عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-30-2009, 11:07 PM
 
الشمولية في فهم ثقافة الدين....!!!!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الدين كل لا يتجزأ , فهم بعضه بدون معرفة الآخر المتبقي , حيث ان الاحكام والافكار الدينية تتداخل مع بعضها البعض وتؤثر في بعضها البعض , بل وقد يحكم بعضها على البعض الاخر , كحاكمية قاعدة الضرر على كثير من الموارد الفقهية , او حاكمية قاعدة الاهم والمهم على غيرها من القواعد.
لهذا فأن من يريد ان يسجل رأيا في فرع ديني , لابد ان يكون متمتعا برؤية شاملة لكل الفروع والأصول والقيم وما اشبه , ففي الدين فروع عبادية كثيرة ومعاملاتية اكثر , هذا عدا عن قيمه ووصاياه البالغة الكثرة , وجميعها يرتبط بعضها بالبعض الآخر , ولا يمكن لباحث ان يحسم حكما في مورد , إلا اذا كان ملما بصورة شاملة بكل تلك الفروع والاصول والقيم والوصايا وغيرها.
فمن يريد ان يحسم رأيا في مورد من موارد الحدود الشرعية مثلا , او مورد من موارد الحج او غير ذلك , فأنه في البدء لابد ان يكون عارفا بصورة شاملة لاحكام ذلك الموضوع نفسه مع ما فيه من ملابسات , ثم احكام وملابسات الموضوعات العبادية الأخرى لتداخلها مع بعضها البعض , وأيضا نظريات وتصورات الدين في سائر المعاملات لاحتمال ارتباطها من قريب او بعيد بذلك المورد , اما حكومة او ورودا او تخصيصا او غير ذلك , وبعد ذلك لابد ان تكون له احاطة بمبادئ الدين الكبرى وقيمه التي اصطلح عليها قديما بمقاصد الشريعة واصطلح عليها عند بعض المعاصرين بروح الشريعة , وذلك لتأثيرها المباشر في الحكم الخاص بذلك المورد لضرورة انسجامه التام معها , وليس هذا القول من باب التعقيد والمكابرة , وانما هذا هو الممارس عمليا في عملية الضبط الشرعي عند كل اهل الاختصاص . فحتى لا يقع الباحث في الالتباس لابد ان يكون ملما , والا فأن تجرؤه على الحسم في مسائل الثقافة الدينية مشكل جدا .
وهذا ما لا يتوفر عند المثقف اليوم , اذ لا تعدو معرفته الفروع الشرعية , فضلا عن غيرها من ثقافة الدين الواسعة ان تكون مقطعية ومحدودة جدا , بل تكاد تكون منحصرة في بعض ما هو محل البلوى فقط , ولا شك ان ذلك غير كاف فيما نحن بصدده ,
اذ من لا دراية شاملة له بالدين يصعب عليه البت في الجزئيات.
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس