عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-03-2009, 08:50 PM
 
Thumbs up أوباما في القاهرة.. رشوة سياسية لها ما بعدها !!!!!

أوباما في القاهرة.. رشوة سياسية لها ما بعدها!!!

تحليل : ياسر الزعاترة

عن صحيفة العرب القطرية : 03/06/2009


تابعنا خلال الأسبوعين الأخيرين تلك الزفة التي نظمتها الصحف «القومية» المصرية احتفالاً باختيار الرئيس الأميركي أوباما للقاهرة نقطة انطلاق نحو مخاطبة العالم العربي والإسلامي، ومكاناً يعلن فيه خطته أو مبادرته للتسوية في المنطقة، وهي زفة تعكس الحساسية الرسمية لمسألة الدور الذي تضطلع به مصر في العالم العربي والمحيط الإقليمي.
من المؤكد أن قرار الرئيس الأميركي زيارة الرياض قبل توجهه إلى القاهرة قد شكل خيبة أمل لهذه الأخيرة، لكنها ستتجاوزه على الأرجح معتبرة أنها تظل المحطة الرئيسة ما دام الخطاب سيوجه من حرم جامعتها. في القاهرة سنشهد صفقة ضمنية بالغة الأهمية، وهذه الخصوصية التي منحها أوباما للقاهرة ستواجه بكرم مصري غير عادي، لا سيما أنها ستأتي على الأرجح ومعها ما يشبه الضمانات بعدم الضغط على النظام في مجال الإصلاح، حتى لو اضطر أوباما وفاءً لمنظومته الديمقراطية إلى إطلاق بعض الكلمات الفضفاضة عن الحرية والإصلاح، الأمر الذي يمكن التسامح معه مصرياً ما دام الخط الحقيقي هو منح النظام ضوءاً أخضر لترتيب بيته الداخلي بالطريقة التي يراها، بما في ذلك تشديد القبضة الأمنية في مواجهة المعارضة، وعلى رأسها الإخوان.
في مقابل تلك المزايا، سيكون على النظام المصري أن يدعم التحالف العربي المعتدل في مواجهة إيران، ربما على نحو يقنع تل أبيب بعدم التسرع في إجراء معالجة عسكرية لملفها النووي، إضافة إلى مساعدة واشنطن ما أمكن في سياق ترتيب أوراقها الأخرى في المحيط العربي والإسلامي، من العراق إلى باكستان وأفغانستان إلى الصومال.
أما الأهم من ذلك فهو دعم مساعي أوباما لإنجاز تسوية سياسية في المنطقة، الأمر الذي سيترجم في تسويق خطته الجديدة على العالم العربي، وهي خطة عنوانها التطبيع المبكر مع الدولة العبرية، مقابل المضي في برنامج تفاوضي لا يكتفي بشطب عناصر أساسية في المبادرة العربية على رأسها حق العودة، بل يضيف إلى ذلك إحالة للقضايا الحساسة الأخرى إلى التفاوض الثنائي، وهي سياسة باتت معتمدة منذ زمن عند الأميركان وعنوانها تجاوز القرارات الدولية وحشر التسوية في المفاوضات الثنائية بصرف النظر عن نتائجها.
سيكون على القاهرة أن تتجاوز عن تطرف ليبرمان وتصريحات نتنياهو المستخفة بالفلسطينيين والعرب، وترحب بمبادرة أوباما، مبررة ذلك بضرورة إحراج الحكومة الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي، وزرع بعض التناقض بينها وبين إدارة أوباما، وهي سياسة مجربة بالطبع، حيث ثبت أن شيئاً لا يحرج الإسرائيليين، هم الذين يستندون إلى دعم لا محدود في الأروقة السياسية الأميركية، بدليل أن الكونغرس بجناحيه الديمقراطي والجمهوري لا يجتمع إلا على دعم المصالح الإسرائيلية.
لنلاحظ هنا الفرق بين السياسة المصرية أيام التحالف الثلاثي مع السعودية وسوريا بعد قمة الإسكندرية عام 1994، يوم كانت تصر على رفض التطبيع المبكر قبل إنجاز التسوية على رغم علاقتها مع الدولة العبرية، وبين سياساتها هذه الأيام التي ستقبل بذلك، بل قد تبشر به أيضاً. إلى ذلك ستواصل مصر تنفيذ المهمات التي تضطلع بها منذ انتصار حماس الانتخابي مطلع العام 2006، والتي تتمثل في العمل بكل جد واجتهاد على شطب هذا الاستحقاق من القاموس السياسي الفلسطيني، مع تكريس التناقض القائم بين ما يعرف بمحور الاعتدال العربي، وبين محور المقاومة والممانعة، وذلك تحت لافتة أن هذا الأخير هو حصان طروادة لتوسيع النفوذ الإيراني في المنطقة. ما يؤكد ذلك أيضاً هو سكوت القاهرة بعد استقبالها نتنياهو على تصريحاته المتعلقة بالتفاهم العربي الإسرائيلي على مواجهة إيران، فضلاً عن جملة المعارك التي وقع ترتيبها ضد حزب الله، ثم ضمت إليها حماس وبعض الدول العربية الأخرى.
خلاصة القول هي أن ثمن حضور أوباما إلى القاهرة لن يكون هامشياً بحال، بينما سيصب في مصلحة الدولة العبرية التي تهدد بدورها النفوذ الإقليمي المصري أكثر من إيران في حال نجحت مساعي التطبيع والتسوية في إنجاز صفقة لا يختلف اثنان على حقيقة كونها مشوهة وبائسة إلى حد كبير.
__________________

[ إن لم تكن للحق أنت .. فمن يكون ؟ الناس في محراب لذات الدنايا عاكفون ؟؟
حتى متى هذا التردد والجفاء .. حتى متى هذا الحياء .. والأرض يملؤها البغاء ..والظالمون لهم لواء ..والفاسقون والكافرون ..؟؟ والمسلمون في كل درب يخبطون ..!! والليل قد ملأ العيون ..والقلب يحرقه الخواء ..والقلب فارقه الضياء ..
حتى متى ؟؟حتى متى ياقلب تغشاك الظنون ؟؟إن لم تكن للحق انت ؟؟فمن يكون ؟؟
رد مع اقتباس