عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-08-2009, 04:19 PM
 
رد: مدخل إلى علم العقيدة لمن يرغب في دراسته

أسئلة و أجوبتها على المدخل إتماما للفائدة
س1 : عرف العقيدة اصطلاحا .
ج - العقيدة اصطلاحا هي الإِيمان الجازم بربوبية اللّه تعالى وأُلوهيته وأَسمائه وصفاته ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب .
س2 : علق على مقولة تقسيم الدين لأصول وفروع .
ج- يعتبر القاضي الباقلاني أوّل من صرح من المتكلمين بتقسيم الدين لأصول وفروع، وإن كان هذا التفريق أحدثه الجهميّة وأهل الاعتزال ، وسرى بعده إلى كافة المتكلمين من أهل الأصول،وهذا هو الثابت عند معظم المصنفين من أهل الأصول ،و هذا التقسيم مسالة اصطلاحية المقصود منها التمييز و وضع الحدود بين علم العقيدة وعلم الفقه كتقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية وأسماء وصفات لما توهمه بعض الناس من أن التوحيد هو مجرد الإقرار بالربوبية فلزم التمييز وتحديد المعنى وإن لم يكن ذات التقسيم معروف لدى السلف ،ولكن كما يقال لا مشاحة في الاصطلاح إذا كان المعنى صحيحا ، فليس معنى عدم قول السلف بتقسيم الدين لأصول وفروع أنهم نفوا هذا التقسيم فلا ينتسب لساكت قول ، وهناك فرق بين وجود العلم وتدوين العلم فالعلم موجود في ذهن العلماء ، ولكن لم يقم أحد بتدوينه بعد وكان تقسيم الدين إلى أصول وفروع مستقراً في نفوس علماء الدين ،والعربي مثلاً لم يقسم الكلام إلى اسم وفعل وحرف ، ولكن استخدم الاسم والحرف والفعل فالتدوين يكشف عن وجود الشيء ( العلم )، وليس منشئا له ،وابن تيمية الذي اشتهر في نفيه هذا التقسيم إنما نفى تقسيم الدين لمسائل أصول ومسائل فروع باعتبارات معينة لا أنه ينفي أصل التقسيم ، فقد نفي تقسيم الدين لأصول وفروع للمعنى الذي فسر به الأصول والفروع وليس للتقسيم نفسه ،ودليل ذلك في العديد من كتاباته انظر قوله رحمه الله : (( كما أن طائفة من أهل الكلام يسمى ما وضعه أصول الدين ،وهذا اسم عظيم والمسمى به فيهمن فساد الدين ما الله به عليم فإذا أنكر أهل الحق والسنة ذلك قال المبطل قد أنكرواأصول الدين وهم لم ينكروا ما يستحق أن يسمى أصول الدين وإنما أنكروا ما سماه هذا أصول الدين وهي أسماء سموها هم وآباؤهم بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان فالدين ما شرعه الله ورسوله وقد بين أصوله وفروعه ومن المحال أن يكون الرسول قد بين فروع الدين دون أصوله كما قد بينا هذا في غير هذا الموضع فهكذا لفظ النظر والاعتبار والاستدلال ))[1] أريتم قال ( لم ينكروا ما يستحق أن يسمى أصول الدين )) إذن هناك ما يستحق أن يسمى أصول دين ، وانظروا مرة أخرى في قوله : (( ومن المحال أن يكون الرسول قد بين فروعالدين دون أصوله )) إذن هناك أصول دين وهناك فروع دين ،وهيا انظر مرة أخرى لقوله رحمه الله : (( أما الدين الذي قال الله فيه ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ﴾[2] فذاك له أصول وفروع بحسبه ))[3] انظر قال : (( فذاك له أصول وفروع )) إذن الدين الذي شرعه الله له أصول وفروع ،وهيا انظر مرة أخرى لقوله رحمه الله : (( فنحن نعلم أن كل حق يحتاجالناس إليه في أصول دينهم لا بد أن يكون مما بينه الرسول إذ كانت فروع الدين لاتقوم إلا بأصوله فكيف يجوز أن يترك الرسول أصول الدين التي لا يتم الإيمان إلا بها لا يبينها للناس[4](( أريتم قال (( فروع الدين )) وقال (( أصول الدين )) ،وهيا مرة أخرى