| رد: أساليب العيش ..!
.. أثناء رحلتي على شواطئ المحيط الأطلنطي .. في رحلتي التي حدثتكم عنها في " انحسار" حدث أن ذهبت الى السوق .. أحاول أن أجد مايسد رمق قلمي .. أتجول في تلك الشوارع العريضة .. أزاحم الاعلانات العريضة التي تطغى على لوحة الشمس القاسية ! وفي نوايا الصمت الباردة .. كانت أزقة تعمر بالملايين المكدسة .. جثث تعلوها جثث أفاجئ بمكتبٍ لايخلو من أناقة مشبوهة .. يدخله أناس لاتعنيهم المظاهر بقدر مايعنيهم الوظيفة السريعة هو مكتب لتوظيف .. توظيف ماذا ..؟؟ هذا ما جعلني أقف مذهولا للحظات .. يدخل أحدهم ..ويخرج بعد لحظات وقد حددت له الشوراع أو المقاصف المسموح له فيها بممارسة مهنته .. فصاحب المكتب الأنيق ... يضع الشخص المناسب في المكان المناسب امتثالاً لقوله عليه الصلاة والسلام : ( استعينوا على قضاء حوائجكم بملاح الوجوه )  أقتربُ متلصصا ً.. أحاول اكتشافه بحس الكاتب .. أو بسطوة الغرباء .. أجد الجميع يحضِّر نفسه للمسرحية .. المشلول كذباً .. والمقعد أناقةً .. وصاحب ربطة الحزن الزائفة .. وذاك الذي يحفظ أدعية وتراتيل ليجذب أكبر عدد من القلوب .. تجرفني أسئلة محيرة .. كيف يتقاسم هؤلاء مايجنون كل ليلة .؟ وعلى أي قاعدة رياضية يأخذ كل واحد منهم نصيبه .. هل تعلموا في أكاديمية التسول العالمية .. وكان من ضمن المنهج المقرر شيء اسمه دراسة الجدوى الاقتصادية وطرق الحساب السريعة .. ومبدأ الاحتمالات .. ! فالتأكيد جميعم لا يتساوون في القسمة .. لأن الذي سيذهب إلى شارع يعجُّ بالاسواق والمارة المتخمين بالأكياس الفاخرة .. لن يكونوا كالذي يذهب إلى مسجد لا يطاؤه الناس عادة إلا في الجمع والأعياد ! صاحب المكتب الذي يبدو منهمكا في حل مشكلاتهم .. بشيء من العصبية ..هل يعمل معهم هو .. بالتأكيد نعم .. ولكن بطريق أكثر نظافة .. فلقد تعلم في الأكاديمية نفسها أن كسب المال موهبة .. وانفاقه ثقافة ! بأي ثقافة هو يتاجر يا ترى .. .!! ألملم أسئلتي .. وأسلك طريقة أخرى للاجابة فالأسئلة عمياء وحدها الأجوبة ترى ! ولم يعد هنا مجال للرؤية .. بعد أن غابت الشمس في قعر المحيط أعود أدراجي إلى المتنزه .. وقد انتعلت أسئلة جديدة .. .. هناك تتمة .. والمناقشة قادمة .. أرجو أن تقضوا وقتاً ممتعاً وسفراً مريحاً
__________________ .. المغالطة الرابعة في فهم قوله تعالى :"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " المحاضرة العشرون .. |