الموضوع: القصر المسكون
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-17-2009, 06:43 PM
 
رد: القصر المسكون

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني
صعدت سارة إلى غرفتها بالطابق العلوي والتي بجوار حجرة والديها ، أغلقت النوافذ وآثرت أن تخلد إلى النوم قليلا فجسدها النحيل منهك من السفر . وكذلك صعد كل من سلوى ومراد لينعما بقسط من الراحة .
مراد لا يكف عن الكلام ، فقالت له سلوى : بالله يا مراد هل من الممكن أن أنعم بقسط من الراحة ؟؟!!!
أجابها مراد : على الرحب .
ترك لها الغرفة وانصرف متجها إلى غرفة ملحقة يفصل بينها وبين غرفة سلوى باب صغير .
رامي عاد إلى رحلته في تفقد القبو المريب ، أما فارس فقد أخذ دراجته ليلعب بها بحديقة القصر .
كل شيء مرتب منظم ولكن التراب يعتلي كل شيء .
قامت سلوى بترتيب سريرها وقامت بتغيير الأغطية بمجهود ضعيف وما أن وضعت رأسها فوق الوسادة حتى استغرقت في نوم عميق ، ولم تفق إلا على صوت ارتطام شديد شيء ما وقع على الأرض ، أفزعها هذا الصوت .
نهضت مسرعة لتتكشف الأمر ولكن لا شيء هناك ، أسرعت إلى الغرفة الملحقة حيث مراد ، وجدته مستلقيا على فراشه يقرأ كتابا ، سألته : هل سمعت شيء ؟؟!!!
أجابها : لا
سألته مجددا : هل أنت متأكد ؟؟!!!
أجابها وقد ارتسمت تعابير الدهشة على وجهه : لم أسمع شيء البتة ، لماذا تسألين ؟؟؟!!
أجابته : كنت مستغرقة في النوم ولم يوقظني إلا صوت ارتطام شديد مشابه لما سمعناه وقت الظهيرة .
قال مراد : ربما حلم أو لأنك بعد لم تعتادي سريرك الجديد ، أو هو كما حدث من قبل شيء بالخارج !!!
ردت وفي داخلها يقين أن ما سمعته كان بغرفتها وكان واقعا وليس حلما قائلة : ربما !!!!!
وفجأة صراخ يقطع حديثهما وسارة تعدو خارجة من غرفتها متجهه إلى غرفة والديها فأسرعت سلوى ومراد خلفها ليرا ما حدث لابنتهما ، احتضنت سارة أمها وأجهشت بالبكاء قائلة بصوت متقطع : أمي كاد ان يبتلعني ، كان فمه مفتوحا على مصراعيه ولعابه سال على جسدي وفي كل الأرجاء ، لقد أرعبني وما أن صرخت حتى اختفى .
قالت الأم : اهدئي عزيزتي ، ربما كان حلما .
أجابت سارة : لا أمي ليس حلما بل حقيقة .
هدأت سلوى من روع ابنتها وقالت لها في محاولة منها لتنسيها الأمر : تعالي ننزل بالأسفل لنرى ماذا يفعل أخويك .
أجابتها سارة : اجل فلنر فارس ورامي .
فارس كان يلعب بدراجته بحديقة القصر .. ثم فجأة ارتطم شيء ما بالدراجة فأوقف دراجته ونزل مسرعا ليرى ما الذي اصطدم بدراجته ، فإذا به قطا غريب الشكل .. عيناه حمراوان .. تهكم فارس ضاحكا بعدما أمسك القط في يده ووجه إليه السؤال : لماذا عيناك حمراوان ، ألم تنم منذ وُلِدت يا فتى ؟؟؟!!!
مواء القط غريب أيضا ، قال فارس : ربما أنت جائع تعال معي .
أخذه ودلف إلى القصر فوجد أمه وسارة يهبطان الدرج فصاح : سارة أنظري ماذا وجدت لك ، اعلم أنك تحبين القطط ، قط اراه جميلا ، خذيه هو هدية لك ، نظفيه وأطعميه .
قالت سارة : هل لي أن أحتفظ به أمي؟؟!!
كانت الدموع لازالت بعينيها فوافقت سلوى في محاولة منها لتهدئة روع ابنتها فلابد من شيء يشغل تفكيرها خوفا من أن تبقى القصة التي قصتها عالقة بذهنها .
فجأة تعالى صوت من القبو : أبي ، امي أين أنتما ؟؟!!!
أخرجوني ، ساعدوني ، ساعدوني ؟؟؟!!!!
كان رامي قد جلب البطارية خاصته واستعد لتفقد القبو ، كان القبو خاليا إلا من صندوق قابع بإحدى جوانب الغرفة المظلمة حالكة السواد ، كانت الرائحة لا تطاق ، بعض الأشياء الغير صالحة للاستعمال متناثرة بالمكان ، ودمية ممزقة ملقاة ما أن مر عليها الضوء حتى تحركت عيناها .
هذا ما رآه رامي ولذلك صرخ وصعد السلم الخشبي الضيق بصعوبة بالغة وكان السلم يصدر أزيزا وكأنه يأن من خطوات رامي المتسارعة فوقه ، ولكن ما هذا ؟؟؟!!!
نظر خلفه فإذا بالدمية خلفه تماما ، تعالى صراخه وما ان وصل الجميع ومدوا إليه أيديهم حتى عادت الدمية إلى مكانها ملقاة بإحدى جوانب القبو ...
خرج رامي من القبو وأغلق مراد الباب .. دقات قلب رامي تكاد أن تتوقف من سرعتها وأنفاسه المتلاحقة متقطعة يحاول التحدث ولكن خرجت الكلمات متقطعة ولم يفهم منه أحد شيئا ...
أخيرا قال مراد : دائما تعدو خلف الأشياء الغامضة .. ما الذي جعلك تدخل إلى القبو وبمفردك ؟؟!!! وانت تعلم أن ليس هناك ثمة ضوء يدخله ؟؟؟!!!
لماذا لم تنتظر حتى الصباح ؟؟؟!!!!
أجاب رامي : أبي ... لقد .. رأيت .. شيء غريب .. الدمية تتحرك .. وكانت تعدو خلفي ...
انفجر الجميع ضاحكا ، وقال فارس كعادته ساخرا : أكيد ، فلقد وجدت أخيرا فارس أحلامها الذي سينقذها من محبسها .
قالت سارة : تصحيح ، فارس أحلامها لا ، بل رامي أحلامها .
وضحك الجميع ، قاطعهم رامي قائلا : أقسم أن ذلك حدث ، تعالوا معي لتروا بأنفسكم .
قالت سلوى : ليس الان رامي .. ربما فيما بعد .. أعتقد أنك لم ترتب أشياءك ولا حجرتك ولم ترها حتى الآن . أليس كذلك ؟؟؟!!!
أجاب رامي : بلى أمي لم أفعل شيئا حتى الآن .
قالت : إذن اذهب واغتسل من الأشياء العالقة بك وارتدي شيئا يتناسب والمساء ، ربما يأتي أحد الجيران لزيارتنا ليتفقدوا جيرانهم الجدد .
أجاب رامي : حاضر .
انصرف رامي ومعه فارس وسارة وأخذ كل منهم يحكي قصته وكانت أغرب الحكايات حكاية رامي تليها حكاية سارة ثم حكاية فارس .

انتهى الفصل الثاني بحمد الله
تمنياتي بقراءة ممتعة
ابقوا معي

الخل الوفي لن أصدق إلا حدسي
فكل ما حولي تلون بالزيف والخداع

سحر أحمد
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي