عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-24-2009, 10:01 AM
 
الرحمة في القرآن :وما ارسلناك الا رحمة للعالمين

بسم الله الرحمن الرحيم

الرحمة في القرآن وما ارسلناك الا رحمة للعالمين



عبد الله حجازي- لن نقدر - فيما اعتقد ان نحيط بالابعاد التي حملتها الرحمة كما قدمتها نصوص قرآنية عديدة، ذلك لأن الرحمة كما جاءت بها هذه النصوص هي رحمة الله وهبها لمخلوقاته، فجاءت كما ارادها الاكثر احاطة والابعد شمولا والاعمق امتدادا، حتى نكون على ما يجب ان تكون صفات الله الرحيم، وبحيث تكون على حجم عطاء الله الرحمن، وبحيث تحقق ما كانت عليه حقيقة رحمتي وسعت كل شيء والقاصد للبحث عن كامل ما قدمته الرحمة من معان في القرآن، او ما رسمته صفات الله تعالى الرحمن وكذلك الرحيم لن يقدر فيما اعتقد على بيان شاف يقدر ان يحيط بما حملته هذه الكلمات الثلاث.
وحين نتتبع مسارات الرحمة في النص القرآني، نقرأ بوضوح، انها بداية كانت هبة من الله تعالى تقف في موقع متقدم من آلاء الله تعالى وانعمه على خلقه، يمكن لنا ان ندرك مكانتها، لو تخيلنا كيف ستكون عليه حال الحياة الدنيا، بدون هذه الرحمة التي انزلها الله تعالى علينا، والتي جاءت جزءا من مائة جزء، قسمها الله تعالى، وابقى تسعا وتسعين جزءا كي يرحم بها مخلوقاته في الحياة الآخرة، التي نسأل ايضا كيف سيكون عليه حالنا، لو غابت هذه الرحمة عنا هناك ايضا.
ابعد من هذا، يذهلنا اكتشاف، كيف يمكن ان تكون عليه الحياة، لو جاءت رحمة الله تعالى على وجد واحد وحيد، ولم يجعلها عز وجل على هذه الانماط والاشكال والاحوال المتعددة، التي دلت عليها الدلالات الواسعة الممتدة للفظة الرحمة التي تنوعت حتى شملت نواحي عديدة من الحياة، لو تفكرنا في عددها وتمعنا في عديدها لاكتشفنا كم هي رحمة الله تعالى واسعة، بأن جعل رحمته على هذا التعدد من الوجود، هي رحمة احاطت بالذنب صغيره وكبيره وعظيمه يسقطه الله ووصلت حد ان جعل النملة تجر رزقها لمجرد ان تتجول في مساحة من الارض، ابعد من هذا ان تجد طريقها الى بيتها ذهابا وايابا.
اما الابعد دلالة والاكثر امتدادا والاعمق اثرا في حياتنا، فهو هذه الرحمة العظيمة التي جسدتها نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ورسالته التي حملها الله تعالى له لينقلها الينا بما اشتملت عليه وبما نقله القرآن الكريم الذي حدثنا باسهاب عن رحمة الله تعالى، هكذا جاء محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ليكون واحدا من عظيم اوجه الرحمة من الله للعالمين جميعا، هذه الرحمة التي بها كان ان عرفنا الله تعالى، ومن ثم عرفنا صفاته، التي جاءت الرحمة فيه كي تعلمنا ان الله تعالى رحمن وهو رحيم.
وحين يقول التنزيل وما ارسلناك الا رحمة للعالمين في الآية 107 من الانبياء، فان النص يقدم لنا دلالة اخرى وشكلا آخر من دلالات واشكال الرحمة كما ارادها الله تعالى، وجعلها تتسع لكل شيء على اطلاع معنى لفظة شيء التي تشمل كل ما يمكن ان يحوزه الكون من مادة او معنى، جعله الله تعالى كله، في مجال الرحمة، لا بل ان العديد منه انما كان لأن الله تعالى وهب مخلوقاته رحمة.
ان العالمين التي جعل الله تعالى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لها، شملت كل ما هو مخلوق الى كل ما جعله الله بعد ان قال للكون كن.. فكان.. والله اعلم..



رد مع اقتباس