عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-04-2009, 11:01 PM
 
Thumbs up 33- باب قول الله تعالى: وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ( )

33- باب قول الله تعالى:
}وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{([1])
س: ما معنى هذه الآية وبين مناسبتها لكتاب التوحيد؟
جـ: يقول تعالى إن كنتم مؤمنين بالله ومصدِّقين به فلا تعتمدوا في جميع أموركم إلا عليه وحده.
ومناسبة الآية لكتاب التوحيد: أن التوكل على الله عبادة يجب إخلاصه لله فصرفه لغيره شرك ينافي التوحيد.
س: عرف التوكل واذكر أنواعه مع بيان حكمها وما علاقته بالإيمان؟
جـ: التوكل هو الاعتماد والتفويض وهو أربعة أنواع:
1- التوكل على الله في جميع الأمور من جلب المنافع ودفع المضار وهو واجب ومن شروط الإيمان.
2- التوكل على المخلوقين في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله كالتوكل على الأموات والغائبين ونحوهم من الطواغيت في رجاء مطالبهم من نصر أو رزق أو حفظ فهذا شرك أكبر ينافي التوحيد.
التوكل على الأحياء الحاضرين كالتوكل على الأمير والسلطان ونحوهم فيما أقدرهم الله عليه من رزق أو دفع أذى ونحو ذلك فهذا نوع شرك أصغر.
توكيل الإنسان غيره في فعل ما يقدر عليه نيابة عنه كالبيع والشراء والإجارة فهذا جائز ولكن لا يقول توكلت عليه بل يقول وكلته فإنه لو وكله فلابد أن يتوكل في ذلك على الله سبحانه وتعالى. #
قال تعالى: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{([2]).
س: اشرح هذه الآية واذكر الشاهد منها للباب وما الذي يستفاد منها؟
جـ: وصف الله المؤمنين في هذه الآية بصفات حميدة وصلوا بواستطها إلى حقيقة الإيمان وكماله:
1- أنهم إذا ذكر الله وجلت قلوبهم أي خافت فأدوا فرائضه وتركوا ما نهاهم عنه.
2- أنهم يعتمدون على الله وحده ويتوكلون عليه ويفوضون أمورهم إليه، وهذه الصفة هي الشاهد من الآية للباب.
3- أنهم إذا تليت عليهم آيات الله ازداد إيمانهم وتحقق يقينهم.
4- أنهم يقيمون الصلاة ويأتون بها على الوجه الأكمل بأوقاتها وواجباتها وشروطها وأركانها.
5- أنهم ينفقون مما رزقهم الله من أموالهم النفقات الواجبة والمستحبة.
وبهذه الخصال الخمسة نالوا الجزاء الأوفى والدرجات العلى والمغفرة والرزق الكريم في جنات النعيم.
وتفيد الآية: أن الإيمان يزيد بالطاعة كما أنه ينقص بالمعصية.
س: كيف رتب هذا الجزاء على هذه الأعمال الخمسة دون غيرها من الواجبات؟
جـ: لأن هذه الأعمال مستلزمة لفعل الواجبات وترك جميع المحرمات. #
قال تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{([3]).
س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها للباب؟
جـ: يقول تعالى مخاطبًا لرسوله محمد r: الله كافيك وكافي أتباعك من المؤمنين فلا تحتاجون معه إلى أحد.
ومناسبة الآية للباب: هي أنه إذا كان الله هو الكافي لعبده وجب أن لا يتوكل إلا عليه.
قال تعالى: }وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ{([4]).
س: ما معنى هذه الآية؟ وما الذي تدل عليه؟ وهل التوكل ينافي القيام بالأسباب أم لا؟ علل لما تقول؟
جـ: معنى الآية: أن من يعتمد على الله فهو كافيه وتدل على فضل التوكل وأنه من أعظم الأسباب في جلب المنافع ودفع المضار. والتوكل لا ينافي القيام بالأسباب لأنه من جملة الأسباب المأمور بها شرعًا فترك الأسباب المأمور بها قادح في التوكل.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «}حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{ قالها إبراهيم r حين ألقي في النار وقالها محمد r حين قالوا له }إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{» رواه البخاري والنسائي.
س: ما معنى }حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{واذكر شيئًا من فضل هذه الكلمة؟ جـ: معنى }حَسْبُنَا اللَّهُ{ كافينا ومتول أمورنا فلا نتكل إلا عليه }وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{ أي نعم الموكول إليه والمعتمد عليه.
من فضل هذه الكلمة العظيمة أنها قول الخليلين عليهما الصلاة والسلام في الشدائد وجاء في الحديث «إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل»([5]).
والله أعلم وصلى الله على محمد.
***#



([1]) سورة المائدة آية (23).

([2]) سورة الأنفال آية (2).

([3]) سورة الأنفال آية (64).

([4]) سورة الطلاق آية (3).

([5]) قال السيوطي رواه ابن مردويه ورمز لضعفه.
رد مع اقتباس