| رد: اللحية من سنن الفطرة يحرم حلقها .. للشيخ أيمن سامي وماذا عن اللحية ؟؟؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن اللحية هى نعمة جليلة عظيمة تفضل الله بها على الرجال وميزهم بها عن النساء، وجعلها زينة لهم لما تفضي عليهم من سيما الرجولة والهيبة والوقار.
وهي ليست مجرد شعيرات تنبت في الوجه فقط ، بل إنها من شعائر الإسلام الظاهرة التي نتقرب إلى الله تعالى بإعفائها وتعظيمها،
قال تعالى : { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } [الحج:32]
فهي من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد أمر بإعفائها وإرخائها.
ولكن على كل ما جاء في تعظيمها والأمر بإعفائها إلا أن كثيرا من المسلمين في هذا الزمن قد احتقروا هذه الشعيرة العظيمة وامتهنوها وحلقوها من وجوههم، والذي لم يحلقها كلها أخذ يتلاعب بها، فمنهم من يجعلها صغيرة على الذقن، ومنهم من يجعلها خفيفة كأنها خط أسود خفيف، ومنهم من يربط شاربه مع لحيته ويجعلها على شكل دائرة!!
إلى غير ذلك من الأشكال المحزنة والتي لا تليق بأي عاقل أن يفعلها بوجهه، فضلا عن أن يكون مسلما قد أمر بتكريمها وإعفائها، وإنه ليندر أن يرى وجه الإنسان المتأدب بآداب الشريعة الإسلامية الذي يبقي لحيته كما خلقها الله، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
قيمة اللحية ومكانتها عند السلف
إن إعفاء اللحية من هدي الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وكذلك الصحابة الكرام والسلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين، فلم يذكر عن أحد منهم انه كان يحلق لحيته، بل على العكس من ذلك كانوا يعظمونها ويعلون شأنها ؛ كان قيس بن سعد رضي الله عنه رجلا أمرد لا لحية له،
فقال قومه الأنصار: نعم السيد قيس لبطولته وشهامته ولكن لا لحية له، فو الله لو كانت اللحى تشترى بالدراهم لاشترينا له لحية!!
وهذا الأحنف بن قيس كان رجلا عاقلا حليما وكان أمرد لا لحية له وكان سيد قومه فقال بعضهم :
وددنا أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألف..!
فلم يذكروا حنفه ولا عوره وإنما ذكروا كراهية عدم وجود اللحية عليه، وما ذلك إلا لأن اللحية عند هؤلاء الأخيار تعتبر من الجمال والرجولة والكمال لشخصية المسلم. وكان الواحد منهم أهون عليه أن تزول رقبته ولا تزول لحيته.
أما اليوم فكثير من أبناء المسلمين لا يتمنى أن يشترى له لحية بل إنه يدفع الأموال لإزالتها من وجهه، بل قد يود بعضهم لو عدمها نهائيا وساق على ذلك آلاف الدراهم!!
أدلة تحريم حلق اللحية
قال تعالى: { ولآمرنهم فليغيرن خلق الله } [النساء:119]
وحلق اللحية أو أخذ شيء منها هو تغيير لخلق الله .
وقال صلى الله عليه وسلم في تحريمها
خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب
[متفق عليه]
وقال عليه الصلاة والسلام : « جزوا الشوارب وأرخوا اللحى »
[رواه مسلم]
وأمْر النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي الوجوب.
قال ابن تيمية : يحرم حلق اللحية،
وقال القرطبي : لا يجوز حلقها ولانتفها ولا قصها.
وقال عبد العزيز بن باز : إن تربية اللحية وتوفيرها وإرخاءها فرض لايجوز تركه.
وجاء عن عمر بن عبد العزيز أنه قال : إن حلق اللحية مثلة ( أي تشويه ) ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن المثلة .
وحلق اللحية ليس من الأمور الصغيرة كما قد يتوهمهالبعض، بل ربما يكون حلقها أعظم إثما من بعض المعاصي الأخرى، لأن حلقها يعتبر من المجاهرة بالمعصية، وقد لا يعافى حالقها بسبب هذه المجاهرة
لقوله صلى الله عليه وسلم :
« كل أمتي معافى إلا المجاهرين »
فيا أخي الحبيب
يا من اعتدت على حلق لحيتك، تب إلى الله من هذا العمل واترك لحيتك كما خلقها الله لك واتبع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم الذي أمرك بها، ولا تعرض نفسك لسخط الله وعقابه بسببها، فكما أنك يا أخي قد أطعت الله في الصلاة والصيام و الواجبات الأخرى فما الذي يمنعك من أن تطيعه كذلك في أمر اللحية؟
أليس الذي أمرك بالصلاة والصيام هو الله جل وعلا ؟
لماذاتفرق بين أوامره فتطيعه في أمر وتعصيه في آخر؟
إن الله قد ذم من يفعل مثل ذلك من أهل الكتاب ؛ فقال تعالى :
{ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون } [البقرة:85]
فلا تعرض نفسك أخي الكريم لمثل هذا الذم، وتتشبه بهم، والتزم بجميع أوامرالله صغيرها وكبيرها تسعد في الدنيا والآخرة.
