عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-17-2009, 12:33 PM
 
رواية (( روبنسون كروزو )) للكاتب دانييل ديفو

بسم الله الرحمن الرحيم ... إنني أتشرف بتقديم هذه الرواية المكتوبة لأعضاء منتدى عيون العرب الكرام , وأتمنى منهم التفاعل وإضافة الردود المشجعة , والتي يعرف الجميع قدرها بالنسبة لكاتب الرواية ... لقد انتهيت من كتابة رواية (( الآمال الكبيرة )) للكاتب " تشارلز ديكنز " وأتمنى أن أكون وفقت في كتابتها وتقديمها للمنتدى ... وإنني أتشرف بأن أنزل الرواية التالية وهي رواية (( روبنسون كروزو ))
وأترككم مع الرواية : -

من يريدها رابطاً للتحميل : ـ
اضغط هنا للتحميل


روبنسون كروزو

الفصل 1
روبنسون كروزو يذهب إلى البحر

ولدت في سنة 1632 في مدينة يورك , من عائلة جيدة . كان أبي قد أصبح ثرياً جداً كتاجر وتزوج أمي التي كان اسم عائلتها روبنسون . كان اسم عائلة أبي كرويتزناور , لكننا ندعو أنفسنا دائماً كروزو . هكذا أصبح اسمي روبنسون كروزو .
قدم لي أبي تعليماً جيداً وأراد مني أن أصبح محامياً . كان قلبي قد استقر على أن أذهب إلى البحر , ولم يستطع أي شيء كان باستطاعة والدي أو أصدقائي قوله أن يغير عقلي . ذات صباح , ناداني أبي إلى غرفته وتكلم إلي بجدية عن مستقبلي . أخبرني بأنني إذا بقيت في البيت فإنني سأحصل على كل ما أريده . حذرني من أخطار الحياة في البحر وطلب مني ألا أفكر في ترك الوطن بعد ذلك . لفترة طويلة من الوقت , اتبعت نصيحته , لكن بعد أسابيع قليلة عادت إلي الرغبة في المغامرة . فقررت ذات يوم أن أهرب من البيت .
بعد حوالي سنة حللت ميناء هَل البحري . كان أحد أصدقائي سيذهب إلى لندن في إحدى سفن أبيه . أقنعني في أن أذهب معه , قائلاً بأن الرحلة لن تكلفني شيئاً . لم أخبر هذه المرة حتى والدي بأنني سأسافر , لكن في سنة 1651 ركبت السفينة التي كانت ستسافر إلى لندن .
لم نكد نخرج من المرفأ حتى بدأت الريح تهب والأمواج ترتفع . لأنني لم أكن في البحر من قبل أبداً , بدأت أشعر بالمرض والخوف . قررت أنني إذا وصلت بأمان إلى البر ثانية , فلن أذهب إلى البحر وسأعود إلى البيت مباشرة .
بعد يومين كان البحر هادئاً وخفتت الريح . نمت جيداً أثناء الليل , وفي الصباح شعرت بأنني أحسن وأسعد حالاً . جاء صديقي ليراني ويضع يده على كتفي .
سأل : " حسناً يا بوب , كيف حالك ؟ لابد أنك خفت في الليلة الماضية حين واجهنا ذلك القليل من الريح . "
أجبت : " تدعوها القليل من الريح ؟ كانت عاصفة رهيبة . "
أجاب صديقي : " عاصفة ؟ هل تدعو هذه عاصفة ؟ لماذا , كانت لا شيء على الإطلاق . أعطنا سفينة جيدة وبحراً صافياً ونحن لا نفكر بشيء عن ريح ضعيفة مثل تلك . سرعان ما ستنسى هذا . أنظر أي طقس جيد لدينا الآن . "
ظللنا في البحر ستة أيام حين أتينا إلى يارماوث . كانت الريح تأتي من الاتجاه الخطأ , لذلك أُجبرنا على أن ننزل المرساة , وننتظر خارج المرفأ . بعد أن انتظرنا أربعة أو خمسة أيام أصبحت الريح أقوى مرة أخرى , لكن القبطان لم ير أي خطر . في يومنا الثامن في يارماوث كان البحر عالياً جداً لدرجة أن موجات عديدة سعدت فوق جنب السفينة . أمر القبطان أن تنزل مرساة أخرى كي لا ننجرف بعيداً . بدأ الكل يخافون .
في المساء أصبحت الأمواج أعلى من أي وقت آخر ووصلت إلى فوق على جانب السفينة كل دقيقتين أو ثلاث . في البداية , كان على البحارة أن يستخدموا فؤوسهم لقطع سارية السفينة الأمامية . عندئذ أصبحت السارية الرئيسية مرتخية وكانت تهز السفينة كثيراً جداً حتى كان يجب أن تنزع وتقطع أيضاً .
كانت لنا سفينة جيدة , لكنها كانت تحمل حمولة ثقيلة . إضافة إلى الحمولة الثقيلة كان هناك ثقل الماء الذي صعد إلى جانب السفينة . نزلت السفينة أسفل فأسفل في الماء . وفي منتصف الليل كان هناك خمسة أقدام من الماء في قاع السفينة . أُمر الكل بأن يعملوا على المضخات لضخ الماء وإخراجه , وانضممت إلى العمل بأفضل ما أستطيع .
بدأ القبطان في إرسال إشارات طلباً للنجدة . بعد بعض من الوقت أرسلت منارة عائمة قارباً ليحاول مساعدتنا . لم يستطع القارب أن يصل إلى مسافة قريبة منا إلى أن رمى رجالنا حبلاً طويلاً . بالتجديف بجدية أصبح الرجال من المنارة العائمة قادرين على أن يمسكوا بنهاية الحبل . عندئذ أصبحنا نحن قادرين على أن نسحبهم إلى جانب سفينتنا وصعدنا كلنا إلى قاربهم . اتجهنا إلى الشاطئ , لكنها كانت رحلة بطيئة جداً , فقد أخذنا البحر إلى الشاطئ تماماً . أخيراً رسونا قرب بلدة كرومر , وهنا وصلنا كلنا إلى شاطئ البحر بأمان .
حالما حططنا على الشاطئ , بدأنا نمشي نحو بلدة يارماوث , عوملنا هنا بلطف شديد وأُعطينا ملابس جديدة ونقوداً كافية لتأخذنا إما إلى لندن أو إلى بيوتنا . لو منت واعياً , لعدت إلى ميناء هَل ومن هناك ذهبت إلى بيتي في يورك . لكن شيئاً دفعني إلى الأمام وجعلني أقرر أن أستمر بمغامرتي . هكذا , ذهبت إلى لندن ...

يتبع ...