قبيل اذان الفجر ،كانت المدينة هاجعة في رقادها في مثل تلك الساعة افاقت من رقادها
حاولت طرد النعاس المتغلغل في جفونها .خرجت من غرفتها المظلمة و هي تستند الى الجدران حتى دخلت المطبخ ،تحسست اوعية الماء الواحد تلو الاخر ،لم يبق لديها سوى
لتر من الماء لا يكاد يكفي لارضاع الطفل النائم في سريره.
مدت يدها الى حنفية الماء ،فتحتها لم تسقط و لا قطرة واحدة ،(رباه ما هذا اليوم المشؤم )
صدرت اهه مخنوقة من صدرها تمنت لو ان روحها تدخل الى الانابيب
ثم تتقطع و تتشعب لتنساب ماءا باردا يروي القلوب وتبلل الاجسام.
علت شمس تموز الحارقة وبدات تيارات الهواء تلفح الوجوه .
تقاطرت افواج النساء و الاطفال تجاة وسط المدينة حيث تقف سيارة الماء الحوضية
المنتظرة .خرجت هي من بيتها حاملة طفلها الرضيع بيد و اناء الماء الفارغ بيد ،
كانت الشمس تصفع وجهها و تحرق وجنتيها ،يبس لسانها شلت حركتها
و شعرت بصوتها يحبس بداخها .
سحبت قدميها لتجلس عند نافورة الماءالقديمة التي لا تزال اشجارها محتفضة
بشيء من خضرتها .سمعت هدير الاصوات تدافعت النسوة و هرع الاطفال ينتعلون
الارض،لقد جائت السيارة ،جاء التنكر!!
هبت من مكانها تاركه رضيعها تحت الاشجار تقدمت الجموع المحتشدة،
سالت المياه بين الاقدام و سقطت احجبة النساء عن الرؤوس.
تناءت الى مسمعها اصوات الشتائم و السباب ناهيك عن اللكمات .
تحاول ان تخترق الحشود و عيناها شاخصه نحو خرطوم الماء ،لكنها شعرت بانها سوف
تختنق ...مع ذلك اصرت على الوصول الى الخرطوم .وفي لحظة كادت تفوز بالخرطوم
انطلق السائق مسرعا ...و عادت منهكة و الحزن يعتصر قلبها و ارتمت
جنب طفلها تحت الاشجار.
اتمنى ان تنال اعجابكم m.a.a.gif "flowr")