عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-24-2009, 09:50 AM
 
النوم _الرقاد _الهجوع

النوم _الرقاد _الهجوع
وردت مادت النوم في القرآن الكريم تسع مرات ,في الآيه 255 من سورة البقره (آية الكرسي)(اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ...) وفي الآيه 47 من سورة الفرقان ,وفي الايه 9 من سورة النباء وفي الآيه 97 من سورة الاعراف وفي الآيه 19 من سورة القلم, وفي الآيه رقم102 من سورة الصافات, وفي الآية 43 من سورة الانفال وفي الآيه23 من سورة الروم وفي الآيه 42 من سورة القلم .
وردت مادة الرقاد في موضعين من القرآن الكريم اولهما ي سورة الكهف {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً }الكه8 وثانيهما في سورة يس{قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ }يس52
وردة مادة الهجوع مرة واحده قال تعالى في سورة الذاريات {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }الذاريات17
والسؤال هو: هل من فرق بين النوم والرقاد والهجوع ؟
الجواب في وجوه :
الاول: الناظر في الايات الكريمه التي ذكرت النوم يرى ان النوم فيها هو النوم المشاهد المحسوس الذي يعرفه كل انسان والذي لا تزيد المده عند الاطفال على عشرين ساعة في الحالة الطبيعيه ولا تقل المدة فيه لدى سائر الناس عن ست ساعات في الحاله الطبيعيه ايضا .وغالب حدوثه لا يكون حدوثه الا في الليل ,يستوي في ذلك الانسان وكثير من انواع الحيوان والطير والحشرات ولا يقع الا مصحوبا بأغلاق واغماض العينين وقد عرف بعض العلماء النوم فقال : هو حاله طبيعيه تتعطل معها القوى بسبب ترقي البخارات الى الدماغ وقال اخر:هو استرخاء اعصاب الدماغ برطوبات البخار الصاعد اليه وقيل: هو ان يتوفى الله النفس دون موت كما قال الله تعالى{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (الزمر:42) وقيل: النوم موت خفيف والموت نوم ثقيل وهي تعريفات مقبوله ولا تعارض بينها وبين قول الله تعالى الموت اخو الموت لان جميع ما سبق مبني على مشابهة النوم للموت في ذهاب الادراك وفقدان الوعي وعدم القدرة على القيام بالمضاهر الحيويه المعهوده.
هذا ويمكننا ان نعرف النوم بقولنا:موت لا يؤدي الى نقض بنيه الاجسام وهذ هو الفارق الرئس بينهما
الوجة الثاني:الرقاد هو نوع من النوم وقد عرفة العلماء فقال الثعالبي :الرقاد: هو النوم الطويل وقال الكفوي:هو النوم الطويل او الخاص بالليل وقال الفيروزابادي:هو المستطاب من النوم القليل ووصفهم الله تعالى( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) بالرقود مع طول منامهم ماعتبارا بحال الموت فانه اعتقد فيهم انهم اموات وكان ذلك النوم قليلاً في جانب الموت وقال الاصفهاني في المفردات يشبه ذلك
اقول: ان تعريف الفيروزبادي غير صحيح لان شرط تعريف أي شيء يؤخذ من واقع ذلك الشيء وليس من اعتبار آخر خارج عنه. فاعتقاد الناس موت اصحاب الكهف لا دخل له في واقع الرقاد اعتقادي مثلاً ان السودان بلد جوه بارد هذ الاعتقاد لا دخل له في واقع حالة السودان اذ واقع السودان حار الجو وكذلك حالة اهل الكهف مع الرقاد, فواقع الحال كانوا رقوداً وواقع الرقاد هو النوم الطويل, فقد نام اصحاب الكهف فترة طويله جداً {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً } (الكه5) ولبثهم هذه المده كان على هيئة الرقود( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) (الكه8)ومن الادله على ان الرقاد هو النوم الطويل قول تعالى في سورةيس حكاية عن الكفار عند العبث من القبور{قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } (يس52) وكلمة مرقدنا تعني مكان لرقادنا وهو القبر والانسان يبقى في قبرة منذ وفاتة الى قيام الساعة أي يبقى فترة وطويله جداً تصل الى عشرات الالاف السنين, الامر الذي يدل على ان الرقاد هو النوم الطويل
بقى ان نقول ان الرقاد الذي اوقعه الله على اهل الكهف حصل لهم دون اغماض اعينهم أي انهم :
1: ان الفتية نائمون وكلبهم نائم ايضاً اذ لا يعقل ان يبقى انسان او الحيوان يقظان مدة ثلاثمئة سنه, ورؤيتنا لأي انسان نائم او أي كلب
نائم لا تقذف في قلوبنا الرعب فنولي هاربين .. (وِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً )الكه8
2.كثير من الناس قد رأى قريبا له يت وعيناه مفتوحتان, فتراه يسرع ال اغلاق عيني ذالك الميت, والسببفي ذالك هو عدم قدرة النظرالى عيني الميتو وكأن في عيني الميت خاصيه ماوهي التي تقذف الرعب في قلب الناظر اليهما.
الوجه الثالث : الهجوع , ومعناه في اللغه: سكون الحركه, وهو النوم ليلا واهجوع في قوله تعالى{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }الذاريات17 معناه كانو يصلون في الليل صلاة النافله(التهجد وقيام الليل) انهم يتركون النوم ويقومون لى الصلاه النافله, {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ }آل عمران 17, فالهجوع القليل في الاية هو مجاز عن كثرة الصلاة في الليل فالهجوع هو النوم القليل
رد مع اقتباس