الموضوع: إليك يا حزني
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-19-2009, 10:22 AM
 
Thumbs up إليك يا حزني

اذا استطعت يا حزن يوما ان اتحرر منك ................فاني سأشعر حتما, بغبطة المنتحر...وهو يتحرر من تباعته!!وافترض ....انني انطلقت منك فجأة ،انطلاق أسراب الصدي في حقولنا وجماجمنا فما الذي سيحدث؟؟ ما الذي يحدث لو تمكنت من التخلي عنك الان؟؟.....هبني خرجت منك في هذه اللحظة خروج سكير من الحانة... فما الذي سأخسره؟؟ يكفيني أنني لن أحزن بعد.لن احزن حين يأتي الشتاء ولن أحزن حين يذهب الشتاء ولن أحزن عندما يجئ الصيف ولن أحزن عندما يرحل الصيف لن يحزنني تشرد الأنهر ولن تحزنني غربة الطيور . حتي الأزهار نفسها لن تثيربي لا الوانا مبهمة من الأسي ولا صنوفا غامضة من الحزن! أيتها الطيور! أيتها الأزهار وانت يا نهر بعد أن يتخلي حزني عنكم لن تكون الأنهر أنهرا ولا الطيور طيورا.! حتي الأزهار ذاتها ستكف عن أن تكون أزهارا.! سيمسي النهر دون حزني مجرد ماء.! والزهر سيمسي محض نبت دون أساي!! الطيربعدي سيدركها الليل وتموت.! والطيور التي ستبقي بعد حنيني وخلف وحدتي.. بوما هنا , وأغربة هناك, هي ليست طيورا ولا هي عصافير.! اذا...ما الطير بلا ذكرياتي؟؟؟ ما الطير بلا شوقي وما الصداح؟؟ ما الطير خارج حرقتي.؟؟ العصافير بلا حزني غابة مناقير واجمة مخالب.! العصافير بلا حزني كتل دموية لا يظلها ريش الا لتلاحقها الأفاعي ولا يكسوها زغب هش,رقيق كغلالة الرمال الا..... لاغواء البزاة واجتذاب الصيادين .!! ومع ذلك فالذي يتراءي لي انني فعلا سأتخلص منك سأتخلي عنك أخيرا وأرتاح.! اتخلي عنك لاول مرة. سأغادرك كما يغادر القرصان قاربه.! لكنني لن أدفنك في رمال الشاطئ كما يدفن لصوص البحر نقودهم وأقراطهم لتنهبك الثعالب فأنا لن أعود اليك.!! ولكن ..... بربك أيها الحزن قبل أن نفترق!! لي عندك رجاء.!! قبل أن ترحل كمن رحلوا... لي لديك طلب.!! فأنا أخشي الا أراك بعد أن أودعك!! أنا في الوداع أعجوبة!! أنا لم أودع شيئا من أشياءالدنيا الا فقدته للأبد.!! ولم أمدد يدي بالوداع لمخلوق الا تمنيت عبثا ألا أموت قبل أن أراه.!! أريد يا حزن أن تكشف لي عن أمر يحيرني!! لن أسألك كيف قيض لك أن تذبحني علي هذا النحو.! لن أسألك ما الغايةمن جعلي هكذا أنهار كالممالك واتصدع كجدران البراكين.؟؟ لن أطلب اليك أن تفسر لي هدفك من جعلي هكذا أتبدد كالسحب أتساقط كملامح النسور .؟؟ أمور كهذه لا شك تعنيني لكنني أدمنتها فلأدعها الان تغفو مثلما يغفو الخوف أحيانا وكما تغفو البذور.! أنا أيضا... لن أسألك من أين جئت ولا كيف تهيأت لي, أو أين وجهتك.؟؟ فقد تعقبتك مرارا وأنت غافل.! كقصاص بدوي تتبعت خطاك .. الي هناك...الي المكان نفسه الي الزمان ذاته والي الينابيع اياها.!! أنا حتي .... لن أسألك متي ؟ أين؟ أو كيف بدأت تستقر علي راحتي هكذا؟؟ باشقا أليفا... ذاكرته مموجة كبكاء البحارة جناحاه في اليل خنجران أزرقان, عيناه حبيبان وجفناه زنادان أخضران يتوسلان!!؟؟ ما يحيرني يا حزني أنك أكبر مني أعمق من يقظتي وأكثر بعدا من كل أحلامي.! بصماتك أشد تعقيدا من هويتي... ووجهك صحاري فضفاضة يضيق بها الدرب وتلفظها الموانئ... ما يحيرني أنك أكبر من يومي أكبر من أمسي وأكبر من غدي!! يحيرني يا حزن أنك في معظم الأحيان تختلط علي فلا أعرفك.! فلكم أنكرتك.. لكم تنازعتني فيك الشكوك ساعة تصطف الأمسيات والطيور والأشجار في طوابير بعيدة تحاذي الأفق كل ينتظر حظه منك انتظار المنكوبين للعون أيام الكوارث؟؟ لكم أنكرتك وأنا أتصفح أثرك حائرة بك مترددة بأمرك أقلب بقايا عشك كما تقلب بقايا المخطوطات؟؟ أأنت حزني الشخصي؟؟ أانت حقا حزن شخص واحد؟؟ أيعقل أنك حزني لوحدي وأنا لا أفهمك الا أن تكون حزنا سريا خبأه السرب عندي.؟؟ أبمقدوري أن أفارقك وأنا لا أدركك الا أن تكون حزنا مطاردا تتعقبه الذئاب وتتربص به الحراب.؟؟ أأستطيع أن أتخلي عنك وأنا لا أعيك الا أن تكون حزنا ممنوعا أودعه القدر لدي أوصاني به وأتمنني عليه أغلب الظن يا حزن ... أنك لست حزني لوحدي.!! وما دمت حزني وحزنهم فكيف يمكنني أن أتصرف بك لوحدي!!؟؟ تحياتي....