الموضوع: لو أنت صديقي ..
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-27-2009, 08:38 PM
 
لو أنت صديقي ..

بسم الله الرحمن الرحيم


- يصعب على رجال احتكروا تفسير العلاقات الانسانية على مقاسات مخيلاتهم الضيقة فهم تعقيد وحميمية الصداقة بين الرجل والمرأة في غير الاطار المحفور في الذاكرة الجمعية الذكورية المتمركزة في الجنس ليس الا .
فثمة رابط ولا اقوى يجمع بين الكثير من الرجال والنساء تحت مظلة صداقة حقيقية منزهة عن أي مصلحة لحظية قد تفجرها نوازع شهوانية تتبعها انات من ندم لا تشفع معها محاولات ترميم او اعادة توثيق ما قام اصلا على الود والاحترام واعتبار الصديق الاخر مرآة ولسان حال يشتكى اليه ويتظلم له في السراء والضراء .
ومن وحي هذه الروحية يسمو الاربعيني اياد في علاقاته مع صديقاته من النساء منطلقا من احترام عقولهن وطرق تفكيرهن بعيدا عن أي مصالح جسدية قد تشوه شفافية المشهد ونبل العلاقة معتبرا ان صداقة النساء ممكنة بل وتثري العلاقات الانسانية بروابط اكثر ديمومة وقوة من تلك التي يخلط فيها البعض بين الصداقة والحب الملون بشهوة الجنس .
ويخالفه ابو زيد ، موظف قطاع عام ، حين يرى ان الرجال والنساء لا يمكن أن يصبحوا أصدقاء، وهذا مرده إلى الفترة الزمنية التي كانت تلازم فيها النساء البيوت بينما يذهب الرجال إلى العمل ولا يلتقيان الا في العلاقة الجنسية .
بيد ان الزمن تغير وفقا لرولا الطرزي ، الموظفة في احدى الشركات الخاصة ، اذ تقول : ان الرجال والنساء الآن يتشاطرون الاهتمامات بحكم خروج المرأة الى العمل وتجاوز منحنيات العلاقة بينهم التي كانت انحصرت في الشق الجسدي في العصور السابقة لتتطور الى علاقة روحية سامية في اطار من الزمالة والاخوة والشراكة المبنية على اسس متينة .
و سئل احدهم : كيف تصف لنا الصديق ، فحصر وصفه له بانه المعالج النفسي الذي لا يتقاضى اجرا ، ملخصا اهمية الصديق سواء اكان امرأة او رجل كمرجع ومخفف للام والصدمات النفسية . وتتساءل الخمسينية ليلى ، ربة بيت ، اين الرجال من هذه الصفات في هذه الايام ، انا مع صداقة الرجل وافضلها على النساء خاصة الغيورات منهن ، ولكن من هو الرجل الذي يجيد الفصل بين الصداقة والرغبة الجنسية ، مستدركة انا استطعت الاحتفاظ بصديق في الماضي ولكن الوقت كان كفيل بكشف اوراقه حيث بدأ يخلط العام بالخاص ويسرق من الحروف النقاط التي كنت وضعتها واياه في السابق لتحديد مستوى العلاقة التي اردتها صداقة سامية فحسب .
صداقة الرجال بالنساء تظل اقوى واعمق واصدق منها بين النساء : هذا ما اقرته امرأة فضلت عدم ذكر اسمها حتى لا تفهم خطأ كما تقول ، لتوضح : غالبا ما تنتهي صداقاتي مع النساء بسبب الغيرة او الحسد او سوء الفهم ، ولكنها مع الرجال اقوى لان المنافسة في اطار سياقات المرأة واهتماماتها مفقودة وبالتالي فان الانتقال من مرحلة الى اخرى في العلاقة باتجاه تحولها الى اكثر جدية والتزاما متوفرة وتعترف : بصراحة انا لا احتفظ في ذاكرة هاتفي الخلوي الا بارقام لاصدقائي من الرجال الذيم هم بمثابة اخوتي واقرباء لي وبعضهم من زملائي في العمل، ولا اجد أي حرج في ذلك لاني واثقة من طبيعة تلك العلاقات ومداها ومن قدرتي على ترجمة معنى الصديق الحق .
