الموضوع: سألوني فأجبت
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-15-2009, 05:05 PM
 
سألوني فأجبت

سألوني فأجبت سألوني: لماذا يبكي أهل قريتي على أمواتهم رغم أنهم يعلمون أن الميت ذاهب – بإذن الله – إلى مكان أفضل – حتماً مما كانوا عليه؟
أجبت: على طريقة الصادق الينهوم، لأن أهل قريتي لم يعتادوا المغامرة حتى مع الموت. ظلت قريتي لألف سنة تظن أن الشمس تغرب في بحر وتشرق من البحر المقابل. لم يسألها أحد عن الجفاف بعد البلل، بكل ما بين الأسطر من رمزية مخيفة.
* * *
سألوني: لماذا تبكي العروس ليلة عرسها رغم أنها ظلت تسعى لهذه اللحظة بكل الحبور من بدايات المهد؟
أجبت: لأن الزواج هنا مؤسسة كبرى لليانصيب ولأنها رأت في المنام ليلة العرس بعض أحجار اللحد.
* * *
سألوني: لماذا يتسول هذا في مسجدنا كل هذه السنين رغم أنه بات يعرف أننا نعرفه ولم نعد نعطه شيئاً مما سأل؟
أجبت: لأنه هنا متحدث رسمي باسم الفقراء، والمتحدث الرسمي عادة لا يقف.
* * *
سألوني عنه
فأجبت: عاش رقماً زائداً مهملاً على وجه هذه الأرض. لم يمد يديه ولم تكتحل عيناه بمنظر غير ذلك الذي فتحتا عليه. ولم ينجب ولهذا لم يترك من بعده شيئاً من احتمالات بقايا الإثم. وحين مات تفازعوا لدفنه وهم الذين لم يلتفتوا إليه في حياته. فتشوا له في المنزل الأثري العتيق عن كفن فلم يجدوا أطهر من ثوبه ولا أنقى منه. دفنوه في بقايا الثوب.
* * *
سألوني: كم ستغيب؟
أجبت: سأكتب غداً وقد أستأذن بالانصراف حتى أعود من خلف البحر الذي تظن قريتي أن الشمس تشرق منه.
رد مع اقتباس