الموضوع: وصيتي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-15-2009, 02:40 PM
 
Post وصيتي

وصيتي

جفَ الكلامُ ودمعُ العين قد راقَ

وخبرتُ عيشاً فيه الظلمُ قد فاقَ

دمعُ الكلامِ وصمتُ العين أرهقني

حتى نزفتُ كجرح زيدَ إيراقَ

أي المزاعمِ تُبق ِ الناس في خجلٍ

دُثِرَ الحياءُ وصارَ الفحشُ أخلاقا

نَبَذت عيونٌ ما خطت أناملنا

ما هَز شِعرٌ عند البَهمِ أحداقا

واقرأ لغيري ممن يرتزق أدباً

تُفعَم بقول زاد القُبحَ أطواقا

رَحُبَ الزمان بما أضفى له أدبي

فاجعل لقولك منذ الآن عُشاقا

شحَ الوفاءُ وراجَ الناس مفخرة

أن الوفاءَ قضى في النحب أعماقا

حاذر تباعا من شهدٍ به كمدٌ

من أفرغ السمَ بات اليوم ذواقا

عهدٌ قطعت على نفسي وأحسبني

أوفي العهودَ وإن أغضبتُ فُساقا

صوت الأنين وحزن الناي يتبعني

ساءَ الزمانُ وظلَ العهدُ ميثاقا

جارَ الحنينُ على قلبي فأرهقهُ

كَثُرَ الهُراءُ وشاءَ القومُ أعراقا

لو كنتُ أعلم ما للشوق من جُمَلٍ

لعشقتُ صمتاً زاد الشوقَ إشراقا

دع عنك عشقاً لم تلحظ مرارتهُ

واعشق لتلقى كأسَ المرِ ترياقا

لو أن حتفي قبل العشق أدركني

لمضيتُ أشكو نار البعدِ مشتاقا

أبكي أتيتُ إلى نفسي لأخبرها

أن الحياءَ كطفلٍ ماتَ إزهاقا

احضن فؤادك ما خطبٌ ألمَ به

وانثر عليه بعطف الأم إشفاقا

انفق بمالك تلقى البخلَ مضطرباً

فالقتلُ فينا قطعُ الناس ِ أرزاقا

إن شئتَ عيشاً فيه العدل مجتمع

فاجمع بعلم زادَ الأفقَ آفاقا

إن ضقتَ ذرعاً باللهجات من عربٍ

علم لسانكَ نُطقَ الحرفِ إن طاقَ

ما للمحبة من ظل يؤانسها

آنس ذويكَ وكن للنبلِ تواقا

أي المعاني تسمو في مقاصدها

باتَ الحديثُ عن الأخيَارِ إخفاقا

أيٌ لأي ٍ لا تكفي لعزتنا

مات الشريفُ وزادَ العزَ إرهاقا

من في البَريةِ لا يصبو لرفعته

كُبِحَ المُرادُ وظلَ الحيُ منساقا


حب الرخاءِ وجمع المال مهزلة


فاكسب صديقاً في الأهوالِ سباقا


ساري محمد الخطيب