الموضوع: القصر المسكون
عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 08-02-2009, 10:52 AM
 
رد: القصر المسكون

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل التاسع والأخير
وهناك في القصر ......
دلفت سلوى ومراد وابنهما رامي ، قال رامي على الفور : أمي ، ابي توضآ .
وأسرع ثلاثتهم وتوضأوا ....
قال مراد : فهمت مقصدك يا بني ، الوضوء يحفظ المسلم من أي أذى من الممكن أن يمسه إن كان على غير وضوء ، ونعم الابن .
قال رامي : يا أبي إنما هي تربيتك انت وأمي لنا ، وما كنت إلا مجرد سببا لتذكيركما .
هدأ الضجيج ولم يعد كما كان في حدته وقت دخولهم إلى القصر ......
دق جرس الباب ، أسرع مراد ليفتح فقد خسي أن يكو نفارس أو سارة ، فوجد أمامه صفوت فسأله : لماذا جئت ؟؟!!!
قال صفوت : يا أخي ألا تعلم أن للجار حقا على جاره ، والمسلم أخ المسلم .
فقال له مراد : ونعم الجار يا صفوت ، ونعم الجار .
وأرشده ليتوضأ هو أيضا مثلما فعلوا حتى لا يمسسه سوءا وقد فعل .....
صعدوا جميعا إلى غرفة سلوى والتي كان بها المشنقة فوجدوا الدمية هناك ملقاة على الأرض عليها أثر دماء ....
وتعوذوا من الشيطان الرجيم و شرعوا في تلاوة القرآن الكريم .....
ولم يصدقوا ما رأته أعينهم حتى صفوت الذي قصَّ عليهم حكاية القصر ، اندهش مما رأى وما حدث .
فقد بدأت الدمية في الارتقاء وبدأت ترتجف ودموع تسقط من عينيها ، وبدأ رامي يحدثها وقد امسك يدي والديه وقال موجها لها حديثه : نحن أسرة واحدة ، نحب بعضنا البعض ، لن تخيفينا ولن نترك لك مسكننا ، لم يعد بيتك ، أيتها الدمية ، لم يعد بيتك ، عشت حقيرة وقتلت أخيك ، وها أنت تقتلين وتدمرين ، لكن هذه المرة سأقف أنا أمامك ، ولن تستطيعي فعل شيء تجاهي ، أتدرين لِمَ ؟؟!! لأن معي ربي سيهدين ويحمين من أفعالك الشيطانية .
كان رامي يتحدث بحماسة شديدة فأسرعت الدمية إلى القبو ، قال مراد هيا خلفها حتى تخرج من القصر أحسنت يا رامي .
ذهبوا جميعا خلفها إلى القبو ، دلفت وهم ورائها ، ثم اختفت تماما .....
بحثوا في جميع الأركان ولم يجدوها ...
فكر رامي بسرعة وقال : لابد وأنها دخلت الصندوق لتختفي بداخله حتى لا نراها .
قال مراد : هيا ارفعوا معي غطاء الصندوق على مهل .
رفعوا الغطاء ويا له من مشهد يشيب له الولدان فلقد كانت جثة شاهر هناك ليست جثة لكن مجرد هيكلا عظميا وكانت الدمية بين يديه ، أمسكها وأخذ يمزقها والدمية تأن وتأن .....
قال مراد : هيا ، هيا من هنا أسرعوا .
خرج الجميع ، كانت النيران بدأت في النشوب في القصر ، وصوت صراخ بالأعلى صعد الجميع ليروا السيدة منيرة مقيدة بالفراش لا تستطيع الحركة وابنها أمير ممسكا بالمشنقة لتموت ابنتها ميساء أمام عينيها والنيران تلتهم الجميع ......
لم يصدق أحدهم ما يرونه ، إنها الرواية التي قصها صفوت ولكن النيران لا تأكلهم ، كان مجرد تصويرا لما سمعوه ، ثم سكن كل شيء وهدأ وعاد القصر إلى هدوئه كما كان ....
نزل الجميع إلى القبو ليروا ما حدث ، فوجدوا الهيكل العظمي قد استحال إلى تراب وتحلل ، ووجدوا الدمية قد استحالت إلى قطعة من البلاستيك المهترأة و التي لا تصلح لشيء وقد اختفت معالمها تماما واحترقت ثيابها رغم أن النيران لم تصل إليها ......
تأكد الجميع أن القصة انتهت بهذه النهاية ..........
خرج الجميع من القبو ليجدوا أن القصر عاد إليه بريقه المفقود ويكأن الحياه عادت إليه من جديد ، كل شيء يبدو متألقا رائعا فريدا .....
خرج الجميع من القصر وذهبوا إلى منزل صفوت ، وما أن دخلوا المنزل حتى صاح الأولاد : أمي ، أبي ...
كانوا جميعا يحتضنون الناجين بفضل الله من الأرواح الشريرة .........
ظلوا يتحدثون عما حدث إلى ان بزغ الفجر الجديد ، فجرا لا خوف فيه ولا فزع ، لا أرواح شريرة ..
فجرا يحمل الأمل .. في أسرة سعيدة محبة ...
كان الايمان والحب وسيظل سلاحهم في الحياة وهكذا سيمضون ما بقي من أعمارهم .......


كانت هذه هي نهاية قصة القصر المسكون
أتمنى أن تكون نالت اعجابكم
تحية طيبة لكل مَن مر هنا
وأهدي خالص شكري وتقديري لمَن كان صاحب الفضل فيما أنا فيه الآن
فله الحب والتقدير حتى آخر العمر

الخل الوفي لن أصدق إلا حدسي
فكل ما حولي تلون بالزيف والخداع

سحر أحمد
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي