الموضوع: محاكمة قاتلة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-25-2010, 05:21 PM
 
محاكمة قاتلة

وتجلسين امامي ،

ورغم وجودكِ الرتيب !

اِلا انني وحيد ،

لا نهائي الوحدة ،

وابدأ محاكمتكِ ،

واصدر الحُكم عليكِ ،

وانفذهُ بكِ في ساحةِ قلبي ،

وانتِ لا تزالين امامي ،

ترفعين اليّ من وقتٍ لآخر نظراتكِ الأليفة ،

وتحدثيني عن آخر صرعات الموضة !!!

واظل غارقاً بصمتي ،

وبفمٍ كمغارةِ ملح :

انطقُ صامتاً الحُكم عليكِ ،

حكمتُ عليكِ : - وشهودي الليل والقمر -

بالحرمان طوال الحياة من عشقي المتفجر ،

والحبس المؤبد في زنزانة حريتكِ .

وها انا ولأول مرة اراكِ بعينٍ محايدة ،

بعد ان كانت كل جوارحي ،

مواليةً لكِ ضدي ،

كلها كانت تتفنن بالشهادات الباطلة لصالحكِ

انظر اليكِ بحياد

لأول مرة ، اراكِ حقاً !

انتِ مسكونةٌ باللاشعور ،

وحتى حبي الذي كان اعصاراً

حولتِهِ انتِ الى جثة لا حياة فيها .

انا قنديل الحب المتوهج في ليل الغرباء ،

وانتِ تحبين على طريقة الفراشات !

وها هو الخمول يدبُ الى موقدنا الصديء ،

وبعد قليل

سينمو فطر اللامبالاة على رمادنا ...

صغيرتي : ان هذا الحب يحتضر

كأوزة نزفت كل عمرها

على شاطيء الضجر ،

نعم ، هذا ما تقولهُ انقاضُ عمائرنا ،

وراياتنا المنكسة والمحترقة ،

وحطام مراكبنا .

كيف لا اذبحكِ الف مرة ،

ثم اطلق الرصاص عليكِ

في ساحة قلبي ، كيف ؟

كيف اغفر لكِ

انكِ نقلتني من درجةِ الغليان الى ما دون الصفر ؟

كنتِ الضياء في روحي ،

وهاجسي ،

وفكري ،

وقلماً حبرهُ دمي ،

وكنتُ انا اطلق الصرخات بشكل زئيرٍ ترتعدُ منهُ الايام

مُدافعاً عنكِ

امّا الآن انا جالسٌ امامكِ ،

صامتاً ،

بارداً ،

متسائلاً :

كيف استطعتِ اغتيال صوتي ؟

وحبي اللاهب

كيف استطعتِ ان تحولي لهبهُ في فمي

الى قطعة جليدٍ متصلدة ؟ .

وبينما لا تزالين امامي ؛

يصيرُ الحُكم قطعياً ،

دون ان تدرين ان العقارب تغلي تحت ابتسامتي الباردة ،

واني احقد عليكِ حقداً شاسعاً وازلياً ،

لأنكِ وحدكِ ، ووحدكِ فقط من استطعتِ قتل حبي لكِ !!

تُرفع الجلسة !!!! ؟؟؟؟ .



ملاحظة مجازية :
(الحبيب هو المخلوق الوحيد الذي يمتلك الحق بان يحاكم ويشهد ويُنفذ الحكم بحق حبيبه حتى لو كان الاعدام) .
__________________
يعربي انا

قد سألت البحر يوماً :

هل أنا يابحرُ منكا ؟

هل صحيحٌ مارواهُ بعضُهُم عني وعنكا ؟

ام تُرى ما زعموا زوراً وبهتاناً واِفكا ؟

ضحكت امواجهُ مني وقالت :

لست ُ ادري .