عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-17-2009, 10:55 AM
 
Exclamation أم الدنيا .. وأم الخلود

بسم الله الرحمن الرحيم

أم الدنيا .. وأم الخلود

كاتبة المقال: الشجرة الأم

دائماً ما نسمع أن مصر هي أم الدنيا، فقلت لنفسي إذا كان للدنيا أم، فهل للآخرة أم أيضاً. خصوصاً أن الله عز وجل قد ذكر في القرآن الكريم جنات عدن، سورة النحل الآية 31 (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ).

ولو تأملنا الفرق بين أم الدنيا وأم الخلود نجد أن الفرق شاسع جداً، فأم الدنيا من اسمها نجدها عاشت لنفسها فقط، ونالت المجد والشهرة والمال والمكانة ولبست أجمل الثياب وتمرغت في الحرير وارتدت أنفس المجوهرات، وكانوا الملوك والزعماء يعملون لها ألف حساب، وكانت الدول تخاف من الجماهير الغفيرة المحتشدة لها، وكان الملك قبل البقال يطأطئ رأسه لها ويقبل يدها، وقد شغلت الناس كثيراً في الدنيا وأصبحت حديث الصحف والمجلات، ولكن في النهاية لأنها أم الدنيا، فلم تأخذ شيء معها من الدنيا لأن الدنيا ببساطة فانية.

وفي المقابل نجد أن أم الخلود من اسمها لم تأخذ شيء من الدنيا لأنها طلبت الآخرة فقط، وعملت لها بطلب العلم والعبادة والتقوى، ولم تنال من الدنيا أي مكانة أو احترام أو تقدير، هذا هو الفرق بين أم الدنيا وأم الخلود، فمن رغب في أن يتبع أم الدنيا فهو حر، وليعلم جيداً أنه لن سيأخذ أي شيء منها لأنها تعطي تلاهي الدنيا الفانية وتأخذ لنفسها فقط، أما من أراد أن يتبع أم الخلود فهي تعطي الحب الخالد ولا تأخذ منه في المقابل أي شيء، ومن ثم سينال جنات عدن بإذن الله.

وفي الختام:

استوقفني مقطع في قصيدة رباعيات الخيام التي غنتها كوكب الشرق الأوحد سيدة سحر الشرق الست ثومة أم كلثوم أم ......

لبست ثوب العيش لم استشر ..
.. وحرت فيه بين شتى الفكر

ومن ثم قررت أن أرد عليه بقولي:

لبست ثوب الزهد وأنا قانعة ..
.. وعشت فيه مع فكري خالدة
رد مع اقتباس