عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-20-2009, 12:04 AM
 
حكم الاحتفال بعيد شم النسيم


حكم الاحتفال بعيد شم النسيم
الحمد لله ، الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام دينا، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله العزيز الحكيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد: فإن العقيدة الصحيحة، والدعوة إليها هي ساس الإسلام ، من أجل ذلك أدرت أن أذكر نفسي وإخواني الكرام بحكم الاحتفال بعيد شم النسيم(عيد الربيع) فأقول وبالله تعالى التوفيق:
الأعياد في الإسلام:
يجب أن يكون من المعلوم لكل مسلم أن الأعياد في الإسلام هي: عيد الفطر، ويأتي كل عام بعد انتهاء المسلمين من صوم شهر رمضان، وعيد الأضحى، ويأتي كل عام في ختام العشر من ذي الحجة، وعيد ثالث يتكرر في كل أسبوع مرة، وهو يوم الجمعة، وليس في الإسلام عيد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وليس في الإسلام عيد بمناسبة مرور ذكرى غزوة بدر، ولا غزوة الفتح، ولا غيرها من الغزوات العظيمة التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً باهراً.
(الشرح الممتع لابن عثيمين ج 5 ص 82 )
نشأة عيد شم النسيم:
كان للمصرين القدماء أعياد كثيرة، منها أعياد الزراعة التي تتصل بمواسمها، والتي ارتبط بها تقويمهم إلى حد كبير، فان لسنتهم الشمسية التي حددوها باثني عشر شهراً ثلاثة فصول، كل منها أربعة أشهر، وهى فصل الفيضان ثم فصل البذر، ثم فصل الحصاد. ومن هذه الأعياد عيد النيروز الذي كان أول سنتهم الفلكية بشهورها القبطية المعروفة الآن. وكذلك العيد الذي سمي في العصر القبطي بشم النسيم.
سبب تسمية عيد شم النسيم:
ترجع تسمية عيد شم النسيم إلى الكلمة الفرعونية (شمو) ويرمز بها عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، وفيه بدأ خلق العالم. وأضيفت كلمة (النسيم) إليه لارتباط هذا اليوم باعتدال الجو، حيث تكون بداية الربيع.
وترجع بداية الاحتفال به بشكل رسمي إلى ما يقرب من 4700 عام قيل الميلاد، وكانوا يحتفلون به في الاعتدال الربيعي عقب عواصف الشتاء وقبل هبوب رياح الخماسين. إن الاحتفال بالربيع كان معروفاً عند الأمم القديمة من الفراعنة والبابليين والأشوريين، وكذلك عرفه الرمان، وكانت له أسماء مختلفة عندهم فهو عند الفراعنة عيد شم النسيم، وعند البابليين والأشوريين عيد ذبح الخروف، وعند اليهود عيد الفصح، وعند الرمان عيد القمر.
العلاقة بين عيد الفصح عند اليهود وعيد شم النسيم:
نقل بنو إسرائيل عيد شم النسيم عن الفراعنة لما خرجوا من مصر، وقد اتفق يوم خروجهم مع موعد احتفال الفراعنة بعيدهم. واحتفل بنو إسرائيل بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح، والفصح كلمة عبرية معناها (الخروج) أو (العبور)، كما اعتبروا ذلك اليوم – أي يوم بدء الخلق عند الفراعنة – بداية لسنتهم الدينية العبرية تيمناً بنجاتهم، وبدء حياتهم الجديدة.
العلاقة بين عيد القيامة عند النصارى وعيد شم النسيم:
لما ظهرت المسيحية في الشام احتفل المسيح صلى الله عليه وسلم وقومه بعيد الفصح كما كان يحتفل اليهود. ثم تآمر اليهود على صلب المسيح وكان ذلك يوم الجمعة 7 من إبريل سنة 30 م، الذي يعقب عيد الفصح مباشرة، فاعتقد المسيحيون أنه صلب في هذا اليوم، وأنه قام من بين الأموات بعد الصلب في يوم الأحد التالي، فرأى بعض طوائفها أن يحتفلوا بذكرى الصلب في يوم الفصح، ورأت طوائف أخرى أن يحتفلوا باليوم الذي قام فيه المسيح من بين الأموات، وهو عيد القيامة، يوم الأحد الذي يعقب عيد الفصح مباشرة، وسارت كل طائفة على رأيها، وظل الحال على ذلك حتى رأى قسطنطين الأكبر إنهاء الخلاف في سنة 325 م، وقرر توحيد العيد، على أن يكون في أول أحد يكون القمر فيه بدراً في الاعتدال الربيعي أو يعقبه مباشرة، وحسب الاعتدال الربيعي وقتذاك، فأصبح عيد القيامة ( كما يزعم النصارى) في أول أحد يكون القمر فيه بدراً، وبعد هذا التاريخ أُطلق عليه اسم عيد الفصح المسيحي تميزا له عند عيد الفصح اليهودي.
عقيدتنا في عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم:
يحب على كل مسلم أن يعتقد اعتقاداً جازماً بان عيسى ابن مريم هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الله سبحانه وتعالى قد رفعه حياً بجسده إلى السماء وسوف ينزل في آخر الزمان فيقتل المسيح الدجال، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير ولا يقبل من الناس إلا الإسلام، ويعمل بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم. وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة والتي يجب على كل مسلم أن يموت عليها، وهذا ثابت في القرآن والسنة قال الله تعالى حكاية عن اليهود:
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)}
(النساء 157: 159)
روى الشيخان عن أبى هريرة رضي الله عنه، قال:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
{ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }
(البخاري حديث 3448 / مسلم حديث 155 )
روى مسلم عند أَبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُيُحَدِّث عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا
(مسلم حديث 1252)
أطعمة عيد شم النسيم:
إن لشم النسيم (عيد الربيع) أطعمة خاصة ترتبط بخرافات، ومعتقدات شركية عند القدماء المصريين، وسوف نتحدث عنها بإيجاز:
بيض شم النسيم: يعتبر البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع.وترجع فكرة صبغ البيض باللون الأحمر عند النصارى إلى رغبتهم في أن يتذكروا دائما دم المسيح صلى الله عليه وسلم الذي سفكه اليهود، وذلك حسب اعتقادهم الباطل والمناقض للقرآن والسنة.
الفسيخ (السمك المملح): كان الفراعنة يقدسون النيل، ويعتبرونه نهر الحياة، ويعتقدون أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويُعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل.
البصل: كان القدماء المصريون يعتقدون أن البصل يطرد الأرواح الشريرة.
خس شم النسيم: كان الفراعنة يعتقدون أن الخس من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد اعتبروه من النباتات المقدسة الخاصة بإله التناسل.
حمص شم النسيم: هي ثمرة الحمص الأخضر، وكان الفراعنة يعتبرون نضجها وامتلاءها إعلاناً عن ميلاد الربيع، وهو ما أخذ منه اسم الملانة.
حكم الاحتفال بعيد شم النسيم:
سوف نذكر بعضاً من فتاوى العلماء في حكم الاحتفال بعيد شم النسيم

