عرض مشاركة واحدة
  #171  
قديم 11-11-2009, 09:19 PM
 
~~

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد :

مر معنا في المحاضرات الماضية بسط القول في الآية الأولى من سورة الكوثر
على ما تيسر فيه البحث بدقائقها الفريدة ..
وقد ذكرنا انه لما ذكرت العطية على وجه يستوجب الثناء شكرا و ذكرا
..قال ربنا:*فصل لربك وانحر*
والفاء تأتي في اللغة للترتيب والتعقيب..
و مما يوحي به المعنى المقتضى من إرادة الشكر على عطاء الكريم..
هو العطاء لعيال الكريم..
وهذا غاية في الجميل..
وحبذا لو كان هذا الشكر مقرونا بتلقي وعد العطية..
لأنك تتلقى الوعد ممن لا يخالف الوعد..
وهو الله الخالق الكريم..
لذلك عندما أعطى الله نبيه عطاء الكريم..
أمره أن يتمثل الشكر على السرعة
في شيئين:
1- الصلاة لله في قوله: فصل لربك- وهو أمر لازم للوجوب..
إلا أن اقتران الصلاة بالرب يوجب النظر في السر المصاحب..

فمن معاني الرب: السيد المالك المصلح
يقول الإمام ابن المنير:
وربنا مالكنا و السيد بملكه ممدح ممجد

والعبرة أن تكون الصلاة من اصل التربية للتربية…
وذلك لا يتحقق إلا بشرطين
: أ- أن تكون الصلاة بإخلاص لله..
وذلك يتأتى بتحقيق الخشوع و اطراح زوائد الفكر و النظر..
ب- أن تكون وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم..
وذلك يتحقق بامتثال السنة و عدم البدعة..

ولو انك تأملت قول
الله تعالى: اقرأ باسم ربك الذي خلق
لرأيت أن اصل العلم هو التربية
و فرع التربية الكرامة.
ففيه معنى اقرأ لتتربي فتكرم..
والحق أن الإنسان لا ينال من الكرامة
إلا بقدر ما علم من الحق.
وقول الله تعالى: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر..
فان الصلاة التي تنهى
هي التي يقيمها الإنسان
بدليل أن الألف و اللام في الصلاة الثانية للعهد السابق
بمعنى أن الصلاة التي أقمتها تنهاك عن الفحشاء و المنكر ..
وتتحقق الإقامة بتحقق الذكر..
وحيثما خلت من الذكر فلا إقامة.
والإقامة أن يكون الخشوع مورد الصلاة فيه..

والخشوع في مجمله ثلاث مراتب:
- إجلال المقام
- جمع الاهتمام
- الانصراف التام

وما أجمل أن تصلي لله تعالى رباً..!

والحمد لله رب العالمين

~

__________________
..

المغالطة الرابعة
في فهم قوله تعالى :"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

المحاضرة العشرون

..