عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-25-2009, 07:33 PM
 
معذرة .. سيدي سعد

معذرة .. سيدي سعد


بقلم الشيخ الدكتور طه حامد الدليمي







الليلُ يجثمُ في رواقِ سهادي
والفجرُ أخلفَ ناسياً ميعادي



وأنا أصارعُ في الغرامِ رسائلاً
فاضتْ بها عيني على أعوادي



(ذي قارُ) في أُذنَيَّ همسُ خيولِها
يطغى فتصهَلُ في صميمِ فؤادي



ويهُزُّني صوتُ (ابنِ عمروٍ) في دُجى
ليلِ (الهريرِ) فيستفزُّ رُقادي



(القادسيةُ) تستثيرُ مشاعري
تجتاحُها تجتالُ جمرَ رمادي



((سلمى))! أصيحُ ولا مُجيبَ فأنثني
زنزانتي تحنو على أصفادي



ما بينَ نافذتي وقلعةِ ناظري
تمتدُّ آلافٌ من الآمادِ



لا أمسِ من غيبِ الزمانِ ولا غدٌ
جُمعَ الزمانُ فكانَ عندَ وِسادي



(سعدٌ) يُطلُّ بوجهِهِ غضبانَ أنْ
نارُ المجوسِ تلوحُ من (بغدادِ)


((من بعدِ ألفٍ لا تُعدُّ خطوبُها
حررتُها وتعودُ للأوغادِ؟))


يا سيدي! عُدْ حيثُ أنتَ وخلِّني
بينَ الورى أقتاتُ مُرَّ قتادي



لو كانَ همّاً واحداً لبثثتُهُ
كثُرَ العدا وتسيدوا ببلادي



كانَ (الهلالُ) يَهِلُّ من غربِ الدُّنا
فغدا منَ الشرقِ الكئيبِ يُغادي



والخصبَ ينثُرُهُ على أوطانِنا
فهو (الخصيبُ) بسهلِنا والوادي



واليومَ أجدبَ ما يبضُّ بقطرةٍ
قُلِبَ الزمانُ بعالَمِ الأضدادِ



وتمدّدَتْ نارُ المجوسِ فأصبحتْ
لبنانُ مُوقدةً بكلِّ زنادِ



وأرى ب(غزةَ) للأعاجمِ (مِشعلاً)
زيتي الوَقودُ ونارُهُ بفؤادي



(عمانُ) أُهديكِ السلامةَ إنهمْ
لكِ يحفُرونَ مواضعَ الإيقادِ



في وجنةِ (الأحوازِ) حارتْ دمعةٌ
العينُ عيني والبكا بغدادي



ليتَ الخبيرَ يجيبُ كيفَ تطاولتْ
فيها الأعاجمُ بعدَ (ابنِ زيادِ)؟(1)



يا حارثيُّ إليكَ ترنو عصبةٌ
يتحرقونَ لصرخةِ الميلادِ



واللهِ ما خانوا الأمانةَ إنما
قُطعَ الطريقُ وغابَ صوتُ الحادي




يا قومَنا هذي المجوسُ لذبحِكمْ
سلوا خناجرَهم من الأغمادِ



ما بينَ شرقيِّ الخليجِ وغربِهِ
لم يبقَ غيرُ إشارةِ المرتادِ



أوَلمْ تروا عندَ البقيعِ جموعَهم
كيفَ استباحتْ تربةَ الأجداد؟



رفعوا شعاراتِ الخرابِ ورددوا:
((الموتُ للجمهورِ والأسيادِ))



هبوا بني قحطانَ من أجداثِكم
نادى المنادي: ((أين أهلُ الضادِ))؟



يا (سعدُ) أحرجَني السؤالُ فلم أُجبْ
سوءاتُنا بين الأنامِ بَوادِ



ما بينَ عزِّكمو وذلِّ جباهِنا
عزمُ الجدودِ وهيبةُ الأحفادِ



يا سيدي! عهدٌ إليك بذمتي
سأجيبُ لا تعجلْ فذاكَ مرادي



سأُجيبُ عن كل المسائلِ مرةً
عندَ المسيرِ بعدتي وعتادي



أبغي الأعاجمِ في تخومِ بلادِهم
من بعدِما طهرتُ أرضَ بلادي



ورفعتُ للإسلامِ رايةَ عزّهِ
خفاقةً تسمو على الأحقادِ



سأُجيبُ إنَّ إجابتي مقرونةٌ
ببيارقي تعلو على الأنجادِ



سأُجيبُ مبتسماً تضجُّ بشائري
وأوزعُ الحلوى على أولادي



والآنَ دعني كي أُعدَّ قوافلي
عذراً إذا أقصيتُ عنكَ قيادي



لا لن أجيبَ بآهةٍ أو عبرةٍ
طعمُ الهوانِ كضربةِ الجلادِ





=====================
(1) هو الربيع بن زياد الحارثي الصحابي الجليل أمير خراسان وفاتح سجستان والجمهوريات الإسلامية التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي وهو أول محرر للأحواز في عهد سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).







رد مع اقتباس