عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-22-2009, 01:06 AM
 
ليس في الإسلام بدعة حسنة

الأصل في العبادات المنع



الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه و من والاه، أما بعد:


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "الأصل الذي بنى الإمام أحمد وغيره من الأئمة عليه مذاهبهم أن أعمال الخلق تنقسم إلى عبادات
يتخذونها دينًا ينتفعون بها في الآخرة أو في الدنيا والآخرة ، وإلى عادات ينتفعون بها في معايشهم.

فالأصل في العبادات أن لا يشرع منها إلا ما شرعه الله.

والأصل في العادات أن لا يحظر منها إلا ما حظره الله". [الاقتضاء].


وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ومعلوم أنه لا حرام إلا ما حرمه الله ورسوله ،
ولا تأثيم إلا ما أثم الله ورسوله به فاعله ، كما أنه لا واجب إلا ما أوجبه الله ،
ولا حرام إلا ما حرمه الله ، ولا دينًا إلا ما شرعه الله
فالأصل في العبادات البطلان حتى يقوم دليل على الأمر ،
والأصل في العقود والمعاملات الصحة حتى يقوم دليل على البطلان والتحريم." [إعلام الموقعين].


قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} [ الأحقاف : 11 ] ،
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : "أي قالوا عن المؤمنين بالقرآن لو كان القرآن خيراً ما سبقنا هؤلاء إليه،
يعنون بلالاً وعماراً وصهيباً وخباباً رضي الله عنهم وأشباهم من المستضعفين والعبيد والإماء ...

وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم هو بدعة،
لأنه لو كان خيراً لسبقونا إليه؛

لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها".


روى الإمام أبو داود في سننه بسند حسن عن مجاهد؛ قال:
"كنت مع ابن عمر، فثوب رجل في الظهرِ أو العصر، فقال: اخرج بنا؛ فإن هذه بدعة". [رواه أبو داود و حسنه الألباني].


و‏معنى التثويب: هؤلاء الَذين يقومون على أبواب المساجد، فينادون: الصلاة، الصلاة،
فلو جاء أحد قائلاً: هل من ضيرٍ على من ذكّر بالصلاة والله يقول: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}؟!
لمَاَ قُبِلَ قولُه، بل رُدَّ عليه فهمُه،
إذ لم يفهم السلف رضي الله عنهم من هذه الآية هذا الإطلاق وهذا العموم.


عن نافع أن رجلاً عطس إلى جنب ابن عمر رضي الله عنه، فقال:
"الحمد لله، والسلام على رسوله"،
قال ابن عمر: "وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله،
وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم،
علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حالٍ" [رواه الترمذي و حسنه الألباني]،
فقد أنكر ابن عمر رضي الله عنه على هذا الرجل مع أن عموم قولِ الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} تدخل فيه تلك الصلاة،
ولكن ما هكذا فهمها الصحابة فمَن بعدهم وما هكذا طبقها السلف الصالح رضي الله عنهم،
وفهمُهم أوْلى، ومرتبتهم أعلى.



للعلم؛ معظم هذه الرسالة مستفاد من كتاب الشيخ شحاتة صقر "كشف البدع و الرد على اللمع"،
و هو كتاب نفيس في التأصيل للرد على معظم الشبهات الخاصة بالبدع المنتشرة في عصرنا، فجزاه الله خيرا عنا و عن الإسلام و المسلمين.
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس