عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-07-2009, 07:14 PM
 
الاستعمار البرتغالي

الاستعمار البرتغالي الغزو البرتغالي والمنطقه الاستعمار البرتغالي استعمار برتغالي احتلال البرتغال استعمار برتغالي غزو البرتغال




ان الاكتساح البرتغالي لعمان ودول الخليج الأخرى أدى إلى سقوط الأنظمة المنهارة التي لم تستطع إيقاف ومقاومة ذلك الاكتساح ، مما أدى بالتالي إلى ظهور حركات شعبية وتحركات سياسية ثورية أدت إلى الإطاحة بالأنظمة القديمة ، وقيام دول وإمارات جديدة أخذت على عاتقها محاربة الغزاة ، كما حدث في سقوط دولة بني نبهان في عمان وقيام الدولة اليعربية التي سيقدر لإبطالها أن يستأصلوا شأفة الاستعمار الأوربي في الخليج وأفريقيا . وكما حدث أيضاً من ظهور أحلاف عشائرية وتجمعات سياسية لها صفة شبة رسمية كإمارات على خريطة المنطقة كزعامة آل بوفلاح على بني ياس في أمارة الظفرة التي هي إمارة أبوظبي الآن . وكذلك ظهور الزعيم كايد ابن عدوان ( ويسمى كايد بن حمود أيضاً ) ومعه الحلف القاسمي في جلفار التي هي رأس الخيمة الآن وامتداد حلف القواسم على طول الساحل العربي إلى الشارقة .
وظهور تجمع عشائر النعيم في المنطقة بقيادة الفخذ الحاكم آنذاك وهم آل بو شامس وظهور بقية الزعامات والإمارات لتمثل القيادات الشابة الرائدة لجيل ما بعد الاستعمار البرتغالي إي عهد الاستقلال .
ولذلك فأننا سنبتديء هنا في أخبار العام 1507 الميلادي وهو العام الذي نزلت فيه قوات أوربية برتغالية لأول مرة في التاريخ على أرض عمان والساحل العربي في الخليج .
ولا بد قبلها من ذكر الأسباب والموجبات التي أدت بالبرتغاليين أن يحتلوا المنطقة ، ففي عام 1492 الميلادي سقطت مملكة غرناطة العربية بيد الأسبان ، وقد فكر البرتغاليون بأنهم إذا التفوا بحرا حول أفريقيا فإنهم سيصلون إلى الهند ، وإنهم بذلك يحققون هدفين في آن واحد ، هدف تجاري بترويج بضائعهم واستعمارهم لأمم وشعوب أخرى ، أما الهدف الأخر فكان دينيا وهو التبشير بالمسيحية وتطويق العالم الإسلامي بنشر المسيحية في الشرق الأدنى والهند .
وفي يوم 8 تموز سنة 1497 الميلادي أبحر الملاح البرتغالي فاسكو دي غاما من البرتغال والتف بسفنه حول الرجاء الصالح ووصل إلى ساحل أفريقيا الشرقي ، وأرست سفنه مراسيها في سواحل غينيا الحالية في موانئ كيلوا وممباسة وغيرهما ، وهناك كان فاسكو دي غاما يقف حائرا لا يعرف كيف يتوجه بسفنه إلى الهند ولا حتى أين تقع الهند ، إلا انه لم يترك الوقت يمر سدى فلقد لاحظ ان البضائع الهندية تغمر المنطقة كلها وان التجار العرب والسفن العربية يجولون البحار ، وراح يضع الخطط والدراسات الاقتصادية عن الفوائد التي ستجنيها البرتغال إذا ما تمكنت من السيطرة على المنطقة ، ثم انصرف إلى التبشير بالمسيحية في أوساط الناس هناك وبلغ به التعصب أنه أمسك بسفينة عربية تقل مائتي حاج في طريقهم إلى مكة فأمر بعودتها بعد أن أحرق قبطانها وهو حي .
