عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 01-28-2010, 05:28 PM
 

الرسالة الثانية من فضيلة الشيخ هاني حلمي


إلى الأخوات المنتقبات الطالبات


بالله لا تضعفي


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ...الأخوات الفضليات ..

أسأل الله تعالى لكنَّ الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، وأسأله موجبات رحمته وعزائم مغفرته ، وأسأله السلامة والنجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه .
أختاه ...
هل تذكرين قصة نبي الله إسماعيل حال الذبح ؟؟؟ (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) هذا هو الإسلام والاستسلام والانقياد لأوامر الله تعالى ، فكان البلاء العظيم ، فإسماعيل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لم يقترف خطأ يستحق به القتل ، بل هو الذي نشأ رضيعًا وتُرك مع والدته فى الصحراء دون ماء أو طعام ؟ ولم يقل : لماذا يحدث لي كل هذا ؟؟ بل ثبت فيه ثبوت الجبال الرواسخ ، فما كان جزاء الرب الوهاب ؟؟
نعم يا أختاه .. الثبات سبب للفرج " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا "
[الشرح : 5-6 ] فهل تفهمين عن رب العالمين ؟؟ أين اليقين ؟؟
إنني انزعجت كثيرا لما بلغني عن بعض الأخوات فور صدور القرار الأخير أنَّ بعضهن قال : يقيني اهتز !!! أعوذ بالله ، " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ"
[ الحج : 11 ]
هل قصارى أمرنا الكلمات ولما جاء المحك ، ولما جاء الاختبار توليتم !!
قال تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا "
[ النساء : 77 ]
أين الثبات يا أخوات ؟؟ أين مدعيات الالتزام أمام هذا الابتلاء ، عرفتنَّ من أنتن ؟؟ ما لي أراكن ضعيفات مستسلمات راضخات ؟؟ ما لي لا أسمع كلمات الإيمان الراسخ تخرج من أفواهكنَّ ، ما هذا ؟؟
ألا تفهمن عن الله ، القضاء الإداري يحكم لأخواتنا بالمنصورة بدخول الامتحانات بالنقاب ، ولا يحدث ذلك لأخواتنا بالقاهرة ، ألا تفهمن الرسالة عن الله ؟؟ أين المخلصات ؟ أين الصادقات ؟ أين من يسمع دعاءها ؟ أين المستغيثات بربها ؟ أين المعتزة بنقابها ؟ أين القائلات : نقابي من ديني ، وديني لحمي دمي ، وإن حرقت أو مزقت .
يا أخواتي ...
تثبتن بالإنابة والتضرع والشكاية إلى الله :
قال تعالي: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ}
[الروم: 33]فالله يبتلى العبد وهو يحبه؛ ليسمع تضرعه ودعاءه
وقد ذم الله تعالى من لم يتضرع إليه، ولم يستكن له وقت البلاء كما قال تعالي : { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}
[ المؤمنون:71 ]
وقد أثنى الله تعالى عليهم حيث شكوا ما بهم إلى الله تعالى، قال موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: { رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}[ القصص:41 ]
فالله تعالى يبتلى العبد ليفتح له باباً من أبواب العبادة إلا وهو الدعاء : قال تعالى:{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر: 6]
فالعبد في أشد الحاجة إلى أن يسأل ربه حاجته، وأن يلجأ إليه عند كربه
قال تعالي:{ أ َمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }
[ النمل: 62 ]
فهذه بعض الأدعية والتي جعلها الله تعالى كاشفة للهموم والغموم :
(1) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: " اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حُزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحُزنه، وأبدله مكانه فرجاً"، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال:" بلي، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها "[ رواه الإمام أحمد والحاكم وصححه الألباني في الصحيحة 199]
وفي رواية: " فقولوهن وعلموهن، فإن من قالها التماس ما فيهن؛ أذهب الله U حزنه وأطال فرحه" .
(2) عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت " [ رواه الإمام أحمد وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد وهو في صحيح الجامع 3388 ]
(3) عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : " لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم"[ متفق عليه ]
(4) عن أسماء بنت عُميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أعلمك كلمات تقولينَهُنَّ عند الكرب أو في الكرب: الله ربي لا أشرك به شيئاً"[ رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ]
وعند الطبراني في الأوسط أيضاً عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : " يا بني عبد المطلب إذا نزل بكم كرب أو حمة أو جهداً أو لأواء فقولوا: الله الله ربنا لا شريك له."
(5) الصلاة على النبيr :
عن الطفيل بن أُبي بن كعب عن أبيه قال: كان رسول اللهr إذا ذهب ثُلثا الليل قام فقال:" يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه"، قال أبي: قلت: يا رسول الله: إني أُكثرُ الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ " ما شئت" قال: قلت: الربع، قال:" ما شئت، فإن زدت فهو خير لك"، قال: قلت: فالثلثين. قال:" ما شئت"، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كُلها، قال: " إذاً تُكفي همك، ويُغفَر لك ذنبك"[ رواه الإمام أحمد بسند حسن حسنه الألباني ]
وفي رواية لأحمد: " إذاً يكفيك الله ـ تبارك وتعالى ـ ما أهمك من دُنياك وآخرتك".
(6) عن أنس بن مالك t قال: قال رسول اللهr لأبي طلحة:
"التمس غلاماً من غلمانكم يخدمني، فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول اللهr كلما نزل فكنت اسمعه يُكثر أن يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجُبن والبُخل، وضلع الدين وغلبة الرجال"[ رواه البخاري ]
(7) عن أنس بن مالك t قال: كان النبيr إذا كربه أمر قال: " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث"[الترمذي بسند حسن ]
وعند الحاكم بلفظ: كان إذا نزل به هم أو غم قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث".
(8) عن أبي هريرة t قال: كان النبيr يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشفاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.[ متفق عليه ]
(9) عن معاذ بن عبد الله بن خُبيب، عن أبيه أنه قال : خرجنا في ليلة مطر وظُلمةٍ شديدة نطلب رسول اللهr ليُصلي لنا، فأدركناه، فقال : " أصليتم؟" فلم أقُل شيئاً، ثم قال: " قل" فلم أقل شيئاً، ثم قال:" قل" فقلت: يا رسول الله، ما أقول: قال: " قل: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تُمسي وحين تُصبح ثلاث مراتٍ تكفيك من كل شيءٍ"[ أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد بسند صحيح ]
(10) عن علي بن أبي طالب t قال : علمني رسول اللهr إذا نزل بي كرب أن أقول": لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين."
وفي لفظ: " ألا أعُلمك كلاماتٍ إذا قلتهن غُفر لك، على أنه مغفور لك، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين".[ في مسند الإمام أحمد بسند صحيح ]
بالله لا تضعفي ؟؟؟بالله لا تترددي ؟؟؟ بالله استمسكي واعتصمي ؟ ولسوف يعطينا ربنا فنرضى
__________________
رد مع اقتباس