وفقني الله وإياك لمايحب ويرضى وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
تساؤل
كيف يخلق الله رجلا ويميزه عن المرأة برجولته ولحيته التي فيها وقاره وجماله ثم لا يرضى بذلك ويذهب يغير خلق الله فيتشبه بالنساء وبأعداء الإسلام ويتوهم أن في ذلك زيادة جمال له وأناقة ؟!
فكيف يليق بمسلم عاقل أن يرفض ما اختاره الله له؟أهو أعلم بما يناسبه من الله
{قل أأنتم أعلم أم الله } البقرة 140
ولو أراد الله للرجل أن يكون ناعما بدون لحية لم يعجزه ذلك، ولكنه ميز الرجل عن المرأة وكرمه وشرفه بهذه اللحية .
المخالفة الصريحة
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
« خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب »
ولكن بعض الناس يعارض قوله صلى الله عليه وسلم معارضة صريحة وقوية
وكأنه يقول بفعله : لا يا رسول الله، لا سمعا لك ولا طاعة في هذا الأمر!!
فيعكس الأمر فيحلق لحيته ويترك شاربه!!
فلماذا يا أخي تخالف هدي نبيك صلى الله عليه وسلم وتدعي حبه ونصرته ؟ هل أنت في غنى عن هديه عليه الصلاة والسلام، والله يا أخي إنه شرف لك أن تكون من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم المطبقين لسنته.
ثم اعلم أخي الكريم أن القضية ليست قضية شعر فقط ،
إنما القضية قضية استسلام وخضوع لأوامر الله واتباع لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم واعتزاز به وانقياد لأوامره.
رأي الطب في الأضرار الناتجة عن حلق اللحية
أولا :
لشعر اللحية دور هام في تنشيط الغدد لدهنية الموجودة بالوجه ، كما أن الشعر الطويل للحية يعمل كدرنقة لتنشيط وحيوية هذه الغدد .
أما بالنسبة للإبط والعانة فإن الغدد هنا عرقية وليست دهنية ، والحلق والنتف هنا ضروري لنشاط ونظافة هذه الغدد العرقية والتي تختلف تماما عن الغدد الدهنية الموجودة بالوجه ، في التركيب والوظائف ،و في المحتويات والإفرازات .
ثانيا :
يترتب على حلق اللحية التهابات جلدية مثل :
Sycosis Barbae ( تينة اللحية )
Shaving Folliculitis ( التهاب الجريبات الناشئ عن الحلق )
ثالثا :
يؤثر حلق اللحية على الخلايا الملونة Navi في الجلد وقد يؤدي إلى الإصابة بالأورام Malignant Melanoma
رابعا :
يساعد حلق اللحية على الإصابة بمرض حب الشباب Acne Valgaris ونسبة الإصابة بهذا المرض مرتفعة في حالقي لحاهم بالنسبة لغيرهم .
خامسا :
يسبب حلق اللحية تهييج الجلد ويساعد على الإصابة بالأورام والأمراض الفيروسية ، فضلا عن أمراض : الصدفية ، والحزاز ، والسنط Psoriasis , Lichen Planus and Verruca
سادسا :
يؤدي حلق اللحية إلى انسداد الغدد الدهنية ، لأن قطع الشعر يترتب عليه انسد\اد قنوات الغدد الدهنية بفعل بقايا الشعر المقطوع .
سابعا :
نسبة الإصابة بالشلل عامة ، وشلل أعصاب الوجه خاصة مرتفعة في حالقي لحاهم عنها في غيرهم .(**)
(**)المراجع :
Arther Rook (Text Book of Dermatology). I
Andrews Diseases of Skin.
Archieves Journal of Dermatology
British Journal of Diseases
ولمن أراد الاستزادة فعليه برسالة ( أدلة تحريم حلق اللحية ) للدكتور إسماعيل المقدم ففيها فوائد كثيرة .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والله تعالى أعلم.
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |