال أنس :
فلا والله .. ما نرى في السماء من سحاب ولا من قزعة ..
وإن السماء لمثل الزجاجة .. وما بيننا وبين سلع من دار ..
فوالذي نفسي بيده .. ما وضع يديه حتى ثار السحاب أمثال الجبال ..
ثم لم ينزل رسول الله r عن منبره .. حتى رأيت المطر يتحادر عن لحيته ..!!
وأمطرت السماء .. سبعة أيام متواصلة ..
حتى رويت الأرض .. وشبعت الأنعام ..
وفي الجمعة الأخرى .. قام r يخطب الناس على منبره المبارك ..
وفجأة فإذا الرجل نفسه .. أو غيره ..
يدخل من ذلك الباب نفسه ..
ورسول الله r قائم يخطب .. فاستقبله قائماً .. فقال :
يا رسول الله .. هلكت الأموال .. وانقطعت السبل .. فادع الله يمسكها عنا ..
فرفع رسول الله r يديه .. ثم قال :
اللهم حوالينا ولا علينا .. اللهم على الآكام .. والظراب .. وبطون الأودية .. ومنابت الشجر ..
ثم جعل r يشير بيده إلى نواحي السحاب في السماء ..
قال أنس :
فما يشير r بيده إلى ناحية إلا تفرجت ..
حتى رأيت المدينة في مثل الجوبة .. أي صارت المياه حولها .. وهي كالجزيرة ..
وسال وادي قناة شهراً .. ولم يجيء أحد من ناحية .. إلا أخبر بجود ومطر .. أي كل من وصل إلى المدينة من سفر أخبرهم بكثرة الأمطار حولها ..
وهذا من بركة دعائه r ( حوالينا ولا علينا ) .. ([2])
ولا شك أن تأثيره r في السحاب .. هو من القدرة التي مكن الله تعالى نبيه r منها ..
وتصرفه r فيما حوله .. هو بإذن الله ومشيئته ..
كما كان عيسى عليه السلام .. يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله ..
وإلا فلو شاء الله تعالى لما مكن أحداً من البشر لا نبياً ولا غيره من فعل هذه الأشياء ..
ولكنه عز وجل يمكنهم منها .. لحكمة يريدها ..
* * * * * * * * * *

( [1] ) رواه البخاري


( [2] ) رواه البخاري ومسلم
رد مع اقتباس