عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-27-2009, 09:08 AM
 
القرصة التركية: مع تمرد مستهلكين


بسم الله الرحمن الرحيم

القرصة التركية: مع تمرد مستهلكين



يعقوب احيمئير - متعة كبيرة منحني اياها النبأ الذي نشر في الصحيفة التركية الهامة ''هوريات'' عن الخسائر المتوقعة لفرع السياحة في تركيا عقب الرد الحاد، التشهيري لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على حملة ''رصاص مصهور''.
الشماتة لا تندرج ضمن قائمة المقاييس الطيبة للسلامة السياسية، ولكن كمن لم يقسم الولاء لميثاق السلامة السياسية، من حقي أن اقرأ برضى الخبر الذي يقلق بالتأكيد فندقي تركي. حسب التقرير في ''هوريات''، في اقليم مرمريس وحده ستخسر الفنادق 3,1 مليون دولار تقريبا في الصيف القريب القادم.
اردوغان، كما أسلفنا، دعا الى طرد اسرائيل من الامم المتحدة، اتهمها بالجرائم ضد الانسانية، وبالاساس - وقف الى جانب حماس في اثناء الحملة.
المعنى: دولة موقعة على حلف امني مع اسرائيل وقفت علنا الى جانب احد اعدائها. وكسبيل الدبلوماسية، التي ترمي فقط الى ''تلطيف'' الاحتكاكات، لا ريب أن وزارة الخارجية الاسرائيلية لن تتخذ خطوات رد ولن تندد برئيس الوزراء التركي، بحيث انه رغم ان كل خطوات اردوغان تشكل جملة من نكران الجميل، نكث مبدأ التبادلية في العلاقات مع اسرائيل لدرجة التحريض - فان اسرائيل لن ترد.
وبالمقابل، اسرائيل لن تكف عن مداهنة تركيا ببادرات طيبة عديدة ومختلفة. وهاكم بعض منها: عقب ضغوط تركيا قررت اسرائيل عدم الاعتراف بقتل الشعب الارمني على ايدي الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى. كما أن وزيرة الخارجية لفني ضغطت كي لا يتخذ في الكنيست قرار تصريحي يعترف بقتل الشعب الارمني. اسألوا النائب حاييم اورون. فضلا عن ذلك، استخدمت اسرائيل لوبي في الولايات المتحدة كي يمتنع المجلسين التشريعين في واشنطن عن اتخاذ قرار يعترف بقتل الشعب الذي نفذ بحق الارمن. سياسيون اتراك زاروا واشنطن حثوا متفرغين سياسيين يهود كي يعمل هؤلاء على منع المصادقة على القرار الذي يعترف بقتل الشعب. وبالمناسبة، احد المؤيدين لتبني القرار الذي يعترف بقتل الشعب كان هو السناتور (في حينه) براك اوباما.وفضلا عن ذلك، رئيس الوزراء ايهود اولمرت رفع مستوى مكانة تركيا في المنطقة وفي العالم بأسره، اذ اودع في ايديها الوساطة بين اسرائيل وسوريا. وهكذا فان اردوغان الذي لا يتردد في قصف تجمعات الاكراد المتمردين يتخذ صورة من يساعد في ''صنع السلام''. كما أنه من غير المستبعد ان تكون اسرائيل وعدت بمساعدة تركيا في مساعيها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. اما الرد، كما أسلفنا فلم يتأخر بالوصول - وقوف تركيا الى جانب حماس.
التخوف، إذن لدى مسؤولي فرع السياحة في تركيا من أن يدير العديد من الاسرائيليين ظهورهم ل ''الصفقات'' الزهيدة في فنادق انطاليا، ليس عديم الاساس: فحكومة اسرائيل لن تدعو مواطنيها الى اتخاذ خطوات رد على تشهيرات اردوغان. واذا كان هكذا هو الحال، فان الاسرائيليين وحدهم، كأفراد، ممن يشعرون بان اردوغان تجاوز الحدود - حدود الانتقاد المشروع - يمكنهم ان يتصرفوا حسب احساس العزة في أنهم ''اسرائيليون''. فهل حقا سينشأ ''تمرد مستهلكين'' اسرائيلي على فرع السياحة التركي؟ من الصعب التقدير. ولكن ليس صعبا التقدير بان الاسرائيلي الذي يزور تركيا يخاطر بجسده في ضوء تحريض رئيس الوزراء التركي. حاليا ستواصل الطائرات في الخطوط من والى تركيا الطيران شبه فارغة. ''الصفقات الى رودوس'' كما يخيل لي، ليست اقل جدوى.

* اسرائيل اليوم
رد مع اقتباس