أقرء معي قوله رحمه الله : (( وعبادة الله وحده هي أصل الدين وهو التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزلبه الكتب )) انظر قال التوحيد أصل الدين ،ومادام هناك أصل فهناك فرع ، والقول بأن العقيدة أصل الدين كلام صحيح فالعقيدة تشمل التوحيد والإيمان ،وينبني على هذا الإيمان والتوحيد العمل بالأحكام الشرعية العملية ( الأحكام الفقهية )، والأصل هو ما ينبني عليه غيره ،وهذه الاعتقادات ينبني عليها العمل إذن هي أصل للعمل إذن هي أصل للفقه وهو المطلوب إثباته ،ومن رد قول من فسر الأصول بالمسائل العقدية، والفروع بالمسائل العملية بحجة اعتبار وجوب الصلاة والزكاة من الفروع مع كون أدلتها قطعية، وأن من اعتقد بعدم وجوبها يكون كافراً ؛ لأنه أنكر شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة ،و اعتبر الخلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة الإسراء من الأصول لكونها مسألة عقدية مع أنها مسألة خلافية ، ولا ينبني على العلم بها أثر فقهي عملي فهذا لا يصح إذ أننا نعلم أن وجوب الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة داخل في الإيمان بما أخبر الله عز وجل وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم ،والمسائل القطعية في الفقه أقل من المسائل المختلف فيها والعبرة بالغالب ،وغالب العقيدة الصحيحة أمور قطعية والقليل مختلف فيه كمسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه فيحكم على العقيدة بأنها قطعية لأن أغلبها قطعي ويحكم على الفقه بأنه ظني لأن أغلبه ظني .
س 3 : ما هي أصول الدين ؟
ج- أصول الدين هي الأمور التي ترتبط بعقيدة الإنسان و سلوكه الفكري و التي تبتنى عليهافروع الدين التي ترتبط بأفعال الإنسان أي سلوكه العملي ،ويختص بدراستها علم العقيدة ،وبعض العلماء عرف أصول الدين بأنها المسائل الشرعية الثابتة بدليل قطعي ، كوجود الله – عز وجل- ، وإثبات أسمائه وصفاته، ووجوب الصلاة والزكاة، وتحريم الربا و الزنى وغيرها ،وهذا لا يناقض التعريف الأول فهي داخلة في الإيمان بما جاء به الوحي من كتاب أو سنة والإيمان من الاعتقاد . س 4 : ما هي فروع الدين ج- هي الأحكام الدينية التي شُرِّعت لتوجيه سلوك الإنسان العملي والعبادي و تنظيم حياته الفردية و الاجتماعية و إرشاده إلى ما فيه خيره و صلاحه،وبعض العلماء قال فروع الدين هي المسائل الشرعية الثابتة بدليل ظني، كالمسائل الفقهية التي وقع فيها خلاف بين الفقهاء ؛ كوجوب قراءة الفاتحة في الصلاة مثلاً، وغيرها كثير من المسائل التي ورد فيها نص ظني، ووقع خلاف بين العلماء فيها ،وهذا لا يناقض التعريف الأول فمعظم الأحكام الفقهية مختلف فيها . س 5 : ما هي موضوعات العقيدة ؟ ج- موضوعات العقيدة هي التوحيد ، والإيمان ، والإسلام ، والغيبيات كالملائكة والجن واليوم الآخر، والنبوات ، والقدر ، والأخبار ، وأصول الأحكام القطعية ، ويتبعه الرد على أهل الأهواءوالبدع وسائر الملل والنحل الضالة ، والموقف منهم. س 6 : هل العقيدة الإسلامية منهج نظري أم منهج عملي ؟ ج- العقيدة الإسلامية منهج عملي ،وليست منهجا نظريا ، والعمل ركن فيها فالإيمان قول وعملوهو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان،ومن حسن اعتقاده حسن عمله ،ويوضح هذا أن من آمن بالله تعالى ربا وإلها ، عبده وأطاعه بالصلاة والزكاةونحوها . ومن آمن باليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء ، دعاه ذلك إلى فعل ماأمر الله به وترك ما نهى عنه . ومن آمن بأن النبي صلى الله عليه وسلم ، قاده ذلك إلىطاعته وتطبيق سنته ، ونشر دينه ، وكلما زاد الإيمان في القلب زادت آثاره على الجوارح . س 7 : ما الكتب التي يرجع إليها في العقيدة ؟ ج - الكتب التي يرجع إليها في العقيدة كثيرة ولله الحمد ،وأعظمها القرآن والسنة، ففيهما العصمة والنجاة لمن تمسك بهما . وقداهتم العلماء ببيان العقيدة الصحيحة ونشرها ، وألفوا لذلك ما لا يحصى من الكتب ،ومن أشهر هذه المؤلفات : السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل ، والتوحيد لابن خزيمة ،وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ، وعقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني ،والعقيدة الواسطية لابن تيمية ، والعقيدة الطحاوية وشرحها لابن أبي العز الحنفي ،ولوامع الأنوار البهية للسفاريني ، ومعارج القبول لحافظ حكمي ، والإرشاد إلى صحيحالاعتقاد للشيخ صالح الفوزان ، ،وعلى طالب العلم البدء بالمختصراتأما كتب السنة الكبار فلا فطعام الكبار سم الصغار فيبدأ بمتن العقيدة الطحاوية لأبي جعفر الطحاوي أو الواسطية لابن تيمية أو عقيدة أهل السنة والجماعة لابن عثيمين أو الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للفوزان . س 8 : ما هي بعض الأسماء التي أطلقها غير أهل السنة على العقيدة ؟ ج- أطلق غير أهل السنة على العقيدة عدة أسماء منها علم الكلام ، وهذا الإطلاق يعرف عند سائر الفرق المتكلمة ، كالمعتزلة و الأشاعرة، ومن يسلك سبيلهم ، وهذا الإطلاق لا يجوز لأن علم الكلام حادث مبتدع ، ويقوم على التقوّل علىالله بغير علم ، ويخالف منهج السلف في تقرير العقائد ،وأطلقوا عليها أيضا الفلسفة، وهذا الإطلاق يعرف عند الفلاسفة ومن سلك سبيلهم ، وهو إطلاق لا يجوز في العقيدة ؛ لأن الفلسفة مبناهاعلى الأوهام والعقليات الخيالية ، والتصورات الخرافية عن أمور الغيب المحجوبة ، وأطلقوا عليها أيضا التصوف وهذا الإطلاق يعرف عند بعض المتصوفة والفلاسفة ، والمستشرقين ومن نحا نحوهم ،وهو إطلاق مبتدع ؛ لأنه ينبني على اعتبار شطحات المتصوفة ومزاعمهم وخرافاتهم في العقيدة ،وأطلقوا عليها أيضا الألهيات ،وهذا الإطلاق عند أهل الكلام والفلاسفة والمستشرقين وأتباعهم وغيرهم ، وهو خطأ ؛ لأن المقصود بها عندهم فلسفات الفلاسفة ، وكلام المتكلمينو الملاحدة فيما يتعلق بالله وأطلقوا عليها أيضا ما وراء الطبيعة أو الميتافيزيقيا كما يسميها الفلاسفة والكتاب الغربيون ومن نحا نحوهم ، وهي قريبةمن معنى الإلهيات . س 9: ما هي طرق تعلم العقيدة ؟ ج- تتعلم العقيدة بالتلقي المباشر عن أهل العلم ، وهذا هو الطريق الأسلم والأنفع ، لمن تيسر له ذلك . وأما منكان بعيدا عن أهل العلم فعليه الرجوع إلى شروحهم ومؤلفاتهم وأشرطتهم ، مع السؤالعما أشكل وغمض فهمه عليه .فالعلم يؤخذ بالتلقي وبالسماع وبالقراءة .
س 10 : ما هي الجماعة اصطلاحا ؟
ج- الجماعة هم سلف الأمة ، من الصحابة والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،الذين
اجتمعوا على الكتاب والسنة وعلى أئمتهم ، والذين ساروا على ما سار عليهالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه والتابعون لهم بإحسان .

[1] - مجموع الفتاوى لابن تيمية 4 /55

[2] - الشورى من الآية 21

[3] - مجموع الفتاوى لابن تيمية 3 / 305

[4]- درء التعارض بين العقل والنقل لابن تيمية 1 / 233
رد مع اقتباس