1- فتوى الشيخ / على محفوظ ( عضو هيئة كبار العلماء في مصر) :
قال الشيخ: على محفوظ رحمه الله تعالى:يوم شم النسيم، وما أدراك ما شم النسيم؟ هو عادة ابتدعها أهل الأوثان لتقديس بعض الأيام تفاؤلا به أو تزلفاً لما كانوا يعبدون من دون الله ، فعمرت آلافاً من السنين حتى عمت المشرقين ، واشترك فيها العظيم والحقير، والصغير والكبير ويا ليتها كانت سنة محمودة فيكون لمستنها أجر من عمل بها، ولكنها ضلال في الآداب وفساد في الخلاق. قال رحمه الله تعالى أيضا: فهل هذا اليوم –يوم شم النسيم- في مجتمعاتنا الشرعية التي تعود علينا بالخير والرحمة؟ كلا ، وحسبك أن تنظر في الأمصار، بل القرى، فترى في ذلك اليوم ما يزرى بالفضيلة، ويخجل معه وجه الحياء من منكرات تخالف الدين وسوءات تجرح الذوق السليم، وينقبض لها صدر الإنسانية إن الرياضة واستنشاق الهواء، ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة في كل آن لا في ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار و فاسدي الأخلاق، فتسربت إليها المفاسد، وعماتها الدنايا، فسارت سوقاً للفسوق والعصيان ، ومرتعاً لإراقة الحياء ، وهتك الحجاب ، نعم ، لا تمر بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يُخجل كل شريف، ويؤلم كل حي ، فأقدر به أن يسمى يوم الشؤم والفجور !! ترى المركبات والسيارات تتكدس بجماعات عاطلين يموج بعضهم في بعض بين شيب وشبان ونساء وولدان ينزحون إلى البساتين والأنهار، ترى السفن فوق الماء مملوءة بالشبان يفسقون بالنساء على ظهر الماء ويفرطون في تناول المسكرات ، وارتكاب المخازي ، فتبعوا خطوات الشيطان في السوء والفحشاء في البر والبحر، وأضاعوا ثمرة الاجتماع فكان شراً على شر، ووبالاً على وبال. تراهم ينطقون بما تصان الأذان عن سماعه ، ويخاطبون المارة كما يشاؤون من قبيح الألفاظ وبذئ العبارات ؛كأن هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث، وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
(سورة المجادلة:19)
فعلى من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم الشؤم، ويمنع عياله وأهله، وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مراسمهم، والفاسقين والفاجرين في أماكنهم، ويظفر بإحسان الله ورحمته.
رد مع اقتباس