عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-30-2009, 11:22 PM
 
Lightbulb العبادات الميكانيكية

من صفاتي الغير حميدة، الفضول الزائد عن اللزوم والذي يدفعني إلى السؤال دوما عن أمور غريبة وبلا فائدة، خاصة بالنسبة للآخرين، كسؤالي في الجنائز عن أخر سلوك صدر عن المرحوم أ وعن كونه أحس بقرب أجله..ونفس هذا الفضول دفعني في إحدى المرات لسؤال أحد أقاربي عن طرائف تكون قد صدرت عن حجاج أثناء أدائهم مناسكهم وكان هو شاهد عليهم...فقال لي: كنت أطوف حول الكعبة .حين سمعت رجل يدعو بحماس"اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" فقلت له :يأخي هذا الدعاء تقوله إذا دخلت دورة المياه ..، فأجاب بسرعة "مافي مشكلة....كله دعاء كويس"


حينها ضحكت بشدة من إجابة هذا الحاج وكذا على إتيانه عبادة وهي الدعاء دون تدبر وإدراك لما يقوله أو وعي لما يقصده....لكن سرعان ما تبدلت ملامح المرح التي كانت تبدو على وجهي وتذكرت نفسي وكذا تقاعسي وإدباري عن القيام ببعض العبادات والطاعات كالصلاة... فأنا قبل هذه الحادثة كنت في صراع دائم مع صلاتي، إذ كنت لا أصلي الأوقات كاملة أو كأن أصليها في أخر اليوم او في الغد من ذلك..المهم بالنسبة لي أنني أقوم بالفرض ولا يهم على أي نحو أؤديه، بالضبط كما يقل المثل "عراكها ولا تراكها".


الأمر نفسه مع بقية العبادات كالزكاة والصوم، وحتى الدعاء، فكثيرا ما كنت أنا الأخرى أدعو الله وقلبي لاه مع أمور أخرى، وبعدها أستغرب بشدة لأنه لم يستجاب لي...


هو أمر يبعث على الحزن، إذ أن عبادتنا اليوم أسقطت عنها سمة الروحية و غدت عبادات ميكانيكية، ولم يعد لها ذلك التأثير الإيجابي على سلوكنا،و لم تعد تنهانا عن الفواحش والمنكرات ولا تعصمنا منا من الوقوع والانغماس في الرذائل.


لذلك أسأل الله لي ولكم جميعنا أن يهدينا ويعيننا على حسن ذكره وعبادته و وأن لا يبقي الدين مجرد كلمة حق في أفواه خاملة ...و أن يصلح حالنا ويختم لنا بالحسنى.

أمين
رد مع اقتباس