وترى رجاء الجبوري ، ربة بيت ، ان المجتمعات الشرقية ليست جاهزة بالقدر المراد لتقبل صداقة الرجل بالمرأة حيث تواجه مثل هذه الصداقات الكثير من الشك والغمز والتساؤل الذي مفاده غالبا : هل أنتما.. ويعترف امجد ، ويعمل محاسبا ، بانه لا يستطيع رؤية الخيط الرفيع بين الصداقة والحب ليقر بانه كثيرا ما تعرف على صديقات تحولت علاقته معهم لاحقا الى حب رغم محاولات ضبط مشاعره ، مؤكدا ان لا صداقة بين الرجل والمرأة انطلاقا من اننا كبشر لا يمكن لنا ضبط ايقاع مشاعرنا والتحكم بها بل واقتيادها الى تصنيف العلاقة على اساس هذه حبيبتي وتلك صديقتي معلقا ، هذا لا يحدث معي ابدا . وتتمترس منال ، وهي طالبة جامعية ، بالعادات والتقاليد الشرقية التي ربما لاتتيح الاعتراف الصريح بوجود الصداقة بين الرجل والمرأة كالتي نراها في بعض البلدان الاجنبية او العربية ذات الطابع التحرري منوهة الى ان الرجل الشرقي يدعي قدرته على اقامة علاقات صداقة مع النساء ويشرعها لنفسه فيما يحرمها على زوجته او شقيقته تحت ستار التقليد والعادة .
وتظهر علاقات الصداقة بين الرجل والمرأة في العالم العربي جلية في اطار من الزمالة بين الموظفين او في الجمعيات والمراكز وغيرها بحسب استاذ علم الاجتماع الدكتور عبد العزيز الخزاعلة الذي يؤكد ان ثمة رابطا قويا بين الرجال والنساء اذا بني على اساس من الصداقة والتفاهم ، ذلك ان نطاق العمل يسمح بالاخذ والرد والتحدث امام الجميع بكل صراحة ودون أي مواربة ما يولد تربة لنمو العلاقات على اساس عام وليس على اساس خاص .
ويقول انه كلما توثقت العلاقات الانسانية بين الرجل والمرأة في اطار الصداقة كلما اسهمت في تكريس بنية مجتمعية صالحة اساسها التفاعل والتشاركية والاعتماد على الصديق في وقت الفرج والضيق .
ويؤمن رئيس قسم العلوم الاجتماعية في جامعة عمان الاهلية الدكتور عزمي منصور بالصداقة بين الرجل والمرأة اذا بنيت على اسس من الثقة والمتبادلة البعيدة عن أي مصلحة آنية او جسدية وكذلك المؤسسة على الحوار والتفاهم والتعلم من الاخر .
ويراهن على ان الصداقات بين الرجل والمرأة اكثر قوة في بعض الاحيان بين الصداقات لذات الجنس أي بين المرأة والمرأة او الرجل والرجل ، لان فيها الكثير من الخصوصية المتكئة على المراهنة باحترام الاخر والحفاظ على سريته وخصوصية العلاقة بعيدا عن التأثر بشكل المحيط الذي يجد ان العلاقة بين الرجل والمرأة لا يمكن ان تتخطى العامل الجسدي الى الروحي فقط . .
يقول الاستاذ في كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمود السرطاوي ان العلاقات الانسانية بين الناس جائزة ولكن ضمن الضوابط الشرعية المعروفة وبعيدا عن أي شبهة قد تسيىء الى تعاليم الدين الاسلامي الحنيف او للعادات والتقاليد العربية الاصيلة المعروفة بنبل الاخلاق وسموها .اخلاص القاضي
رد مع اقتباس