وتشاء الأقدار ان تنقذ فاسكو دي غاما من حيرته عندما التقى ببحار عربي كان يمتلك سفينة ويتاجر بالبضائع بين موانئ الشرق الأقصى والهند والخليج العربي فسواحل أفريقيا ، وكان ذلك البحار هو شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي النجدي المعروف بابن ماجد المولود في جلفار رأس الخيمة . وفي ممباسه كان ابن ماجد يطلع دي غاما على مخطوطاته في علم البحار وأراجيزه وقصائده في وصف المسالك والطرق وخرائط البحار . ثم شاهد دي غاما مخترعات ابن ماجد البحرية فاعجب به وطلب إليه ان يكون دليله في رحلته إلى الهند ففعل . ووصل البرتغاليون إلى الهند ولما عاد فاسكو دي غاما إلى لشبونة قدم تقريره إلى الملك مانويل الأول ملك البرتغال الذي قرر ان يسيطر على تجارة الهند وفارس وبلاد العرب وذلك بالسيطرة على مداخل البحر الأحمر وشواطئ أفريقيا الشرقية ثم الموانئ العربية الجنوبية وإحكام السيطرة على هرمز بعد ذلك ، فأصدر تعليماته إلى أحد قواده المسمى فرانسيسكو دي الميدا بالتوجه إلى الهند واحتلال موقع متقدم في سواحلها الغربية المواجهة لبحر العرب والسواحل العربية فقام دي الميدا باحتلال مدينة ( غاوا ) الهندية .
وفي عام 1506 الميلادي شبت ثورة قام بها الهنود ضد دي الميدا ويقال ان هذه الثورة تمت بمساعدة السلطان سليم الأول سلطان تركيا وان عناصر من الخليج العربي قد ساعدت في الثورة المذكورة ، فلما وصلت أنباء الثورة إلى مسامع الملك البرتغالي قرر أن يرسل نجدة إلى دي الميدا فاختار القائد ( افونسو دي البوكيرك ) الملقب بالعظيم .
وكان من جملة الأوامر المعطاة إليه هي احتلال عمان والسيطرة على هرمز ومن ثم السيطرة على الموانئ العربية على الخليج ، فإحكام القبضة على مدخل الخليج العربي .
وهكذا ففي أوائل عام 1507 الميلادي أبحر ( البوكيرك ) بخمس سفن حربية حمولة كل واحدة منها مائة مدفع وعدد كبير من جنود المشاة وجنود البحرية وغيرهم . وعندما وصلت الحملة إلى عمان قرر البوكيرك ان يهاجم ميناء قريات أولا ، ولما كان الميناء المذكور يقع في مواجهة جزر كوريا موريا فان البوكيرك توقف هناك وباغت 14 سفينة عربية وقام بتدميرها ثم اتجه نجو جزر كوريا موريا وباغت أيضاً جزءا من الأسطول الإيراني هناك فدمره ، ثم توجه نحو مسقط فدخلها وانتشرت قواته إلى صحار ، وقد ارتكب البوكيرك أبشع مجزرة في ميناء خورفكان فعندما وصلت سفنه إلى هناك وقفت بمواجهة الساحل ولاحظ البوكيرك أن أعدادا غفيرة من السكان قد تجمعت على الشاطئ وعليها مظاهر الحركة والمقاومة فقرر ان يوفد رسولا منه إليهم بالتسليم صباح الغد وبعكسه فانه سيقصف المدينة . وما أن انبلج صباح اليوم الثاني حتى لاحظ القائد البرتغالي المظاهر المسلحة على الشاطئ كما لاحظ ان جماعات كبيرة من الفرسان والهجانة قد احتشدوا هناك ، كما رصد ان هناك تحصينات على سور المدينة وان مجموعات من المسلحين قد اتخذت مواضع دفاعية لها في الجبال المحيطة بخورفكان ، وحوالي الظهر باشر عرب المنطقة بقرع الطبول وإنشاد أهازيج الحرب ، فأمر البوكيرك مدفعية السفن بفتح النيران على الحشود المجتمعة وكذلك على أسوار المدينة .
وبعد قصف رهيب من مئات المدافع البرتغالية نزل الجنود واقتحموا المدينة وهم يقتلون كل من يصادفونه واستبيحت المدينة لمدة يومين كاملين ، وفي اليوم الثالث نزل البوكيرك من على ظهر السفينة فوجد ان هناك عددا كبيرا من الأسرى لازالوا أحياء من جملتهم أحد أمراء الجبور من حكام المنطقة وأوشك البوكيرك أن يصدر أوامره بإعدام كافة سكان المدينة لولا تدخل الأمير العربي الذي حاجج البوكيرك وأهدى إليه كتابا بالفارسية للشاعر نظام وعنوانه ( اسكندر ناماه ) فعفا عنه البوكيرك وعفا عن أفراد الشعب ولكنه أمر بجدع أنوفهم وأذانهم . ثم التفت إلى المدينة وأمر بإخلائها من السكان ثم احرق جميع مبانيها . وفي الطريق إلى هرمز كتب افونسو البوكيرك وهو يصف مدينة خورفكان قائلا : " إنها مدينة واسعة وبلدة ذات مساكن جميلة جدا ، يعيش فيها عدد من التجار الهنود من بلدة كجرات الهندية ، وهم ميسورو الحال ، وفي وسط المدينة يوجد إسطبل كبير للخيول . أما ضواحي المدينة ففيها مساكن مبنية بالحجر الصوان وتكثر حولها مزارع البرتغال والليمون والتين وجميع أنواع النخيل .
وهكذا ترك هذا السفاح ورائه تلك المدينة الجميلة باعترافه هو نفسه وقد احترقت وأنتنت من جثث القتلى وتشوهت إشكال رجالها المجدوعي الأنوف والأذان .
وبينما كان البوكيرك في طريقه لاحتلال هرمز كانت قوة برتغالية قد وصلت إلى الساحل الإفريقي بقيادة البدرو الفايرز كابرال ، وأكملت احتلال الساحل الإفريقي واتخذت من ممباسه قاعدة لها .
وفي جزيرة هرمز الواقعة في أول أبواب الخليج كان الحاكم هناك الشيخ سيف الدين الذي فوجئ بالهجوم البرتغالي عليه فهرب إلى داخل إيران فدخلها البوكيرك وبنى قلعة تسيطر على المدخل تماما وأسماها ( نوسا سينورا دي فكتوريا ) والى عام 1515 الميلادي كان البرتغاليون قد مدوا سيطرتهم إلى البحرين وساحل قطيف الذي كان تحت سيطرة ضباط برتغاليين أيضاً .
ولكن ما أن حل عام 1522 الميلادي حتى حدثت أول ثورة خليجية ضد السلطة البرتغالية إذ اتفق أهل الخليج عربا وفرسا على القيام بالثورة فكانت هرمز أحد مراكز الثورة ، حيث اتفق احد الأمراء الفرس مع الأميرين العمانيين محمد بن مهنا الهديفي وعمير بن حمير على التنفيذ وقاما بالاتصال مع زعيم القطيف ، وكان الأمير مقرن بن أجود بن زامل الجبري للتنسيق معه وإعلان الثورة . وفي الثلاثين من شهر نوفمبر اندلعت الثورة الخليجية ، إلا انه يبدو أن التنسيق كان مفقودا بين رجال الثورة إذ اختلف ثوار عمان مع ثوار هرمز فتشتت شمل ثوار هرمز والقي القبض على محمد بن مهنا وأعدم في بلدة صحار ، أما ثائر القطيف الأمير مقرن فقد تم إعدامه في الإحساء أيضاً . وهكذا أحكمت البرتغال قبضتها على المنطقة وبقى الشعب في حيرة ينتظر المنقذ ... فمن عساه يكون .. ؟
من ناحية أخرى كانت الخلافة الإسلامية قد انتقلت إلى استانبول بيد بني عثمان الأتراك ، واهتم الأتراك بصفتهم حماة الإسلام بأمر الخليج العربي الذي يزرح تحت وطأة الاستعمار البرتغالي . كما ان الشاه إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية في فارس قد ظهر في ذلك الوقت إلا انه لم يحدث تنسيق بين الدولتين المسلمتين العثمانية التركية والصفوية الفارسية لتوحيد الصفوف لمقاومة الاحتلال البرتغالي في الخليج .
ومرت السنون وكان كل ما فعلته تركيا هي أنها أوعزت إلى أحد ضباط بحريتها وأسمه ( بيري بيك رئيس ) وكان يشغل منصب قبودان مصر ، أي قائد القوات البحرية في مصر أن يتوجه إلى مسقط لضرب البرتغاليين هناك ، وعلى الرغم من أن بيري بيك توجه إلى مسقط وتمكن من احتلالها إلا إن ذلك كان لفترة قصيرة إذ انسحب بعدها بدون أن تؤثر تلك العملية على استراتيجية المنطقة أو تخفف من النفوذ البرتغالي .
رد مع اقتباس